تريند 🔥

🤖 AI

تعريف السادية

غياث عبد الملك
غياث عبد الملك

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

لا بد وأن الجميع قد سمع بمصطلح السادية في إشارةٍ لأشخاصٍ محددين، دون أن يعلم الكثيرون معناها وإلى ماذا تُشير، ولذلك سنحاول توضيحها قدر الإمكان، والتعريف بالشخص السادي.


ما هي السادية

السادية هي اضطرابٌ نفسيٌّ جنسيٌّ في نفس الوقت psychosexual، تجعل من الشخص السادي (المصاب بالسادية) سعيدًا ومنتشيًّا؛ بسبب إلحاق الألم بشخصٍ آخر.

صاغ مصطلح السادية للمرة الأولى عالم النفس الألماني ريتشارد فون كرافت إيبنج Richard von Krafft-Ebing؛ وكان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر، وقصد فيه بشكلٍ مباشرٍ تصرفات وسلوكيات أحد النبلاء الفرنسيين، الذين عاشوا في القرن الثامن عشر، وكان اسمه ماركيز دي ساد Marquis de Sade، وإليه ينسب المصطلح.

غالبًا ما تُذكر السادية مع المازوخية (masochism)، والتي تعني أن الشخص المازوخي سيشعر بالإثارة الجنسية عندما يتعرض للإحساس بالألم، ولكن في الغالب لا يسعى الساديون خلف الأشخاص المازوشيون، فهذا ينقص من متعتهم في إيقاع الألم بالضحية.

يتفاوت مستوى العنف السادي ويختلف من شخصٍ ساديٍّ إلى آخر، وقد يتراوح من إلحاق بعض الألم الخفيف بالضحية، حتى الوحشية الشديدة، وقد يؤدي أحيانًا إلى إصاباتٍ خطيرةٍ تسبب الموت، وبهذا يمكن أن تكون السادية دافعًا لارتكاب الجرائم، وخاصةً الاغتصاب والقتل.

ورغم ربط العديد من المصادر بين السادية والعنف الجنسي؛ إلا أنها ليست بالضرورة كذلك، وببساطةٍ السادية هي الشعور بالفرح بسبب تعذيب الآخرين وأذيتهم.


لماذا هناك أشخاص ساديون؟

في الحقيقة لا يعرف علماء النفس أي سببٍ واضحٍ ومباشر لوجود أشخاص ساديين، وتبقى كل التأويلات مجرد نظرياتٍ.

تشير بعض النظريات إلى أن الشخص السادي يلجأ لتعذيب ضحاياه؛ لأنه في الأصل يشعر بالعجز، وعدم التأثير في الحياة اليومية، أو لأنه يسعى للتعبير عن أوهامٍ وأفكارٍ جنسيةٍ مكبوتة لديه، كما يمكن أن تنشأ السادية بسبب وجود بعض الاضطرابات النفسية والعقلية الأخرى.


شخصيات سادية في التاريخ

رغم أن مصطلح السادية ظهر واستخدم لأول مرة في القرن الثامن عشر كما ذكرنا؛ إلا أن علماء التاريخ وجدوا العديد من الشخصيات التاريخية التي يمكن وصفها بالسادية.


دراكولا

دراكولا أو فلاد الثالث، حكم أجزاءً من رومانيا في القرن الخامس عشر، واشتهر بولعه بالتعذيب، والقتل الجماعي؛ حتى أن بعض المؤرخين يصفون طرقًا شنيعةً استخدمها في قتل أو تعذيب خصومه حتى الموت مثل: نزع الأحشاء، والسلخ للأحياء، أو الرمي في الماء المغلي، وغيرها من وسائل التعذيب الشنيعة. بل أكثر من ذلك كان فلاد الثالث يستمتع بتناول الطعام بين الجثث، وهو ما يعتبر درجةً عاليةً من السادية!

ملاحظة: فلاد الثالث هذا هو ملهم الكاتب برام ستوكر الذي ألف رواية دراكولا المشهورة والتي نشرت عام 1897.


راسبوتين

إن كنت قد قرأت عن الثورة البلشفية في روسيا، فبالتأكيد أنت تعرف راسبوتين، ولكن الأمر الذي لا تعرفه عنه أنه كان ساديًّا! حيث يُروى أنه شعر بالمتعة بإهانة نساء المجتمع الراقي، عندما جعلهن يلعقن أصابعه بعد أن غمسها في وعاء الحساء، كما عُرف عنه أنه كان يواعد البغايا ليلًا، بالإضافة لتورطه في حالات اغتصابٍ، حتى أن فكرة قتل القيصر مع أبنائه الخمسة هي إحدى توصيات راسبوتين.


اختبار السادية

قام عدة باحثين بتطوير اختبارٍ، لقياس مدى ميل الشخص لأن يكون ساديًّا، وبعد عدة تجاربَ واختباراتٍ عمليةٍ، خلصوا إلى عدة أسئلةٍ يمكن للباحث أن يستخلص من إجابة الإنسان عليها مدى كونه يميل لأن يصبح ساديًّا أو أنه بالفعل ساديٌّ، والأسئلة هي كالتالي:

  • هل سخرت من الناس حولك بهدف أن تشعرهم أنك قادرٌ على السيطرة عليهم.
  • أنا لا أمل من توجيه الأوامر لمن حولي.
  • يمكن أن أسبب الأذى لأحدٍ ما، إذا كان ذلك سيعني أنني المسيطر.
  • أشعر بالسعادة عند انزعاج الناس الذين أسخر منهم.
  • تسعدني السخرية من الناس أمام أصدقائهم.
  • مشاهدة الناس وهم يتعاركون أمرٌ مسلٍ بالنسبة لي.
  • أفكر في إيقاع الأذى بالناس الذين يزعجونني.

كانت هذه الأسئلة تُوزَّع على المتطوعين، ويطلب منهم الإجابة على كل سؤالٍ برقمٍ من واحدٍ إلى خمسةٍ؛ حيث يعني الرقم واحد الموافقة التامة على العبارة أو السؤال، في حين يعني الرقم خمسة الرفض التام، وباقي الأرقام هي درجات الرمادي بين الموافقة والرفض. خضع لهذا الاختبار 202 شخص، وكانت من أبرز النتائح أن الرجال يميلون بنسبةٍ أعلى بكثيرٍ نحو الصفات السلبية، وبالتالي يمكن أن يكونوا ساديين بنسبٍ أعلى من النساء.


هل هناك علاج لمرض السادية

في الحقيقة ليس من الشائع أن يبحث الشخص السادي عن علاجٍ لساديته، ولكن ما يحدث هو أن الأشخاص الساديون الذين يقترفون الجرائم؛ يحولهم القضاء للمصحات؛ بهدف تحسين سلوكهم وتصرفاتهم.

أما العلاج الذي يخضعون له في تلك المصحات، فهو العلاج السلوكي المعرفي، حيث يساعدهم المختصون على فهم ذواتهم، وطرق تحقيق السعادة دون إيذاء الآخرين؛ وربما يتم إعطائهم بعض العقاقير لكبح الدافع الجنسي لديهم.

هل أعجبك المقال؟