اكتشاف أنواع ضخمة من الجلكيات الجوراسية.. والكشف عن أصلها وأسرار تطورها

حقق علماء الحفريات اكتشافًا رائدًا في شمال الصين، حيث اكتشفوا حفريات لنوع ضخم من الجلكيات أو سمك اللامبري من العصر الجوراسي. كان حجم هذه الأسماك القديمة أكثر من عشرة أضعاف حجم أسلافها الأوائل، مما يوفر رؤى مثيرة للاهتمام حول الرحلة التطورية لواحدة من أقدم الفقاريات في العالم.

تعود أقدم آثار للجلكيات (lamprey) إلى نحو 360 مليون سنة، ما يجعلها تعتبر "كائنات حية قديمة" بسبب قلة التطورات التي مرت بها على مر السنين. رغم أن الجلكيات في العصور الحديثة قد تصل إلى متر في الطول، كان أولئك الذين عاشوا في العصور القديمة يمتازون بأن طولهم لم يتجاوز بضعة سنتيمترات. بينما يمتاز النوع الجديد الذي تم اكتشافه والمعروف باسم Yanliaomyzon occisor بأن طوله يصل إلى 64 سنتيمتر.

تم العثور على هذه الجلكيات القديمة الضخمة في Yanliao Biota في شمال الصين. وتمثل حفريات Lagerstätte المحفوظة جيدًا فرصة فريدة للتعمق في التاريخ التطوري لجلكيات البحر. إذ استخدم فيكسيانج وو، من الأكاديمية الصينية للعلوم، مع زملائه تشي تشانغ وفيليب جانفييه، التصوير المقطعي المحوسب الدقيق بالأشعة السينية للحصول على تصور ثلاثي الأبعاد للحفريات.

تعد الجلكيات، بالإضافة إلى أسماك الجريث، من فصائل الفقاريات التي لا تمتلك فكين. بينما تستخدم معظم الأسماك فكوها في التغذية، تمتاز الجلكيات بفمها الدائري المزود بأسنان حادة يستخدم في امتصاص دم الأسماك الأخرى. على الرغم من كونها من بين أولى الفقاريات التي ظهرت، إلا أن تاريخها التطوري ما زال محاطًا بالغموض بسبب القلة في الأحافير المكتشفة.

وفي العصور القديمة، كان لديها هياكل غذائية تبدو غير قادرة على الافتراس. وما زالت تفاصيل تطورها الأسنانية ومراحل نموها الأولى غير واضحة. ولكن، الأنواع التي تم اكتشافها مؤخرًا تشير إلى أن الجلكيات، بحلول العصر الجوراسي، كانت قد تحولت إلى مفترسات عملاقة تمتاز بقوة هياكل العض.

ومن جهة أخرى، تم العثور على بقايا هيكل عظمي، مثل الأسنان وعظام الفك لأسماك لم يتم التعرف عليها، داخل أجهزة هضم هذه الجلكيات القديمة، ما يؤكد أن نظامها الغذائي كان يعتمد على تناول اللحوم، وهذا يشير إلى أنها كانت من بين أقدم الأنواع التي تتغذى على اللحوم.

أدى الاكتشاف الحديث للـ Yanliaomyzon إلى ثورة في فهمنا لتاريخ تطور الجلكى. تقدم هذه الحفريات نظرة جديدة لا تملأ فقط الثغرات في مسار التطور، بل تشكك في المعتقدات السابقة حول أصول الجلكى المعاصر. وتشير الدراسة الحديثة على عكس الأبحاث السابقة، إلى أن الجلكيات ربما نشأت في نصف الكرة الجنوبي من الأرض.