تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

العلماء يحذرون من أزمة علمية عالمية بسبب نشر الآلاف من الأوراق العلمية المزيفة!

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

5 د

يحذر العلماء من أزمة علمية عالمية بسبب نشر الآلاف من الأوراق البحثية المزيفة، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على الأبحاث الطبية وتقدم العلاجات والبحوث الأكاديمية.

بدأ انتشار هذه الظاهرة في الصين، حيث بدأت "مصانع الورق" في تزويد الأبحاث المفبركة لنشرها في المجلات، مما أدى إلى انتشار هذه الممارسة في الهند وإيران وروسيا وشرق أوروبا.

ناشرون مثل Wiley يروجون للتعاون بين الناشرين لمواجهة الأزمة، مشيرين إلى تحديات تواجههم من مصانع الورق، بينما يحذر الأكاديميون من تداول تلك الأوراق لتحسين مسيراتهم الوظيفية وأثر هذه الأزمة على مصداقية المعرفة العلمية.

حذر علماء من نشر عشرات الآلاف من الأوراق البحثية المزيفة في المجلات العلمية، في فضيحة دولية تتفاقم كل عام، حيث تؤثر هذه الظاهرة على البحوث الطبية وتقفل أبواب التطور الدوائي، معرضة الأبحاث الأكاديمية الواعدة للخطر، بسبب موجة عالمية من العلوم الزائفة التي تجتاح المختبرات والجامعات.

في العام الماضي، تجاوز عدد الأوراق البحثية التي تم سحبها من المجلات البحثية حاجز 10 آلاف ورقة لأول مرة، ويعتقد معظم المحللين أن هذا الرقم ليس غيض من فيض من الغش العلمي.

قالت البروفيسور دوروثي بيشوب من جامعة أكسفورد: "أصبحت الحالة مروعة"، مشيرة إلى أن نسبة نشر الأوراق البحثية المزيفة تسبب مشاكل جسيمة للعلم. وأضافت أنه في العديد من المجالات أصبح من الصعب بناء نهج تراكمي نحو موضوع ما، بسبب نقص الأساس الموثوق للنتائج. والوضع يتفاقم يومًا بعد يوم.

وتعود جذور الارتفاع المذهل في نشر الأوراق العلمية المزيفة إلى الصين، حيث كان يتعين على الأطباء والعلماء الشبان الذين يسعون للترقية نشر أوراق علمية. ومن ثم بدأت منظمات غير رسمية - المعروفة بـ "مصانع الورق" - في تزويد الأعمال المفبركة للنشر في المجلات هناك.

اتسعت هذه الممارسة إلى الهند وإيران وروسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق وشرق أوروبا، حيث بدأت مصانع الورق في تزويد الدراسات المفبركة للمزيد والمزيد من المجلات، حيث يحاول عدد متزايد من العلماء الشبان تعزيز مسيرتهم الوظيفية عبر مزاعم بخبرات بحثية زائفة. وفي بعض الحالات، تم رشوة محرري المجلات لقبول المقالات، بينما نجحت مصانع الورق في تعيين وكلاءها كمحررين ضيوف يسمحون بنشر كميات هائلة من الأعمال المزيفة.

وقد قالت البروفيسور أليسون أفينيل من جامعة أبردين: "المحررين لا يقومون بأداء دورهم بشكل صحيح، والمراجعون لا يقومون بواجباتهم. وبعضهم يتلقون مبالغ مالية كبيرة.. إن هذا مقلق للغاية".

غالبًا ما تبدو منتجات مصانع الورق وكأنها مقالات عادية ولكنها تعتمد على قوالب يتم فيها إدراج أسماء الجينات أو الأمراض بشكل عشوائي بين جداول وأشكال وهمية. ومما يثير القلق أن هذه المقالات يمكن بعد ذلك دمجها في قواعد البيانات الكبيرة التي يستخدمها أولئك الذين يعملون في مجال اكتشاف الأدوية.

وتحمل بعض هذه المقالات طابعًا غريبًا، حيث تشمل بحوثًا غير متعلقة بمجال المجلة، مما يظهر بوضوح أنه لم يتم إجراء مراجعة من قبل الأقران لهذا المقال. على سبيل المثال، مقال عن الأيديولوجية الماركسية ظهر في مجلة Computational and Mathematical Methods in Medicine. وتتميز أخرى بلغة غريبة، بما في ذلك إشارات إلى "خطر الصدر" بدلاً من سرطان الثدي.

