كيف استعمال النظائر المشعة في الطب؟
النظائر المشعة هي الشكل غير المستقر للعنصر والتي ينبعث منها الإشعاع ليتحول إلى شكل أكثر استقرارًا، والإشعاع قابل للاقتفاء بسهولة، كيفية استعمال النظائر المشعة في الطب؟
بدايةّ، هل تعلم ما هي النظائر المشعة؟ إنّها ذراتٌ لعنصرٍ واحدٍ تختلف فينا بينها بعدد النترونات، وتمتلك العدد الذري نفسه (عدد البروتونات)، أي تختلف في كتلتها، فهي ذراتٌ غير مستقرّة، تصدر انبعاث جسيم ألفا و / أو بيتا (أو بوزيترون)، سعيًا منها للاستقرار، فترسل أشعةً كهرومغناطيسيةً تعرف بأشعة غاما، ضمن عملية تُعرف بالتحلل الإشعاعي، أو نصف العمر، وهو الزمن اللازم لتحلل نصف عدد الذرات، ويشار إلى المنتجات المشعّة التي تستخدم في الطب بالأدوية الإشعاعية.
فالنظائر المشعة، هي عبارة عن عناصر مشتقة من عناصر أخرى طبيعية، لذا فهي تسمى النظائر، وتتميز عن العناصر الطبيعية المشتقة منها، بامتلاكها كتلة نووية أكبر، ويمكن أن تكون العناصر الطبيعية متعددة، فيمتلك العنصر أكثر من نظير إشعاعي، وتتكون النظائر المشعة.
في الظروف الطبيعية، تحتوي الذرة على عددٍ متساوٍ من النيترونات والبروتونات، وهذا بدوره يؤمّن توازنًا يحافظ على الذرة مستقرة، أما في حالة النظائر المشعة، تكون الذرة غير مستقرة، لامتلاكها عدد كبير من النيترونات والبروتونات في شكل إشعاعات مختلفة من ألفا أو بيتا أو جاما، ودائمًا ما تسعى هذه النظائر إلى الوصول لحالة الاستقرار، بإطلاقها إشعاعات، حتى تصل إلى الحالة الطبيعية.
مجالات استخدام العناصر المشعة
يمكن الحصول على النظائر المشعة، إما طبيعيًا، حيث أنَّ الطبيعة تحتوي على عدد كبير من النظائر المشعة بشكلٍ طبيعي، وإما صناعيًّا عن طريق المفاعل النووي أو التحطيم الذري.
- وتستخدم العناصر المشعة في مجالات الحياة المختلفة، منها المجال الطبي، إذ تستخدم في تشخيص ومعالجة الأمراض، كما أنها فعّالة في تعقيم الأدوات، والمواد الأخرى التي تستخدم في المعالجات الجراحية، كما تستخدم في تحديد صلاحية الأدوية الطبية.
- فاعتمد الطب على هذه الخاصيّة، للحصول على معلوماتٍ حول عمل أعضاء معيّنةٍ في الجسم، أو لعلاج المرض، وهذا ما يدعى بالطب النووي. حيث يستخدم الأطباء هذه المعلومات في التشخيص الدقيق للمرض، فيساعد تصوير الغدة الدرقية والعظام والقلب والكبد والعديد من الأعضاء الأخرى، في الكشف عن أيّ خللٍ في وظائفها، أو لعلاجها، أو علاج الأورام.
- فبالنسبة للتشخيص، يمكن تّتبع العمليات الفيزيولوجية في الجسم، باستخدام نظائر مشعّة قصيرة العمر، تصدر أشعة غاما، تُعطى عن طريق الحقن أو الاستنشاق أو الفم، فتُلتقط الفوتونات عبر كاميرا غاما، وتعرض صورًا بواسطة جهاز كمبيوتر، للحصول على مؤشراتٍ لحالاتٍ غير طبيعيةٍ.
