الحلقة المفقود في تطور المجرات .. اكتشف العلماء المجرات القزمة فائقة الكثافة التي قد تمثل جسر التطور في تاريخ الكون

حدد العلماء أكثر من 100 مجرة قزمة تخضع لتحول دراماتيكي، وهذه المجرات التي سُرقت منها نجومها الخارجية بواسطة المجرات الأكبر، تتطور إلى مجرات قزمة فائقة الكثافة (UCDs) مما يوفر رؤى حاسمة حول مرحلة غامضة من تطور الكون.

استخدم العلماء تلسكوب جيميني الشمالي في هاواي لمراقبة بقايا المجرات القزمة في عنقود العذراء الواقع على بعد 65 مليون سنة ضوئية، وهذه المجرات في عملية التحول إلى مجرات قزمة فائقة الكثافة، ويحدث هذا التحول من خلال تفاعلات جاذبية عنيفة مع مجرات أكبر مما يؤدي إلى سرقة نجومها الخارجية منها.

اُكتشفت هذه المجرات من أكثر من 20 سنة، وحيرت العلماء بسبب حجمها وكثافتها مما يميزها عن المجرات القزمة العادية، وتقدم النتائج الأخيرة المنشورة في مجلة Nature استمرارية تربط الفجوة بين تجمعات النجوم والمجرات، وتؤكد النظريات التي طال أمدها حول أصول هذه المجرات.

شملت الدراسة ملاحظات دقيقة لعنقود العذراء، وحدد العلماء مجرات تُظهر مراحل مختلفة من هذا التحول من أغلفة الغاز الممتدة والمتفرقة إلى أشكال أكثر كثافة، مُشيرة إلى مرحلة (فائقة الكثافة)، ويوفر هذا التسلسل صورة حية لعملية التطور من مجرات قزمة عادية إلى مجرات فائقة الكثافة.

هذا الاكتشاف يكشف عن لغز طويل الأمد في علم الفلك، ويسلط الضوء على الطبيعة الديناميكية والنيفة لتطور المجرات، ويوفر تحديد هذه المجرات الحلقة المفقود في فهم أعمق لدورة الحياة الكونية والقوى التي تشكلها، ومع استمرار علماء الفلك في استكشاف هذه الظواهر، يزداد فهمنا للكون والمجرات، ونكتشف نسيج تطور الكون المعقد.