ما هو حمض الهيالورونيك
في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن حمض الهيالورونيك كمكون أساسي في العديد من منتجات العناية بالبشرة وتنحصر المعلومات المتداولة حوله في هذا الإطار، يلعب الحمض العديد من الأدوار الأخرى في الجسم، كما تنتوع مصادره، وقد ينطوي استخدامه على آثار جانبية غير مرغوبة في بعض الحالات لنتعرف أكثر على الهيالورونيك أسيد.
حمض الهيالورونيك
حمض الهيالورونيك (HA) (Hyaluronic acid) هو بوليمر حيوي يتكون من تكرار وحدات من ثنائي السكاريد والتي تشمل جزيئات D-حمض الجلوكورونيك (D-glucuronic acid) وN-أسيتيل جلوكوز أمين (N-acetylglucosamine) المرتبطة بالتناوب بالروابط الجلكوزيدية B (1-4) وB (1-3)
ينتمي حمض الهيالورونيك إلى مجموعة الجليكوزأمينوجليكان (Glycosaminoglycans) (GAGs) والتي تُعرف أيضًا بعديدات السكاريد المخاطية ومن أبرز السكريات التي تنطوي أيضًا تحت هذه المجموعة الهيبارين، كبريتات الهيبارين، كبريتات الكيراتان...
استخرج لأول مرة على يد العالمين (Karl Meye) و (John Palmers) من الجسم الزجاجي لأعين الأبقار في عام 1934، استمد هذا الحمض اسمه من الكلمة اليونانية "hyalos" وتعني مشابه للزجاج.
أين يوجد حمض الهيالورونيك
- جسم الإنسان: يتوزع الهيالورونيك أسيد على نطاق واسع في الجسم، فجسم الإنسان الذي يزن 70 كغ يحوي على 15 غ من HA، أكبر كمية منها في الجلد (حوالي نصف الكمية الإجمالية من HA)، السائل الزليلي، والجسم الزجاجي والحبل السري، كما يوجد في الأجزاء من الجسم التي يحدث فيها احتكاك كالمفاصل والأوتار وغشاء الجنب والتامور.
- الحيوانات: كما يمكن عزله من الحيوانات من عرف الديك، وجلد أسماك القرش، مع الإشارة إلى انخفاض الاهتمام بالمصادر الحيوانية لانخفاض نقاوة HA الناتج نظرًا لاحتواء الأنسجة المستخدمة في الاستخلاص على البروتينات والأحماض النووية والتي يُحتمل أن تسبب ردود فعل تحسسية، وللتغلب على ذلك يُلجأ لإنتاجه من خلال عمليات تخمير تتوسطها أصناف معينة من البكتيريا، إذ تعد عملية استخلاصه من مرق التخمير الميكروبي عملية بسيطة نسبيًا ذات مردود عالي.
- الغذاء:
- مرق العظام: يؤدي تناول مرق العظام إلى زيادة مستويات HA في الجسم، ولإعداده من المفيد استخدام عدة أجزاء من الحيوان (الجلد، الأنسجة، العظام)، مع التأكيد على غليها لمدة لا تقل عن 24 ساعة حتى ينتقل كامل محتوى حمض الهيالورونيك إلى الماء.
- اللحوم: الدواجن، والأبقار، والخنزير، والأغنام وبخاصة أعضائها بما فيها الكبد على وجه الخصوص.
- منتجات الصويا
- الخضروات الجذرية الغنية بالنشا: بما فيها البطاطا، والبطاطا الحلوة، وجذور زهرة اللوتس (جذور اللوتس)، وجيكاما، والتي علاوةً على غناها بـ HA، فهي غنية بالعديد من الفيتامينات A وC وB6 والبوتاسيوم والألياف.
- الحمضيات: ثمار الحمضيات (الجريب فروت والبرتقال والليمون) غنية بالنارينجينين، والذي يتميز بتأثير مثبط قوي على أنزيم الهيالورونيداز (يفكك حمض الهيالورونيك في الجسم)، ولذا فإن تناول الأطعمة الغنية بالنارينجينين يكفل للجسم الحفاظ على مخزونه الطبيعي من الهيالورونيك أسيد.
- الخضار الورقية الخضراء: يساعد تناول الخضار الورقية بانتظام على زيادة إنتاج حمض الهيالورونيك، نظرًا لغناها بالمغنزيوم الذي يحفز بدوره إنتاج حمض الهيالورونيك في الجسم.
- الفواكه والخضروات ذات اللون الأحمر الداكن: من الأمثلة عليها الكرز والفراولة والعنب الأحمر والبنجر والفلفل الأحمر، والتي تُعرف بغناها بمضادات أكسدة بمافيها الليكوبين والذي يحفز إنتاج حمض الهيالورونيك إلى جانب بروتين الكولاجين.
أهم فوائد الهيالورونيك أسيد
- يساعد حمض الهيالورونيك على التئام الجروح بشكل أسرع، ونظرًا لخصائصه المضادة للبكتيريا يمكن تطبيقه مباشرة على الجروح المفتوحة، بالإضافة إلى فعاليته في معالجة أمراض اللثة، وتقرحات الفم، والتعافي بعد جراحات الأسنان وذلك عند استخدامه موضعيًا.
- تخفيف آلام المفاصل وخاصة بحالة الإصابة بهشاشة العظام والذي يترافق بتآكل في المفاصل تزداد حدته مع تقدم الإصابة
- يقلل من أعراض جفاف العين نظرًا لخواصه الترطيبية ويحسن صحتها بشكل عام، كما يشيع استخدام قطرات حمض الهيالورونيك كثيرًا أثناء جراحات العين لتقليل الالتهاب وتسريع التئام الجروح.
- يفيد في علاج عدوى المسالك البولية، تشير الدراسات إلى أن الحقن المباشر لحمض الهيالورونيك مع كبريتات شوندروتن في المثانة من شأنه أن يقلل من التهابات المسالك البولية لدى النساء اللواتي عانين من الإصابة المتكررة بذلك.
- تساعد مكملات الهيالورونيك أسيد على ترطيب الجلد والتخفيف من ظهور علامات تقدم البشرة بالسن كالخطوط الدقيقة والتجاعيد، كما يفيد تطبيقه موضعيًا في تخفيف التهاب الجلد.
من يجب أن يتجنب استخدام حمض الهيالورونيك؟
- يُفضل تجنب تناول مكملات حمض هيالورونيك خلال الحمل والرضاعة الطبيعية نظرًا لقلة الدراسات التي تناولت تأثير تناوله خلال هذه الفترات.
- يُنصح أيضًا المصابون بالسرطان أو من لديهم تاريخ مرضي من الإصابة به بتجنب تناول مكملات الحمض، في ظل الدراسات التي أكدت على حساسية الخلايا السرطانية للحمض ونموها وانتشارها بصورة أسرع بوجوده.
- يجب على المصابين بأمراض الكبد الامتناع التام عن استخدامه، نظرًا لأن أمراض الكبد المزمنة بما في ذلك الكبد الدهني وتليف الكبد الشديد والتهاب الكبد سي غالبًا ما تترافق مع مستويات مرتفعة من الحمض، لذا فإن تناول مكملات الحمض يمكن أن تغير معدلاته الطبيعية في الجسم، وبذلك لا يمكن استخدامه كمؤشر للتحري عن الإصابة بهذه الاضطرابات.