ما هي قنابل المولوتوف
قنابل المولوتوف هي نوعٌ من القنابل الحارقة محلية الصنع، لها أسماءٌ أخرى كالقنبلة الزجاجية أو القنبلة الغازية أو قنبلة الرجل الفقير، ويصنع هذا النوع من القنابل من خلال وضع مادةٍ قابلةٍ للاشتعال في قنينةٍ زجاجيةٍ، إذ قد تكون هذه المادة بنزينًا أو كحولًا أو غيرها، ويتم وضع قطعة قماشٍ مبللةٍ بسائلٍ قابلٍ للاشتعال في عنق الزجاجة مع ترك جزءٍ من هذه القطعة خارج الزجاجة.
بعد إشعال قطعة القماش ورميها على الهدف سوف تتحطم الزجاجة نتيجة الاصطدام وتتسبب في نشوب حريقٍ صغيرٍ، أو قد يؤدي اصطدامها إلى اشتعال النار في مساحاتٍ كبيرةٍ من المكان المستهدف، ويفضل الكثير من رواد المظاهرات والاحتجاجات هذا النوع من الأسلحة كونه رخيص الكلفة، ويسهل صنعه ونقله ولكن لا يمكن الاستخفاف به فقد يكون مدمرًا تمامًا.
أصل تسميتها
خلال بداية ما دعي "بالحرب الشتوية" بين روسيا وفنلندا (1939-1940) ألقى الروس قنابل حارقة على هيلسينكي، وعندما صرحت المصادر الإخبارية الفنلندية عن ذلك نُسب إلى مولوتوف ـ دبلوماسي سوفييتي بارز آنذاك ـ تكذيبه لهذا الخبر حيث قال بأن الروس كانوا فقط يقومون برمي الطعام والشراب لرفاقهم.
وإنّ تشبيه قنابل المولوتوف هذه الحارقة بالشراب دفع الناس إلى صناعة هذه القنابل وإطلاق مصطلحٍ فكاهيٍّ عليها وهو "سلة خبز مولوتوف" للقنابل متعددة الإحراق والتي أطلق عليها لاحقًا "كوكتيل مولوتوف" للقنابل الحارقة التي تعتمد على البنزين، حيث استخدم الفنلنديون هذه القنابل في مواجهة الدبابات السوفيتية والتي قامت بعدئذٍ بغزو بلادهم.
وعلى الرغم من كون الفنلنديين أشاعوا هذه الأسلحة إلّا أنّ "الحرب الشتوية" لم تكن أول مواجهة أستخدمت فيها هذه القنابل، ففي عام 1937 قامت القوات الصينية برمي زجاجات البيرة المملوءة بالبنزين على الدبابات اليابانية أثناء القتال الذي دار بينهم حول شنغهاي، وكذلك في عام 1938 تم اعتمادها كنوعٍ من الأسلحة في الكثير من جبهات الحرب العالمية الثانية.
أصول قنابل المولوتوف
تعتبر قنبلة البنزين أو ما يدعى بقنابل مولوتوف أحد الرموز المميزة للعنف السياسي في القرن العشرين، إذ أصبحت واحدةً من السمات الأساسية في مظاهرات الاحتجاج والشغب والتمرد، ويعود أصول استخدامها إلى الحروب التي نشبت في العصور القديمة، حيث تمت الإشارة إلى استخدام النار كسلاحٍ في أوائل الكتب المقدسة، كما تم استخدام هذه القنابل في أوائل القرن التاسع عشر قبل الميلاد من خلال استخدام الأواني الفخارية في صنعها، وبالنظر إلى الوقت الحاضر من الواضح أنّ قنبلة البنزين لديها شعبيةً في القرن التاسع عشر وما تلاه.
أما زجاجة البنزين التي نعرفها اليوم والمملوءة بالمزيج الحارق والمغلقة بفتيلٍ لتسهيل الاشتعال عند الكسر فيعتقد أنها نشأت خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، حيث تم استخدامها من قبل القوميين والجمهوريين كسلاحٍ مضادٍ للدبابات.
فيما بعد قام الجيش الفنلندي بتطوير نسخةٍ أكثر دقةً من قنابل المولوتوف تلك لاستخدامها ضد الدبابات السوفيتية خلال "الحرب الشتوية" ( 1939-1940 ) حيث جذبت اهتمامًا كبيرًا وحصلت على مكانةٍ أسطوريةٍ في انتصار فنلندا المفاجئ على الجيش الأحمر، وفي خمسينات القرن الماضي تم استخدامها مرةً أخرى ضد الجيش الأحمر من قبل المجموعات المناهضة للشيوعية وعلى الأخص خلال الثورة المجرية التي جرت عام 1956، كما أنها أصبحت جزءًا من النضال الشعبي للثورة الإيرلندية عام (1916 - 1923) حيث استخدم أعضاء الجيش الجمهوري الإيرلندي IRA زجاجاتٍ من البنزين والبارافين لإشعال النار في ثكنات الشرطة في ليمريك.
تعديلات طرأت على قنابل المولوتوف
إنّ إلقاء زجاجة وقودٍ مشتعلةٍ يعد أمرًا خطيرًا بطبيعة الحال، لذلك تم إجراء بعض التعديلات على قنابل المولوتوف هذه، حيث قامت شركة Alko بإنتاج أجهزةٍ تتكون من 750 ميلي لتر من الزجاجات التي تحتوي على مزيجٍ من البنزين والإيثانول والقطران، حيث تم تجميع هذه الزجاجات المغلقة مع اثنتين من أدوات الإشعال، إذ يتم إشعال واحدةٍ منهما أو كلتاهما قبل إلقاء الأداة هذه إما باليد أو باستخدام الحبال، وبالتأكيد ستكون أعواد الإشعال هذه أكثر أمانًا من القطع القماشية المبللة بالوقود.