ومن جهتها، قامت مجموعات المراقبة - مثل Retraction Watch - بتتبع المشكلة ولوحظت سحب المقالات من المجلات عندما تم اكتشاف الغش. وكشفت إحدى الدراسات التي أجرتها مجلة Nature أنه في عام 2013 كان هناك ما يزيد قليلاً عن 1000 عملية سحب. وفي عام 2022، تجاوز الرقم 4000 قبل أن يقفز إلى أكثر من 10 آلاف في العام الماضي.

ومن هذا المجموع الأخير، تم نشر أكثر من 8 آلاف بحث مسحوب في المجلات المملوكة لـ Hindawi، وهي شركة تابعة للناشر Wiley، وهي الأرقام التي أجبرت الشركة الآن على اتخاذ إجراءات. وقال متحدث باسم Wiley: " قد حددنا الآن مئات من المحتالين في مجلاتنا، بالإضافة إلى الذين شغلوا أدوار تحريرية مؤقتة. وأضاف: "لقد قمنا بإزالتهم من نظمنا وسنواصل المبادرة بشكل فعال في جهودنا لتنظيف السجل العلمي، وتعزيز عمليات النزاهة لدينا والمساهمة في الحلول الشاملة للصناعة."

ولكن شركة Wiley أكدت على أنها لا تستطيع مواجهة الأزمة بمفردها، وهي الرسالة التي ترددت أيضًا من قبل الناشرين الآخرين، الذين يقولون إنهم تحت الحصار من قبل مصانع الورق. ومع ذلك، يظل الأكاديميون حذرين. المشكلة هي أنه في العديد من البلدان، يتم ترقية الأكاديميين وفقًا لعدد الأوراق التي نشروها.

قال البروفيسور ماركوس مونافو من جامعة بريستول: "إذا كان هناك عدد متزايد من الباحثين الذين يتلقون تحفيزات قوية للنشر فقط من أجل النشر، في حين نشهد زيادة في عدد المجلات التي تربح من نشر الأبحاث الناتجة، فإن لدينا عاصفة مثالية"، "هذا هو بالضبط ما نمر به الآن".

وتظهر الأضرار الناتجة عن نشر بحوث ضعيفة أو مزيفة من خلال الدواء المضاد للطفيليات إيفيرمكتين. فقد أشارت الدراسات المخبرية المبكرة إلى أنه يمكن استخدامه لعلاج كوفيد-19 وتم الترحيب به باعتباره دواء معجزة. ومع ذلك، تبين لاحقًا أن هذه الدراسات أظهرت دليلاً واضحًا على الاحتيال، ورفضت السلطات الطبية دعمهه كعلاج لكوفيد.

وقال جاك ويلكنسون في جامعة مانشستر: "المشكلة كانت أن الإيفيرمكتين تم استخدامه من قبل معارضي التطعيم ليقولوا: 'لا نحتاج إلى التطعيم لدينا هذا الدواء الرائع'"، وأضاف: "لكن العديد من التجارب التي دعمت تلك الادعاء لم تكن حقيقية".

وأشار ويلكنسون إلى أنه هو وزملاؤه يحاولون تطوير بروتوكولات يمكن للباحثين تطبيقها لكشف أصالة الدراسات التي قد يدرجونها في أعمالهم الخاصة. قائلًا: "ظهرت بعض العلوم الرائعة خلال الجائحة، ولكن كان هناك محيط من الأبحاث الرديئة أيضًا. نحتاج إلى وسائل لتحديد البيانات السيئة منذ البداية".

ذو صلة

ومن جانبه شدد البروفيسور مالكولم ماكليود من جامعة إدنبرة على خطر ارتفاع مصانع الورق والأوراق البحثية المزيفة، قائلًا: "إذا أردت كعالِم التحقق من جميع الأوراق حول دواء معين قد يستهدف السرطان أو حالات السكتة الدماغية، يصبح من الصعب جدًا عليّ تجنب تلك التي تم تزويرها. تتلوث المعرفة العلمية بالمواد الملفقة. نحن نواجه أزمة".

كما أيدت بيشوب هذه النقطة قائلة: "يقوم الناس ببناء حياتهم المهنية على خلفية هذه الموجة العارمة من العلوم المزيفة، ويمكن أن ينتهي بهم الأمر إلى إدارة معاهد علمية، وفي نهاية المطاف يتم استخدامهم من قبل المجلات الرئيسية كمراجعين ومحررين. الفساد يتسلل إلى المنظومة".

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة