إلى متى سوف تظل الأرض موجودة؟ .. الإجابة تكمن في تصرفات البشرية

تنبأ العلماء بمصير الأرض بمتوسط عمر يبلغ 1.3 مليار سنة فقط، وفي حين أن الشمس تقترب من التحول إلى عملاق أحمر بعد مليارات السنين، فإن الأرض تواجه تهديدًا أقرب من ذلك بكثير، وذلك بسبب التغير المناخي، وتطور الشمس الطبيعي، وهذان قد يغيران مسار الحياة على كوكبنا خلال قرون قليلة فقط.

يرتبط مصير الأرض بشيخوخة الشمس، والتي تعد مصدر الحياة، ووفقًا لعالم الكواكب رافي كوبارابو فإنه يوجد لدينا 4.5 مليار سنة قبل أن تدخل الشمس في طور العملاق الأحمر وتبتلع كوكب الأرض، وهذه التحولات تحدث عندما ينفذ وقود الهيدروجين اللازم للاندماج النووي، وهذا يمثل أساس دورة حياة النجم.

عندما يتوقف الاندماج النووي تسيطر الجاذبية، مما يؤدي إلى ضغط نواة الهيليوم في الشمس وارتفاع درجة الحرارة، وينتج عن ذلك تمدد حراري يؤدي إلى توسيع الطبقة الخارجية للشمس، إذ سوف يتضاعف حجمها ومع ذلك سوف يكون مصير الأرض محسومًا قبل هذا الحدث، إذ يوضح كوبارابو أن الحرارة الشديدة التي سوف تعاني منها الأرض، سوف تبخر البحار وتمزق الغلاف الجوي، وسوف تمزق قوى الجاذبية للشمس كوكبنا، وهذا سوف يحدث في غضون 1.3 مليار سنة، إذ لن تكون الأرض ملائمة للحياة.

يتوقع الخبراء أنه في غضون 2 مليار سنة سوف يزداد إشراق الشمس بنسبة 20%، مما يؤدي إلى تبخر المحيطات المتبقية على الأرض، وبينما تستطيع بعض الكائنات تحمل هذه الظروف فإن البشر لن يستطيعوا، ويركز العلماء على ضعف الكائنات الحية المعقدة مثل الإنسان، ويشيرون إلى أهمية أنه حتى الارتفاع الطفيف في درجة الحرارة سوف يكون كارثي، فدرجات الحرارة الشديدة والرطوبة لا يمكن علاجها بواسطة التعرق، وهذه الحالات تقترب بسرعة، وكانت عتبة الرطوبة القاتلة متوقعة قبل أن تبلغ درجة الحرارة 35 درجة مئوية في البداية، وتشير الأبحاث إلى أن درجات الحرارة القاتلة للرطوبة يمكن أن تكون منخفضة حتى 30 درجة مئوية.

تجاوزت بعض المناطق هذه الدرجات في العديد من المرات، وتتوقع نماذج المناخ أن تصبح هذه الظروف شائعة بحلول نهاية القرن في الشرق الأوسط، وعند تلك الحرارة سوف تجد الحيوانات التي تتعرق وكأنها تُطهى تحت النار، وببساطة من المتوقع أن الغازات الدفيئة سوف تهدد الحياة على الأرض قبل نهاية الشمس.

في حين أن مصير الأرض مرتبط بالشمس، إلا أن مستقبل الأرض يبدو مظلمًا، فمع تهديد التغير المناخي والظروف غير الملائمة للحياة، فإن البشر يتعين عليهم مواجهة ذلك وتخفيف هذه الآثار قبل حدوث هذه الكوارث للحفاظ على الحياة التي نعرفها.