من هم الشركس
الشركس هم مجموعةُ شعوبٍ من أديغة وشيشان وآفار وغيرهم، سكنوا شمال غرب القوقاز؛ وهي المنطقة التي تقع في جنوب غرب روسيا بين البحر الأسود وبحر قزوين. تم تهجير معظمهم بعد الغزو الروسي في أوائل القرن التاسع عشر إلى تركيا وإنجلترا والدول العربية وأنحاء روسيا، لكن حوالي 800 ألف من الشراكسة بقوا في موطنهم.
وإنّ الشركس أيضًا هم مزيجٌ من 12 قبيلةً؛ ثلاث قبائلَ ديمقراطية، وتسع قبائلَ أرستقراطية. يتم تمثيل كل قبيلةٍ من القبائل بنجمةٍ مطبوعةٍ على العلم، ومعظم الشعب الشركسي يتبع الديانة الإسلامية ويتحدثون اللغة الشركسية كلغةٍ رئيسيةٍ، والتي تتكون من ثلاث لهجاتٍ رئيسيةٍ، بالإضافة إلى العديد من اللهجات الفرعية، ويولي الشراكسة الاهتمام للزراعة وتربية الحيوانات وبعض الصناعات المنزلية.
تاريخ الشركس
يعود تاريخ ظهور الشركس ككيانٍ متماسكٍ إلى القرن العاشر الميلادي، لكن الإشارات التاريخية تشير إلى وجودهم قبل ذلك بكثيرٍ.
لم يستطع الشركس الاتحاد سياسيًّا فيما بينهم، مما أدى إلى إضعاف نفوذهم في المنطقة وعدم قدرتهم على مواجهة الغزوات المتتالية عليهم، الأمر الذي أفقدهم استقلالهم عندما بدأت روسيا سلسلةً من الحروب والحملات لفرض سيطرتها على المنطقة منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى مطلع القرن التاسع عشر.
بدأت المأساة في عام 1817، عندما أعلنت روسيا حرب القوقاز، والتي أدت إلى ضم روسيا لأجزاء من المنطقة لنفوذها بالإضافة إلى قيام الجيش الروسي بتهجير مئات الآلاف من الشراكسة من وطنهم مستقلين السفن المُرسلة من الدولة العثمانية.
في أبريل من عام 1864، قام وفدٌ من الشركس بكتابة رسالةٍ لملكة إنجلترا لطلب المساعدة من الحكومة والشعب البريطانيين، ولكنهم لم يحصلوا على أي مساعدةٍ من قبل البريطانيين، فلم يعد لهم بديل سوى اللجوء إلى العثمانيين، حيث تم إجبار حوالي 1.5 مليون شركسي على الفرار إلى أراضي الدولة العثمانية، وبقي عددٌ قليلٌ فقط داخل حدود الإمبراطورية الروسية، كما مات حوالي 400 ألف شركسي خلال الهجرة بسبب الأوبئة والحوادث في البحر الأسود.
يعيش الشركس اليوم في حوالي 40 دولة مختلفة حول العالم بما في ذلك تركيا وسوريا ولبنان والولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، حيث يعيش حوالي ستة ملايين شركسي في تركيا، ويمثل هذا العدد حوالي 80 بالمائة من إجمالي عدد الشركس حول العالم.
المجتمع الشركسي
كان المجتمع الشركسي مؤلّفًا من 12 قبيلةً تم تقسيمها إلى 4 طبقاتٍ مختلفةٍ؛ حيث شكلت قبائل القباردين والأبيخ صفوة المجتمع لما تتمتع من تنظيمٍ ونفوذٍ دينيٍّ، بينما شكلت قبائل الشوسيج والناتوخايس قاع المجتمع كونها مارست التجارة الخفيفة، وبذلك تم تنظيم الشركس في أربع طبقاتٍ:
- الأمراء الذين يديرون السلطة والثروة.
- النبلاء الفوارس الذين يخرجون إلى الحروب والغارات ويدافعون عن الوطن.
- الأحرار الذين يمارسون الزراعة.
- العبيد الذين كانوا من أسرى الغارات والحروب.
شكل المجلس الشركسي أقوى قوة سياسية واجتماعية في المجتمع الشركسي، ويتألف هذا المجلس من كبار السن من جميع الفئات الرئيسية في المجتمع، وتعد سلطته أعلى من سلطة القانون المحلي أو الوطني.
تم منح النساء في المجتمع الشركسي مكانةً عاليةً واحترامًا فائقًا، فقد شغلوا العديد من المناصب التي شغلها الرجال وكان الشركس معجبين بمهارتهم ومعرفتهم بالكثير من الأمور. شملت بعض الاحتفالات في المجتمع الشركسي إطلاق السهام على صواعق البرق القريبة، ثم البحث عن الدم لمعرفة إذا تم إصابة الصاعقة أم لا.
ديانة الشركس
الديانة الرئيسية بين الشركس هي الإسلام، لكن يوجد بعض الشراكسة ممن يعتنقون دياناتٍ أخرى كالمسيحية مثل الأرمن الشركس، واليهودية حيث كان حرس حاييم وايزمان مؤسس الصهيونية من الشركس، بالإضافة إلى ذلك تم العثور على العديد من الآثار الوثنية والخرافات في التقاليد الشفوية للشركس المشابهة للأساطير الهندية القديمة واليونانية والدول الإسكندنافية.
المنزل الشركسي
يسكن الشركس ضمن منزلٍ تقليديٍّ يطلق عليه اسم Wuna، والذي يكون طويلًا ومستطيل الشكل مع شرفةٍ أماميةٍ له وحديقة حوله. يُصنع المنزل من بعض النباتات المغلفة بالطين، ويصنع السقف من القش مع مدخنةٍ مخروطية الشكل. يتكون المنزل من العديد من الغرف مع تخصيص غرفةٍ خاصةٍ للنساء،ويتم تصميم منازل منفصلة للأبناء وعائلاتهم ودار ضيافةٍ للزوار ومبانٍ مختلفةٍ للحيوانات وتخزين المواد الغذائية ضمن حديقة المنزل، بالإضافة إلى إنشاء مخزنٍ للمواد الغذائية بالقرب من الغابة حتى يتمكن أفراد الأسرة من اللجوء إليه في حالة حدوث أي غارةٍ.