تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

خرافات مستمرة عن كوفيد-19 لا يزال يصدقها الكثير من الناس.. مناعة القطيع مثالٌ عنها

خرافات حول كوفيد-19
عاصم محمد
عاصم محمد

8 د

مع اقتراب إكمال عامٍ على تفشّي جائحة كوفيد-19 في الصين ثم انتشاره بالتدرّج في أغلب بلدان العالم، سرعان ما قامت أهم الجهات الصحّية في العالم والمواقع العلمية الموثوقة بالنشر والتحديث الدوري لكل ما يتعلّق بالمعلومات والحقائق العلمية حول جائحة كوفيد-19 للتوعية والحد من انتشاره بين الناس، مثل منظّمة الصحّة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية وغيرها.

إلا أنَّ هناك الكثير من الأشخاص حول العالم يحبّون أن يؤمنوا بما تهواه أنسجة خيالهم فقط، مبتعدين كل البعد عن الحقائق التي تعرضها الجهات المتخصّصة. وغالبًا ما يكون الغرض من نشر وتناول الخرافات الزائفة والمعلومات المضلّلة حول الفيروس، مدفوعًا بالشهرة أو إثارة الجدل والرأي العام مثل حال غيرها من النظريّات الزائفة حول المفاهيم العلمية أو الصحّية، وغالبية ضحاياه هم من المهووسين بنظريات المؤامرة.

في هذا المقال عزيزي القارئ سنتعرّف على أشهر الخرافات السائدة حول كوفيد-19، لا يزال الكثير من الأشخاص حول العالم يصدّقونها حتى الآن على أنّها حقائق في أرض الواقع.


صناعة وتطوير كوفيد-19 تمَّت في مختبرات ووهان

خرافات حول كوفيد- 19

نتيجةً لأنَّ الفيروس ظهر لأول مرّة في مدينة ووهان الصينية، فقد أدّعى الكثير من سياسيي دول العالم بأنّه صُنع في مختبرات ووهان كسلاحٍ بيولوجي، وقد كان للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب تأثيرًا ملحوظًا في تصديق الأشخاص لهذه المعلومة الزائفة، من دون أدلّة أو حقائق موثّقة.


سبب أنها زائفة

نفت وكالة الاستخبارات الأمريكية الجدل الزاعم أنَّ فيروس كوفيد-19 تمَّت صناعته وهندسته في مختبرات ووهان، مؤكدةً أنّها تتفق تمامًا مع الإجماع العلمي حول العالم بأنَّ الفيروس لم يكن من صنع الإنسان، ولم يتم تعديل العامل الوراثي فيه، وهو ما يتعارض تمامًا مع تصريحات الرئيس ترامب المثيرة للجدل وتصديقه لنظرية المؤامرة.

كما قامت عالمة الفيروسات الصينية شي جينجلي المختصة بدراسة فيروسات الخفافيش والتي اتُهم مختبرها بأنّه مصدر الفيروس الحالي، بأخذ عيّنات من سلالة فيروسات كورونا الأخرى في الكهوف ومقارنة التسلسل الممرض فيها مع فيروس كوفيد-19 الحالي. ووجدت أنّه لا يوجد أي ارتباط أو تتطابق بينهما.


الحقيقة وراء تصديق الناس لها

إنَّ التأثير الواسع لجائحة كوفيد-19 أربك الاقتصاد العالمي بسبب الإغلاق التام الذي حدث لأغلب دول العالم، ومعاناة الكثير من الأشخاص بسبب فراق أحبائهم أو فقدانهم لوظائفهم، وقد كان تصديق هذه الخرافة العلمية مبرّرًا عاطفيًا لما حدث لهم. وبما أنَّ الصين هي المنافس الأول واللدود للاقتصاد الأمريكي فقد كانت مستهدفة بشكلٍ واسع -على الرغم من حسم العلماء لهذا الجدل ونفيه تمامًا- مما أعطى الشرعية الزائفة للكثيرين للقول بأنَّ الصين هي من صنعت وطوّرت الفيروس.


