تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

دراسة ثورية.. إعادة بناء جينات وحيد القرن الصوفي من فضلات ضبع متحجر!

مريم مونس
مريم مونس

2 د

استخرج العلماء الجينوم الميتوكندري لوحيد القرن الصوفي الأوروبي من براز حيوان الهينا الكهفي المتحجر المكتشف في ألمانيا.

تميز DNA وحيد القرن الصوفي الأوروبي عن نظيره السيبيري، مما يشير إلى انفصال بين السكان حوالي 450,000 سنة مضت.

تقدم هذه النتائج فهمًا جديدًا لديناميات الأنواع القديمة وقد تساعد في التنبؤ بمستقبل الأنواع الحية في ظل التغير المناخي الحالي.

في دراسة رائدة، نجح العلماء في إعادة بناء جينوم الميتوكوندريا لوحيد القرن الصوفي الأوروبي من العصر الجليدي، وذلك باستخدام الحمض النووي المستخرج من براز ضبع الكهف المتحجر المكتشف في ألمانيا. إذ يلقي هذا الاكتشاف الجديد الضوء على المخلوقات التي كانت مهيبة في السابق والتي جابت المناظر الطبيعية في العصر البليستوسيني، كما يوفر معلومات لا تقدر بثمن عن الأنواع القديمة.

انقرض وحيد القرن الصوفي (Coelodonta antiquitatis)، الذي سكن أوراسيا خلال عصر البليستوسين، منذ حوالي 10000 عام. وعلى الرغم من اكتشاف عدة عينات من هذا الوحش العملاق على مر السنين، لم يتم تحليل أي جينومات للسكان الأوروبيين حتى الآن. في السابق، كانت جميع البيانات الجينومية المتاحة تأتي من نظيراتها السيبيرية، مما ترك فجوة في فهم وحيد القرن الصوفي الأوروبي.

وأعرب الدكتور بيتر سيبر، المؤلف الرئيسي للدراسة، عن دهشته من غياب جينومات وحيد القرن الصوفي الأوروبي في الأبحاث السابقة، وذلك بالنظر إلى النتائج الجوهرية لبقايا الحيوانات من المنطقة. ولمعالجة هذه الفجوة، اكشف فريق سيبر مصدرًا جديد لا يقدر بثمن: البراز المتحجر أو الكوبروليت. يعد البراز القديم منجمًا ذهبيًا للمعلومات لعلماء الحفريات لأنه يوفر رابطًا وراثيًا مباشرًا للنظام الغذائي وبيئة الحيوانات المفترسة المنقرضة.

في هذه الدراسة، استعرض العلماء براز ضبع الكهف المُنقرض (Crocuta crocuta spelaea)، الذي كان يُعد من الأعداء الطبيعيين لوحيد القرن الصوفي. من هذه النماذج، تمكنوا من استخلاص الحمض النووي لوحيد القرن الصوفي الأوروبي وبدأوا في تركيب جينوم الميتوكوندريا له. تُعد جينومات الميتوكوندريا مهمة جدًا للباحثين، حيث تورث فقط من الأم وتبقى محفوظة على مر الأزمان، مما يجعلها مثالية لدراسة الأنساب وتطور الأنواع.

ذو صلة

بالإضافة إلى وحيد القرن الصوفي، قام فريق البحث أيضًا برسم خريطة لجينوم الميتوكوندريا لضبع الكهف، مما يمنحنا رؤية شاملة لتوزّعات كلا النوعين من عصر البليستوسين. ومن الجدير بالذكر أن الحمض النووي لوحيد القرن الصوفي الأوروبي أظهر اختلافات واضحة عن سكان سيبيريا، مما يشير إلى انقسام سكاني محتمل منذ حوالي 450 ألف سنة، وهي تقريبًا نفس الفترة التي ظهر فيها وحيد القرن الصوفي لأول مرة في السجلات الأحفورية الأوروبية.

توفر النتائج التي كشفتها الدراسة نظرة جديدة إلى حياة وتفاعلات الأنواع في تاريخنا البعيد. وفي ظل التحديات المناخية المتزايدة التي يواجهها العالم، فإن دراسة تفاعلات الأنواع التي انقرضت من قبل قد تمكننا من التوقع بشأن مستقبل التنوع البيولوجي الحالي. وكما يشير الدكتور سيبر، النظر في تجارب الماضي يمكن أن يبرز التحديات والسيناريوهات المحتملة التي قد تتأثر بها الأنواع في الوقت الحالي نتيجة التغيرات المناخية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة