هرمون الاندروجين .. وظيفته والاضطرابات المتعلقة به
يميل معظمنا للاعتقاد بأن هرمون الاندروجين (هرمون الذكورة) أو خاص بالذكور، لكنه في الحقيقة يوجد لدى الإناث أيضًا، ويمتلك أكثر من 200 وظيفةٍ في جسم المرأة، ويوجد في جسمها بكمياتٍ أعلى من الإستروجين أيضًا.. ما هو هرمون الاندروجين وما هي أنواعه؟ ما وظائفه المختلفة في جسم كِلا الجنسين؟ وما هي الاضطرابات المتلقة به؟.. كل ذلك نقدمه إليكم في هذا المقال.
ما هو هرمون الاندروجين
هرمون الاندروجين (Androgen)، هو أحد الهرمونات الجنسية الستيروئيدية، ويُفرز من الغدة الكظرية والخصيتين عند الذكور، ومن المبيضين والغدة الكظرية والخلايا الدهنية عند الإناث. يُقسم الاندروجين إلى نوعين رئيسين من الهرمونات هما التستسترون (Testosterone)، والأندروستنديون (Androstenedione)، بالإضافة إلى أنواعٍ ثانويةٍ أخرى هي:
- ديهدروتستوستيرون (Dihydrotestosterone) أو اختصارًا (DHT).
- الديهيدرو إيبي آندروستيرون (Dehydroepiandrosterone أو DHEA).
- الديهيدرو إيبي آندروستيرون سلفات (DHEA Sulfate أو DHEA-S ).
وظيفة الاندروجين عند المرأة والرجل
في الحياة الجنينية، وإذا كان جنس الجنين ذكرًا، يعمل هرمون الاندروجين على تنسيق نمو وتطور الجهاز التناسلي الذكري، بما في ذلك القضيب والخصيتين والبروستات والحيوانات المنوية، وفي سن البلوغ، تلعب هرمونات الاندروجين دورًا في إضفاء الصفات الذكورية ( خشونة الصوت، وكتلة العضلات، واللحية والشارب)، كما تؤثر على السلوك والتصرّفات، مثل الدافع الجنسي والعدوانية.
بالنسبة للإناث، تلعب الاندروجينات دورًا هامًّا في مرحلة البلوغ، حيث تحفز نمو الشعر في المنطقة تحت الإبط والعانة، كما تنظم وظيفة العديد من الأعضاء، بما في ذلك الجهاز التناسلي والكلى والكبد والعضلات، وعند النساء البالغات، تكون الاندروجينات ضروريةً لتنظيم عمل هرمون الإستروجين، والوقاية من هشاشة العظام، كما وتؤثر أيضًا على الرغبة والدافع الجنسي.
وفي الواقع، لا تؤثر الاندروجينات على الصحة الجنسية فقط، بل تلعب دورًا مهمًّا أيضًا في عملية التمثيل الغذائي (عمليّات الأيض واستخراج جزيئات الطاقة من المواد الغذائية)، وحساسية الأنسولين، بالإضافة إلى التأثير في كمية وتوزيع الدهون والعضلات في الجسم..
الاضطرابات الشائعة المتعلقة بهرمون الاندروجين
فرط هرمون الاندروجين عند النساء
هو أكثر اضطرابات الغدد الصماء شيوعًا عند النساء في سن الإنجاب، يحدث فرط إفراز الاندروجين بسبب متلازمة المبيض متعدد الكيسات أو اضطرابات الغدة الكظرية، ويمكن أن يتسبّب هذا الفرط بحدوث اضطراباتٍ أخرى، مثل متلازمة تكيس المبايض، ومتلازمة كوشينغ (الإفراط في إنتاج الكورتيزول)، وفرط برولاكتين الدم، بالإضافة إلى فرط تنسج الغدة الكظرية الخلقي، كل تلك المُضاعفات مُحتملة مع زيادة إنتاج هرمونات الاندروجين في الجسم.
يؤثر فرط هرمون الاندروجين عند النساء على الأنسجة والأعضاء المختلفة، ومن أعراضه:
- الشعرانية أو كثرة نمو الشعر في بعض المناطق غير المرغوبة ( الوجه والذقن، والصدر والبطن).
- ظهور حب الشباب.
- تساقط الشعر، خاصةً في المنطقة الأمامية من فروة الرأس ليشبه بذلك صلع الذكور.
- عدم انتظام الدورة الشهرية والعقم.
- تقلص حجم الثدي.
- زيادة الكتلة العضلية العامّة في الجسم.
- زيادة خشونة الصوت.
يتم الكشف عن وجود فرط إفراز هرمون الاندروجين والتشخيص من خلال اختبارات الدم، وقد تتطلب الحالة إجراء أشعةٍ مقطعيةٍ (بواسطة التصوير الطبقي المحوري CT) للغدد الكظرية والمبايض، ويختلف العلاج حسب السبب الكامن والحالة المرضية المُسبّبة لزيادة الاندروجين عن الحالات الطبيعية..
نقص الاندروجين عند الرجال
قد يكون سبب هذا النقص حدوث اضطراباتٍ في الدماغ، خلل في عمل الغدة النخامية والمهاد، اللتان تتحكمان في وظيفة الخصيتين، وقد يحدث أيضًا بسبب اضطراباتٍ في الخصيتين نفسها، وتعتمد الآثار الناتجة عن نقص الاندروجين، على مدى خطورة النقص ومقداره وسبب حصوله، والعمر الذي يبدأ فيه. تشمل بعض أعراض نقص الاندروجين عند الرجال ما يلي:
عوز الاندروجين عند النساء
هنالك طيفٌ واسعٌ من المُسبّبات المُحتملة لنقص أو عوز هرمون الاندروجين عند النساء، وذلك يشمل:
- التقدم بالعمر: يترافق التقدّم بالعمر عادةً عند النساء مع هبوط في مستويات التستوسيترون.
- استئصال المبيض الجراحي.
- استئصال المبيض الكيميائي: توقّف عمل المبيض بسبب حدوث تسممٍ دوائيٍّ، كالتأثير الجانبي لبعض الأدوية، مثل مضاد موجّهة الغدد التناسلية (Gonadotropin Releasing Hormone Antagonist)، أو بسبب الخضوع لعلاجٍ كيميائيٍّ أو شعاعيٍّ.
- التعويض الدوائي للأستروجينات: مثل تناول حبوب منع الحمل التي تمنع المبيض من إنتاج الإندروجينات.
- انقطاع الطمث: قد يحصل انقطاع الطمث في سنّ الإنجاب (دون سنّ اليأس) لعدّة أسبابٍ، منها الإجهاد والقلق والضغوط النفسية وفقدان الوزن السريع، وهذا الانقطاع غير الطبيعي يؤثر في عمل المبيضين عند المرأة ويخفّض من إنتاج بعض الهرمونات، ومن بينها الاندروجين.
- فرط برولاكتين الدمّ.
- قصور الغدة الكظرية: سواءً كان أوليًّا أو ثانويًّا.
- قصور الغدة النخامية. .