- في التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، تدخل النويدات المشعّة التي ينبعث منها البوزيترون بواسطة الحقن، وتتراكم في الأنسجة المُستهدفة، وعندما تتحلّل ينبعث منها بوزيترون، والذي يتحد بسرعةٍ مع إلكترونٍ قريب ممّا يؤدي إلى انبعاثٍ متزامنٍ لأشعة غاما، تُستخدم في تشخيص الأورام، مع الفلور -18 كمتتبعٍ، فثبت أنه أكثر الطرق غير الغازية دقّةً للكشف عن معظم السرطانات وتقييمها، كما تُستخدم بشكل جيدٍ في تصوير القلب والدماغ.
- ومن أهمّ ما يميّز تقنية التصوير النووي على تقنيات الأشعة السينية، هي أنّه يمكن تصوير كلٍّ من العظام والأنسجة الرخوة معًا.
- فيما يخصّ العلاج الإشعاعي، تُستخدم النظائر المشعّة في السيطرة على الأورام السرطانية، عبر تعريض الجزء المصاب لأشعة غاما، من مصدرٍ خارجيٍّ هو الكوبالت -60 المشع غالبًا، أو داخليًّا بزرع مصدرٍ مشعٍّ صغيرٍ، يصدر أشعة غاما أو بيتا، بإدخاله عبر قسطرة في الجزء المصاب، ويستخدم اليود 131 بشكلٍ شائعٍ لعلاج سرطان الغدة الدرقية، واضطراباتها الحميدة، ويستخدم إيريديوم 192 خاصّة في الرأس والثدي.
- في حالات سرطان الدم، يستبدل النخاع العظمي التالف، بتشعيع النخاع المتضرر، وتعريضه لجرعةٍ قاتلةٍ من الإشعاع، قبل عملية زرع النخاع العظمي.
- ويستخدم الطب النووي الإشعاع من أجل توفير معلومات تشخيصية حول عمل أعضاء الجسم أو علاجها، تعد هذه الإجراءات التشخيصية باستخدلم النظائر المشعة إجراء روتيني.
- يستخدم الأطباء العلاج الإشعاعي في كثير من الحالات الطبية وخاصة السرطان، حيث يستخدمون الإشعاع لإضعاف أو تدمير خلايا معينة.
- يتم القيام بأكثر من 40 مليون إجراء للطب النووي كل عام، ويزداد الطلب على النظائر المشعة بنسبة تصل حتى 5% سنوياً.
- بالإضافة للعلاج تُستخدم النظائر المشعة لتعقيم المعدات الطبية أيضاً.
طرق استخدام الطب للإشعاع النووي
هناك طرق عديدة لاستخدام الطب النووي للنظائر المشعة:
- التتبع: ويتم عن طريق أخذ النظائر المشعة مثل تكنيتوم 99 م عن طريق الفم أو الحقن أو استنشاقها في الجسم، ثم تنتقل هذه النظائر عبر الجسم أو يتم تناولها من قبل أنسجة معينة، كما يمكن تتبع توزيعها وفقاً لإشعاع الذي يطلقه.
- القصف: في حالة الإصابة بمرض السرطان أو فرط نشاط الغدة الدرقية: يتم قصف ورم المريض بالإشعاع المؤين، غالباً مايكون على شكل حزم من الجسيمات دون الذرية كالبروتونات أو النيوترونات أو جسيمات ألفا وبيتا التي تعطل مباشرة التركيب الجزيئي أو الذري للأنسجة المستهدفة.
- وتوجد نظائر مشعة خاصة بالطبّ تصنع في مفاعل ANSTO من خلال القصف بالنترونات أو البروتونات عن طريق معجل السيكلوترون الموجود في الكثير من المستشفيات لصنع المستحضرات الطبية المشعة بنصف العمر الذي قد يكون ثوان أو دقائق.
سبّب استعمال النظائر المشعة في الطب تقدماً ملحوظاً في العلاجات الإشعاعية وتشخيص الأمراض.