كوفيد-19 أقل فتكًا وتأثيرًا من فيروسات الإنفلونزا الأخرى

خرافت حول كوفيد-19

منذ ظهور وباء الفيروس في الصين، قلّل ترامب من تأثيره زاعمًا بأنّه أخف حدةً من فيروسات الإنفلونزا الموسمية، وقد استمر بحجّته الزائفة حتى بعد إصابته بالفيروس في مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي داعيًا الأشخاص لعدم القلق والخروج من منازلهم، على الرغم من أنَّ الولايات المتّحدة لا تزال تسجّل أعداد إصابات يومية كبيرًا. وبسبب زيادة معدّل الوفيّات بالفيروس بين المواطنين الأمريكيين أصبح كوفيد-19 ثالث سبب للوفاة في الدولة.

الأمر الغريب هو أنَّ ترامب نفسه اعترف في مقابلات مسجّلة مع مطلع العام الحالي، أنّه كان يعلم بشدّة وفتك الفيروس مقارنةً بالإنفلونزا الموسمية، لكنه قلّل من شأنه بسبب هوسه بالاقتصاد على حساب الصحّة العامة في الولايات المتّحدة.


سبب أنها زائفة

على الرغم من صعوبة معدّل القياس الحقيقي للوفيّات بسبب كوفيد-19، يرجّح علماء الأوبئة والفيروسات بأنَّ معدّل الإصابات به أكبر بكثير من فيروسات الإنفلونزا الأخرى. فمعدّل الإصابة بفيروس كوفيد-19 يترواح بين 0.5 – 1 في المئة، بينما الإنفلونزا 0.1% فقط.

أما من ناحية أعداد الوفيّات، يقدّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأنَّ الإنفلونزا تتسبّب بوفاة حوالي 12 – 61 ألف مواطن أمريكي سنويًا، بعكس فيروس كوفيد-19 والذي قتل حوالي 233 ألف مواطن أمريكي حتى اللحظة! كما أنَّ العديد من الأشخاص يتلقّون لقاحات ضد هذه الإنفلونزا وبالتالي تكون لديهم مناعة جزئية، على نقيض كوفيد-19 والذي لا يزال العمل على التجارب جاريًا حتى الآن بين دول العالم لتوفير لقاحات ضده.


الحقيقة وراء تصديق الناس لها

أغلب قادة الدول النامية قلّلوا من حدّة وتأثير كوفيد-19 مقارنةً بالإنفلونزا الموسمية، وهو ما ساهم بصورةٍ سلبية في ترسيخ وتصديق هذه الخرافة الزائفة بين الأشخاص حول العالم بنسبة كبيرة. كما زعم ترامب نفسه أنَّ أعداد الوفيات بالجائحة مبالغٌ فيها.

من المحتمل أن تكون الوفيّات التي بُلّغ عنها من جراء كوفيد-19 أقل من الأعداد الرسمية، لكنّها ليست بالحجم الذي يروّج له ترامب وآخرون.


عدم الحاجة إلى ارتداء الأقنعة

خرافات حول كوفيد-19

على الرغم من إرشادات السلطات الصّحية بمختلف دول العالم بضرورة لبس الأقنعة في الأماكن العامة لأنّها تحد من انتشار كوفيد-19، فقد تجاهل العديد من الأشخاص هذه النصائح -خصوصًا في الدول النامية- مما اضطر بعض الحكومات لفرض وتشديد ارتدائها بعد الزيادات الكبيرة لحالات الإصابة بالفيروس.


سبب أنها زائفة

إنَّ ارتداء الأقنعة يعتبر وسيلة آمنة للوقاية أو التحكّم في مصدر الفيروس -في حال كان الشخص مصابًا به- بعدم نشره للآخرين. وقد نُشر تحليل حديث في مجلة The Lancet الطبية لأكثر من 170 دراسة علمية، تفيد بأنَّ ارتداء الأقنعة يمكن أن تمنع الإصابة بعدوى الفيروس.

