تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الطبيعة تجد الحل!.. اكتشاف بكتيريا آكلة للبلاستك ستغير وجه العالم

مريم مونس
مريم مونس

3 د

عام 2001 اكتشف علماء يابانيون بكتيريا في مكب نفايات قادرة على هضم البلاستيك، حيث تستخدم الكربون في البلاستيك كمصدر للطاقة.

لم تُعطى البكتيريا الاهتمام الكافي في البداية، ولكن مع تزايد مشكلة التلوث البلاستيكي، أصبحت الحاجة إلى الحلول أكبر من أي وقت مضى.

يسعى العلماء الآن لهندسة الإنزيمات التي تستخدمها البكتيريا لتحليل البلاستيك بشكل أكثر فعالية، وهناك آمال في اكتشاف المزيد من البكتيريا المكافحة للتلوث البلاستيكي.

في عالمنا المعاصر، حيث البلاستيك يغمر كل أركان الأرض، هل تصورت يومًا أن الحل في الكائنات الحية الصغيرة التي نعيش في وسطها ولا نراها؟ هذه الكائنات الدقيقة قد تحمل مفتاح مستقبل خالي من التلوث. دعنا نتعرف على البكتيريا التي قد تصبح الحل الذي بحثنا عنه لمعالجة أزمة البلاستيك المتزايدة، وكيف ستغير وجهتنا نحو مستقبل أكثر استدامة.

نحن نكافح دائمًا مع هذا الأمر،" كما تقول ريبيكا غوس، أستاذة الكيمياء الميكروبية في جامعة سانت أندروز. "هل ننفق مواردنا في محاولة تحسين ما نملك، أم نذهب ونبحث عن أفضل نموذج طبيعي؟"


اكتشاف البكتيريا المُحللة للبلاستيك

 في عام 2001، خلال رحلة بحثية إلى مكب نفايات، كشف فريق من العلماء اليابانيين عن وجود بكتيريا غير معروفة مسبقاً. كانت هذه البكتيريا فريدة من نوعها، حيث أظهرت القدرة على استهلاك وتحليل البلاستيك وخصوصًا الزجاجات البلاستيكية والألعاب والعناصر الأخرى التي تحتوي على مواد بلاستيكية. عند تحليل البلاستيك، كانت البكتيريا تستخرج الكربون منه وتستخدمه كمصدر للطاقة، مما يساعدها على النمو والانقسام لتكوين المزيد من البكتيريا التي تعيش على البلاستيك.

 كان البروفيسور كوهي أودا هو المسؤول عن قيادة الفريق البحثي. إذ يعمل أودا كأستاذ في معهد كيوتو للتكنولوجيا. وهو ميكروبيولوجي بارع ويعتقد أن الطبيعة وبالأخص الميكروبات، لديها القدرة على تقديم حلول للمشكلات العلمية التي نواجهها.


الغرض الأصلي للبحث

 بالرغم من الاكتشاف المذهل، لم يكن الهدف الأصلي للفريق هو البحث عن بكتيريا التي تأكل البلاستيك. كانوا يبحثون في الأصل عن مواد قد تساعد في تليين الأقمشة الاصطناعية مثل؛ البوليستر. وهو مصنوع من نفس نوع البلاستيك المستخدم في معظم زجاجات المشروبات.

بالرغم من أهمية اكتشاف هذا النوع من البكتيريا، لم يكن هناك اهتمام كبير بها في البداية. فقد قال البروفيسور أودا أن هذا الاكتشاف لم يعتبر موضوعًا ذا أهمية كبيرة في ذلك الوقت، وخاصةً قبل أن يتم استخدام مصطلح "ميكروبلاستيك" بثلاث سنوات. نتيجة لذلك، لم يتم نشر الأبحاث التمهيدية التي أعدها الفريق حول البكتيريا في تلك الفترة.


طرق تحليل وإعادة تدوير البلاستيك

تشير الإحصائيات إلى أن الطرق الحالية لتحليل البلاستيك وإعادة تدويره لا تكون فعالة بما فيه الكفاية. فقط 9% من البلاستيك تحولت إلى مرافق إعادة التدوير، والواقع أن غالبية البلاستيك تتعرض لعملية سحق وطحن، مما يؤدي إلى تدهور جودتها. ويتم التخلص من معظم البلاستيك عن طريق الحرق، مما يسهم في أزمة المناخ.


البكتيريا Ideonella sakaiensis

بعد اكتشاف البكتيريا التي تُحلل البلاستيك في مكب نفايات في اليابان، أصبحت البكتيريا، المسماة "Ideonella sakaiensis"، محور الاهتمام في الأوساط البحثية. وقد نُشرت الأبحاث الخاصة بالبكتيريا في مجلة Science، وحظيت بتغطية واسعة في وسائل الإعلام.

 على الرغم من إثارة الاهتمام حول البكتيريا Ideonella sakaiensis، إلا أن هناك أملاً أكبر يتمثل في البحث عن أنواع أخرى من البكتيريا التي قد تكون أفضل في تحليل البلاستيك. يعتقد العديد من العلماء أن الطبيعة قد توفر حلاً لمشكلة التلوث البلاستيكي، وعلينا فقط البحث عنه.


هندسة الإنزيمات

يعمل العلماء على تطوير الإنزيمات التي تستخدمها البكتيريا لتحليل البلاستيك. وذلك بهدف تعزيز قدرة هذه الإنزيمات على تحليل البلاستيك بشكل أسرع وأكثر فعالية.

ذو صلة

إليزابيث بيل، التي تعمل في المختبر الوطني للطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، تقوم ببحوث تهدف إلى تحسين وتطوير الإنزيمات التي تستطيع تحليل البلاستيك. تعتمد أسلوبًا يركز على تسريع التطور الطبيعي لهذه الإنزيمات من خلال استخدام الهندسة الجينية لإجراء التحورات المتعددة واختبارها في قدرتها على تحليل البلاستيك.

في النهاية، يُظهر البحث العلمي المستمر حول البكتيريا التي تُحلل البلاستيك أن الطبيعة، بجميع تعقيداتها، قد تحمل الحلول للتحديات البيئية التي نواجهها اليوم. الاكتشافات المبكرة للبكتيريا مثل Ideonella sakaiensis تُظهر الإمكانيات المحتملة، لكن الرحلة لا تزال في بدايتها. فمن خلال التقدم التكنولوجي والتعاون المستمر بين الباحثين والاستثمار في التحقيق العلمي، قد نجد في النهاية حلاً فعالًا لمشكلة التلوث البلاستيكي، والتي تُعتبر من أبرز التحديات البيئية في القرن الحادي والعشرين.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة