متحف اللوفر

لبنى الحسامي
لبنى الحسامي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

3 د

تعتبر المتاحف من أهم المعالم السياحية، وعلى الرغم من تنوعها حول العالم يبقى هدفها واحدًا وهو حفظ التراث الإنساني القديم والأشياء ذات القيمة التاريخية والفنية. ويعدّ متحف اللوفر أحد أبرز المتاحف في العالم، وهو الموضوع الرئيسي الذي يتمحور حوله هذا المقال.


نبذةٌ عن متحف اللوفر

متحف اللوفر هو أكبر متاحف العالم وأكثرها زيارةً وشهرةً، يقعُ في العاصمة الفرنسية باريس، ويتموضع ضمن قصرٍ كبيرٍ بُنيَ على الضفة اليمنى لقلعة فيليب أغسطس، وهو بمثابة صالة عرضٍ للفنون، ويتميز بمجموعة لوحاتٍ وآثارٍ تمتد من الحضارات القديمة إلى منتصف القرن التاسع عشر.

وتعد اللوحات المحفوظة في هذا المتحف من أفضل اللوحات الفنية في العالم وأكثرها قيمةً وفرادةً، كونها تمثّل حصيلة كل فترات الفن الأوروبي وصولًا إلى ثورات عام 1848، كما يحتوي متحف اللوفر على تحفٍ وأعمالٍ فنيةٍ عظيمةٍ تعود لرسامي عصر النهضة، منهم لوحة ليوناردو دافنشي الشهيرة؛ الموناليزا.


تاريخ موجز عن متحف اللوفر

بُني متحف اللوفر كقلعةٍ وبقي كذلك حتى أُعيد بناؤه عام 1190 في القرن السادس عشر ليكون بمثابة قصرٍ ملكيٍّ، وقد شهد تطورًا ملحوظًا آنذاك حيث ساهم كل ملك تقريبًا بتوسيعه، كما قطنه بعض ملوك فرنسا كان آخرهم لويس الرابع عشر.

وفي عام 1682، غادر لويس الرابع عشر قصر اللوفر ومن ثم انتقل إلى قصر فرساي، وأصبح بعد ذلك موطنًا أساسيًا للفنون الأكاديمية المختلفة والتحف الملكية. وفي أغسطس عام 1793 افتتحت الجمعية الوطنية اللوفر كمتحفٍ وطنيٍّ يجمع 537 لوحةً، ثم أُغلق المتحف في عام 1796 بسبب مشاكلَ هيكليةٍ في المبنى، إلا أنّ نابليون أعاد افتتاحه في عام 1801 ثم غيّر اسمه إلى متحف نابليون.

وقد ساهم نابليون في توسيع المجموعة الأثرية والفنية للمتحف، وبعد نابليون استمر المتحف في التوسع ثم تم الانتهاء من بنائه في عهد نابليون الثالث في منتصف القرن التاسع عشر.


الأعمال الفنية المميزة لمتحف اللوفر

يحوي متحف اللوفر العديد من الرسومات والتحف الفنية الرائعة، لكل واحدةٍ منها جماليتها وقيمتها الخاصة بها، سنذكر بعض هذه الأعمال الفنية الأكثر شهرةً وشعبيةً بين الناس:

  • طوافة قنديل البحر (The Raft of the Medusa): وهي عبارةٌ عن لوحةٍ زيتيّةٍ، رسمها الفنان الفرنسي "تيودور جيريكو" في القرن التاسع عشر (1818-1819)، تصوّر لنا هذه اللوحة أشخاصًا ناجين من حطام سفينة ميدوسا ويطلبون المساعدة من سفينةٍ أخرى يرونها من بعيدٍ.
  • الموناليزا أو الجيوكاندا (The Mona Lisa): من أكثر اللوحات شهرةً في العالم، رسمها الفنان الكبير ليوناردو دا فينشي في القرن التاسع عشر خلال عصر النهضة الإيطالية.
  • عرس قانا (The Wedding at Cana): لوحة رسمها الفنان باولو فرونزه، وهي قصةٌ تعود للعهد القديم في الكتاب المقدس تصور مجتمع مدينة البندقية آنذاك.
  • النصر المجنح (The Winged Victory of Samothrace): وهي عبارة عن تحفةٍ فنيةٍ تقف على ارتفاع 8 أقدام تجسد آلهة النصر لدى اليونان، وتعد أحد أهم الأعمال الرمزية والمثيرة للاهتمام في متحف اللوفر.
  • فينوس دي ميلو(The Venus de Milo): وهو أحد التماثيل الأكثر شهرةً، يمثل الآلهة فينوس عند اليونانيين، اُكتشف عام 1820 ومُنح إلى لويس الثالث عشر الذي بدوره قدّمهُ لمتحف اللوفر.
  • تتويج نابليون(The Coronation of Napoleon): وهي لوحةٌ بريشة الرسام جاك لويس ديفيد، والذي كان بمثابة الرسام الرّسمي لنابليون، تصوّر لنا تتويج الإمبراطور نابليون، كما تصور روعة وعظمة مراسيم الحفل.
  • صانعة المخرمات (The Lacemaker): وهي لوحةٌ شهيرةٌ تعود إلى القرن السادس عشر للفنان الهولندي يوهانس فيرمير، تصور اللوحة فتاةً شابةً تركز على عملها.

بعض الحقائق الممتعة عن متحف اللوفر

  • بشكلٍ تقديريٍّ، سيستغرق منك 100 يومٍ لمشاهدة جميع الأعمال الفنية لمتحف اللوفر دون فواصلَ أو نومٍ، وذلك في حال كنت ستقف أمام كل قطعةٍ فنيةٍ لمدة 30 ثانيةً فقط.
  • إنّ 66% من الفن المحفوظ في متحف اللوفر كان من قبل إبداع فنانين فرنسيين.
  • يعتقد بعض الزوار وعمال المتحف أنّه مسكونٌ بالأشباح، وقيل أنّ هناك مومياء بداخله تطارد أروقة المتحف.
  • يبلغ ارتفاع الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر 21 مترًا.
  • تمتد صالات المتحف على مساحة 15 فدانًا، ويعدّ ذلك منطقيًّا عندما تعلم أنّ المتحف يحتوي على 380 ألف قطعة فنية.
هل أعجبك المقال؟

الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د

ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.

لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.

حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.


يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.

في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.

حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.

قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.

واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.

يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.

ذو صلة

في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.

حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات