النسبية الخاصة

زاهر بلبيسي
زاهر بلبيسي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

النسبية الخاصة: هي نظرية فيزيائية مهمة للغاية قدمها ألبرت أينشتاين عام 1905. في ذلك الوقت، أحدثت ثورةً في فهمنا للمكان والزمان، وكلمة النسبية باتت معروفة جيدًا وترتبط بشدة بأينشتاين، تابع قراءة المقال سنشرح بشكل مبسط النسبية الخاصة ومواضيعها المذهلة.


ما هي النسبية الخاصة

هي في الحقيقة إحدى النظريتين اللتين عمل عليهما أينشتاين على مدى عدة سنوات. الأولى كانت في عام 1905 وهي النسبية الخاصة، والثانية في عام 1915 وكانت النسبية العامة، وإلى وقتنا هذا تعد أهم نقلة في عالم الفيزياء الحديثة.

إن الفيزياء الكلاسيكية المبنية على أعمال علماء مثل إسحاق نيوتن وغيره، تغطي جميع قواعد الحياة اليومية، ولكن أدرك أينشتاين أن تلك القوانين لم تنجح عند الأجسام الصغيرة جدًا أو الكبيرة أو التي تتحرك بسرعة كبيرة؛ لذا كانت نظرية النسبية تدور حول محاولة صياغة قوانين لا تتناسب مع قوانين نيوتن.


ما هو الإطار المرجعي

معرفة ماهو الإطار المرجعي هامةٌ جدًا لفهم النسبية الخاصة، وهو مجموعة الإحداثيات التي نستخدمها لتعيين جميع معطيات الحركة كالمسار، والسرعة، والتسارع لجسم ما داخل إطار ما. أما الإطار المرجعي العطالي هو حالة خاصة من المحاور التي تتحرك بحركة عطالية بمعنى أن الجسم لا يخضع لأيّ قوة خارجية، تتعامل النسبية الخاصة حصريًا مع الأطر المرجعية العطالية، ومن هنا جاءت تسميتها بالخاصة؛ لأنها تعالج حالة افتراضية خاصة تهمل فيها تأثيرات العطالة التي سيناقشها فيما بعد بنظرية النسبية العامة.


فرضيات النسبية الخاصة

النسبية الخاصة تعتمد على فرضيتين اثنتين:

  1. مبدأ النسبية: وتنص على أن قوانين الفيزياء هي نفسها في كل مكان، مستقلة عن حركة المراقب في جميع الجمل العطالية. على سبيل المثال، ستؤدي التجربة التي يتم إجراؤها داخل قطار يتحرك بسرعة ثابتة إلى نفس النتائج عند إجرائها في رصيف محطة القطار، القطار والرصيف هما مثالان على الأطر المرجعية المختلفة.
  2. ثبات سرعة الضوء: ينتشر الضوء بسرعة ثابتة خلال الفراغ بالنسبة لجميع المراقبين، أي أن سرعة الضوء مستقلة عن حركة الشخص أو الجهاز الذي يراقبها أو المنبع الذي يصدرها، كان هذا المبدأ مصدر إلهام للنظرية، حيث كانت نظرية ماكسويل للكهرباء والمغناطيسية (1862) قد تنبأت بسرعة الضوء الثابتة، ولكن كان ذلك يختلف مع الحركة النيوتونية الكلاسيكية (1687)، لذا قدم آينشتاين النسبية الخاصة لتجاوز الحركة النيوتونية بنظرية تتفق مع نظرية ماكسويل.

مواضيع النسبية الخاصة

نسبية التزامن: إن مفهوم الأحداث المتزامنة من المواضيع المهمة التي نستطيع ملاحظتها، والفكرة هي مرور الوقت بالنسبة إلى الأطر المرجعية المختلقة، لذا فإن الأحداث المتزامنة لن تكون متزامنة، أي أن الحدثين المتزامنين اللذين يحدثان بشكلٍ متزامن في إطار مرجعي، يكونا غير متزامنين بالنسبة لمراقب آخر في إطار مرجعي آخر.

الصورة أدناه توضح الفكرة، لاحظ وجود مراقبين اثنين ولكل منهما إطار مرجعي مختلف، الأول يراقب من خارج القطار والثاني من الداخل، الحدثان هما نزول البرق على نقطتين A و B، يرى الأول الحدثين بشكلٍ متزامن كونه يبعد نفس المسافة من النقطتين A و B، والثاني يرى البرق في النقطة B قبل A كونه أقرب إلى B.

النسبية الخاصة

انكماش الأطوال: أحد المواضيع المهمة للنظرية، وهي أن طول الأجسام المتحركة يخضع للانكماش بسرعة كبيرة نسبيًّا، حيث يلاحظ المراقب الساكن (بالنسبة إلى الكائن المتحرك) أن الكائن المتحرك يصبح أقصر في الطول إذا تحرك بسرعة قريبة من الضوء.

وهذا يعني أن الجسم المتحرك قد يكون له طولٌ مقاس يبلغ المترين؛ ولكن نفس الكائن عند التحرك بسرعات كبيرة نسبيًا بالنسبة للمراقب سيكون له طول مقياس أقل من مترين، ولا ترجع هذه الظاهرة إلى الأخطاء في القياس أو الملاحظات الخاطئة، ويكون تقلص الطول مهمًا فقط عندما يتحرك الكائن بسرعات كبيرة، أي السرعات القريبة من سرعة الضوء.

يحدث هذا الانكماش النسبي فقط في بُعد (محور) حركة الكائن، أي إذا كان الكائن يتحرك أفقيًا، فإن البعد الأفقي المرئي هو الذي ينكمش؛ أما إذا كان المراقب ينظر من البعد العامودي، لن يلاحظ الانكماش.

 النسبية الخاصة

الإبطاء الزمني: تباطؤ الزمن هو في الواقع خاصية أساسية لكوننا، والمغزى هنا أن الزمن ليس مطلقًا، المراقب الساكن يمر الوقت عنده أبطأ من الذي يتحرك بسرعة قريبة من سرعة الضوء.

ولعل مفارقة التوأم خير مثال على الفكرة، وهي تجربة فكرية يقوم فيها أحد التوأمين بالسفر إلى الفضاء بسرعة قريبة من سرعة الضوء ويكتشف حين عودته بعد ست سنين فرضًا حسب توقيته، مرور ستون سنة على الأرض.

 النسبية الخاصة

تكافؤ الكتلة والطاقة: تعد المعادلة الأكثر شهرة إلى يومنا هذا، وهي E = mc2، تنص على أن الطاقة تساوي جداء الكتلة بمربع سرعة الضوء، بمعنى آخر تتحول الكتلة إلى طاقة عند الاقتراب من سرعة الضوء.

يعتقد أينشتاين في نظريته النسبية الخاصة أن هناك كمية هائلة من الطاقة في الكتلة، و20 غرام تحوي كمية من الطاقة تعادل قنبلة هيدروجينية تبلغ 500 كيلو طن، وقد أدت تلك المعادلة لاحقًا إلى اكتشاف الطاقة النووية، واستُغلَت لصناعة القنبلة الذرية والتي باتت تشكل مصدر تهديد للبشرية.

 النسبية الخاصة
ذو صلة
    هل أعجبك المقال؟

    الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

    2 د

    ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.

    لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.

    حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.


    يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.

    في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.

    حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.

    قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.

    واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.

    يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.

    ذو صلة

    في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.

    حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.

    عبَّر عن رأيك

    إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

    ذو صلة
    متعلقات