كما ثبت أيضًا بأنَّ الأشخاص يمكن أن يصابوا بالفيروس أو يقوموا بنشره للآخرين من دون ظهور أيّ أعراض عليهم، مما يجعل من ارتداء الأقنعة أمرًا ضروريًا مع استمرار هذه الجائحة.


الحقيقة وراء تصديق الناس لها

بسبب الإرباك الذي حدث مع بداية الجائحة في إرشادات منظّمة الصحّة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية، والتي أفادت بعدم الحاجة إلى ارتداء الأقنعة بين الأشخاص الأصحّاء. إلا أنَّ الإرشاد كان دافعه جزئيًا نتيجة النقص الكبير للأقنعة الجراحية وأقنعة N95 ذات الجودة العالية في تلك الفترة، مما دفع السلطات الصحّية لتخصيصها للعاملين في قطاع مجال الرعاية الصحية.

وعلى الرغم من أنَّ ارتداء الأقنعة أصبح موصى بها في العديد من دول العالم، لا يزال الكثير من الأشخاص يرفضون ارتداءها بحجّة أنّها تنتهك حريّاتهم المدنية.

الكمامة الجراحية أم القماشية؟ من يجب أن يرتديها؟ تعرّف على كلّ ما تحتاجه عنها واختر الأفضل لك!


الأثرياء يستخدمون كوفيد-19 لجني الأموال

خرافات حول كوفيد-19

في كتاب طاعون الفساد وفيلم نظرية المؤامرة الشهير تحت مسمّى Plandemic والذي روّج لمجموعة متنوّعة من المعلومات الزائفة والمضلّلة حول كوفيد-19، قدّمت فيهما الطبيبة الأمريكية جودي ميكوفيتس ادّعاءً يفيد بأنَّ مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس قد ساهما في صنع الفيروس، ويدعمان ويموّلان اللقاحات لأغراض شخصية للاستفادة منها في جني المزيد من الأموال.

كما ادّعت ميكوفيتس من دون ذكر أيّ أدلة علمية بأنَّ الفيروس جاء من المختبرات الأمريكية، وارتداء الأقنعة ينشّط الفيروس الخاص بك داخل جسمك. تمت مشاركة مقتطفات من الفيلم القصير الذي مدته 26 دقيقة على نطاقٍ واسع من قِبل مناهضي التطعيم وحركة كيو أنون – Q anon اليمنية المتطرّفة في الولايات المتّحدة والمشهورة بدعمها لنظريات المؤامرة.

شُوهد الفيلم أكثر من 8 ملايين مرّة على منصّات يوتيوب وفيسبوك وتويتر وغيرها، قبل أن يتم حجبه بعد ذلك.


سبب أنها زائفة

لا يوجد أيّ دليل موثّق يفيد بأنَّ الدكتور فاوتشي أو بيل جيتس قاما بصناعة الوباء والاستفادة المالية من صنع اللقاحات. فقد قام فاوتشي بإطلاق إنذارات مبكّرة حول مخاطر الفيروس والتي لم تُعر انتباهًا من حكومة ترامب، كما أنَّ جيتس له تاريخٌ حافل وطويل يشهد له بالعمل الخيري، ودعم المنظّمات الصحّية للقضاء على الكثير من الأمراض المعدية حول العالم وبالأخص قارة أفريقيا.

كما أنَّ ادعاءات ميكوفيتس حول منشأ الفيروس وفعالية الأقنعة، لا تحظى بأيّ دعمٍ علمي من الجهات الصحّية.


الحقيقة وراء تصديق الناس لها

غالبًا ما تكون الشخصيات العلمية والمؤثّرة في العالم هدفًا مستساغًا لمؤيّدي نظريّات المؤامرة. وقد هاجم ترامب مرارًا فاوتشي الذي يعمل في خلية أزمة جائحة كوفيد-19 بالبيت الأبيض، ووصفه خلال حملته الانتخابية بأنّه متسبّب رئيسي في انتشار الفيروس بالولايات المتّحدة.

