أسهم شركات ستاربكس وماكدونالدز في انخفاض.. هل هو تأثير دعوات المقاطعة العربية؟

تفيد المنشورات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بأن هناك شركات عالمية كبرى مثل ستاربكس وماكدونالدز تأثرت بانخفاض في قيمة أسهمها نتيجة لدعوات المقاطعة العربية التي تجاوبت مع أزمة غزة. يهدف هذا التقرير إلى استقصاء حقيقة هذه المزاعم وفحص تأثيرها المحتمل على الأسواق العالمية.

انطلقت دعوات المقاطعة في بداية شهر أكتوبر بعد الهجمات التي نفذتها حماس من غزة، مما أسفر عن رد فعل من قبل إسرائيل. استجابة لذلك، طالبت الدول العربية بمقاطعة المنتجات القادمة من الدول التي تدعم إسرائيل، مشجعة المستهلكين على التوجه نحو منتجات بديلة محلية.

مع وجود بعض التقلبات في أسعار أسهم الشركات، يجب التشديد على أنه لا يمكن إرجاع سبب هذه التقلبات إلى دعوات المقاطعة بشكل حصري. فهذه الفترة شهدت أيضاً تغيرات في السوق العالمية تأثرت بها العديد من الشركات والقطاعات التي لم تكن محط اهتمام المقاطعة. وفحص أداء الشركات المعنية يعطي تصورًا أدق للوضع.

أظهر سهم ماكدونالدز انخفاضات طفيفة لمدة يوم واحد يومي 12 و 23 أكتوبر. ومع ذلك، شهدت أسعار أسهمها زيادة إجمالية من 248.2 دولارًا في 6 أكتوبر إلى 260.1 دولارًا بحلول 30 أكتوبر. وأشار محللون من CNN Business إلى أن المقاطعة عادة ما تستغرق ما بين 6 أشهر إلى سنة لتؤثر بشكل كبير على أسعار الأسهم. وسيوفر تقرير أرباح ماكدونالدز الفصلية القادم لشهر ديسمبر رؤية أوضح حول أي تأثير محتمل على المبيعات والإيرادات في الأسواق العربية.

واجه كلا عملاقي المشروبات دعوات للمقاطعة وانتقادات واسعة النطاق. ومع ذلك، ظلت أسعار أسهمها مستقرة نسبيا. وارتفع سهم شركة Coca-Cola من 53.1 دولارًا أمريكيًا في 6 أكتوبر إلى 56.1 دولارًا أمريكيًا بحلول 30 أكتوبر، كما ارتفع سعر سهم شركة PepsiCo بشكل طفيف من 160.29 دولارًا أمريكيًا إلى 162.28 دولارًا أمريكيًا خلال نفس الفترة. ستسلط تقاريرهم ربع السنوية لشهر ديسمبر الضوء على حجم المبيعات وأي تأثيرات محتملة للمقاطعة.

تواجه شركة ستاربكس دعوات للمقاطعة على مستوى عالمي، خصوصًا من قبل مؤيدي فلسطين، حيث استمرت الاحتجاجات لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع. تسبب منشور لفرع عمال ستاربكس في بوسطن، الذي أعرب عن دعمه للفلسطينيين وانتقد تصرفات قوات الدفاع الإسرائيلية، في رد فعل من الشركة نفسها التي أكدت أن هذه المواقف لا تمثل قيم وأهداف الشركة. هذا الاختلاف في وجهات النظر زاد من حدة دعوات المقاطعة من الجمهور العربي. بالإضافة إلى ذلك، طالبت بعض الجماعات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة بمقاطعة المنتجات، مما أثر على سعر السهم. في النهاية، تراجعت أسهم ستاربكس من 92.8 دولار في أوائل أكتوبر إلى 92 دولار في نهاية الشهر.

وفي المقابل، استفادت العلامات التجارية المحلية من هذا الوضع. على سبيل المثال، شهدت شركة سباتيس للمشروبات في مصر زيادة في التوزيع بسبب الطلب المتزايد، مستفيدة من عمليات المقاطعة.

على الرغم من وجود بعض التقلبات في أسعار أسهم العلامات التجارية العالمية الكبرى خلال فترة المقاطعة، إلا أن هذه العلامات التجارية ظلت مستقرة في الغالب. ستوفر النتائج الفصلية القادمة صورة أوضح لأي تأثيرات على الإيرادات. وفي الوقت نفسه، شهدت العلامات التجارية المحلية طفرة، مستفيدة من أنماط الاستهلاك المتغيرة.