لذلك يجد أتباع الرئيس ومكتب البيت الأبيض أنّه من الأفضل الاعتقاد بأنَّ فاوتشي يبالغ في شدة تفشّي الفيروس، بدلًا من توجيه أصابع الاتهام لفشل ترامب وإدارته.

 السباق نحو لقاح فيروس كورونا: هل المكاسب أهم من البشر؟


مناعة القطيع ستحمي الأشخاص في حال انتشر الفيروس بين السكّان

خرافات حول كوفيد-19

مناعة القطيع تعتبر إحدى أكثر الخرافات السائدة حول العالم، فقد اعتقد الكثير من الأشخاص مع بداية تفشّي الجائحة في أوروبا بأنَّ المملكة المتحدة والسويد قامتا بتطبيق خطة مناعة القطيع -وهي النقطة التي يصبح عندها عدد كافٍ من المواطنين محصّنين ضد الفيروس، ولا يمكن له أن ينتشر بعدها- من خلال عدم التشديد في الإجراءات الصحّية بين مواطني البلدين.

على الرغم من نفي حكومة البلدين بأنَّ خطة مناعة القطيع لم تكن ضمن استراتيجيتهما في التعامل مع جائحة كوفيد-19. لكن المملكة المتحدة تأخّرت كثيرًا في إجراءات الإغلاق التام بالموجة الأولى، وقرّرت السويد عدم فرض قيود مشدّدة على سكّانها.


سبب أنها زائفة

تطبيق مناعة القطيع هو بمثابة مخاطرة وحصد أكثر لأرواح الضحايا بكوفيد-19، حيث يقدّر العلماء نسبة 60 – 70 في المئة من الأشخاص يجب أن يصابوا بالفيروس لكي يصلوا إلى مناعة القطيع! وبالنظر إلى معدّل الوفيّات المرتفع للجائحة، فإنَّ تطبيق هذه النظرية ستؤدي إلى حصد الملايين من الضحايا.

وقد تمَّ تطبيق هذه النظرية الزائفة بالإنفلونزا الإسبانية والتي حدثت عام 1918 في العديد من دول العالم مما تسبّب بمقتل ما لا يقل عن 50 مليون شخص. الملفت للنظر هو أنَّ معدّلات الوفيّات الحالية للمملكة المتحّدة من جراء كوفيد-19 يعد من بين أعلى المعدّلات في العالم، كما أنَّ السويد شهدت وفيّات أكثر من الدول المجاورة لها وقد عانى اقتصادها على الرغم من عدم فرضها للإغلاق التام.


الحقيقة وراء تصديق الناس لها

بسبب الخوف السائد بين الكثير من الأشخاص بعدم عودة الدول من جديد للحياة الطبيعية بعد تطبيق الإغلاق التام، فقد كانت دافعًا لتصديق هذه الخرافة من خلال السماح لعددٍ كبير من الناس بالإصابة بالفيروس وبعدها تبدأ الإصابات بالانخفاض حتى تصل إلى أقل معدّل.

اعتقد البعض بأنّه ربما وصلنا إلى مناعة القطيع مع تخفيف الإجراءات في الأشهر القليلة الماضية بسبب تراجع أعداد الإصابات، لكن مع عودة الموجة الثانية من الجائحة في فصل الشتاء الحالي بالإضافة إلى أبحاث الأجسام المضادة لكوفيد-19 المعتمدة على السكّان، أظهرتا أنّه حتى أكثر الدول المتضرّرة من هذا الفيروس، بعيدة تمامًا من الوصول إلى مناعة القطيع.

ذو صلة

مناعة القطيع: عندما تصبح أرواح البشر ضريبة القضاء على جائحة كورونا


لا تنس أن تخبرنا عزيزي القارئ في التعليقات حول أشهر الخرافات المستمرة عن كوفيد-19 في منطقتك.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة