بعد تصدره التريند: “أراجيك” ترصد كواليس ألبوم نمرة لاونج مع نادي ستوديو

نجاح كبير يحققه النجم حمزة نمرة بالتعاون مع فريق "نادي ستوديو" في ألبوم "نمرة لاونج"، الذي تصدرت أغنياته تريند "يوتيوب" للموسيقى كذلك قوائم استماع رواد المنصات الموسيقية العالمية الشهيرة.

الألبوم الذي يأتي بعد مرور عامين على أحد أنجح ألبومات "نمرة" الذي يحمل اسم "مولود سنة 80"، يحتوي على مجموعة جديدة من كليبات موسيقية فقط لبعض من أنجح أغانيه من ألبوماته السابقة في قالب فني مميز يدعم التيمة الموسيقية بتوزيع مختلف وحالة الغنوة بشخصيات "الأنيميشن" الرسوم المتحركة.

"نمرة لاونج" يستحضر تيمة وحالة الزمن الجميل مستوحاة من موسيقى التخت الشرقي من الثلاثينات عَبر 8 أغنيات؛ هم: "فاضي شوية"، التي كسرت حاجز ربع مليار مشاهدة عند صدورها على "يوتيوب"، بجانب "داري يا قلبي"، و"معلش"، و"القصة واللي كان"، و"فيه ناس"، و"طعم البعاد"، و"استعيذوا"، و"بلدي".

يتعاون فيه "نمرة" مع نخبة من الموسيقيين المصريين، بمشاركة الموسيقار محمد علي الذي تولى مهمة التوزيع الموسيقي وعزف الكمان، وعازف العود هشام عصام وعازف القانون محمود عامر وكونترباص أحمد أمين وعازف الناي محمد فرج وعازف الإيقاعات عظيمة، بينما تم تنفيذ تصاميم الفيديو كليبات مع أحمد نادي.

يقول الفنان المصري، مؤسس "نادي ستوديو" ومدير الإنتاج لمشروع "نمرة لاونج"، إن كواليس العمل على الألبوم استثنائية بما يناسب تفرد التجربة الفنية ذاتها، واصفًا: "ردود الأفعال الجيدة تؤكد أنه حتى ولو ظهور الألبوم الموسيقي مغامرة فنية لكن جمهور حمزة نمرة المثقف والمتنوع بين جيل الشباب الصغير والوسط قادر على استيعاب التجربة وتذوقها فنيًا".

يكشف أحمد نادي صاحب الفكرة والإشراف على السرد البصري في حديث صحفي خاص لـ "أراجيك" أنهم حرصوا في الإخراج الذي قاده ياسر عزمي على الترجمة البصرية لتراك الموسيقى دون التركيز على حدوتة واضحة لعدم وجود كلمات محددة، في إطار محاولة خلق قدر من التفاعل بين العين والصورة تنسجم مع هذه المقطوعة الموسيقية أكثر من الكارتون، دون الشعور بغربة بين عناصره، وفي نفس الوقت تكسر شعور الملل نتيجة لثبات الصورة.

يتابع: "حرصنا على تقديم حدوتة في خلفية كل أغنية بالفيديو كليب فيجد المشاهدون حبيبين يلتقيان بحديقة الأسماك يظهرون مع بداية ونهاية الفيديو فقط وهما محاطين بقلب وشجرة، كذلك في فيديو مقهى جروبي نرى محاولات شخصين للقاء والحديث، فيما نرى الدخان والعسكري وحامل الحقائب والمسافرين وبوسترات كشك الجرائد عند محطة مصر، كلها تفاصيل موجودة بدون Focus أي إنها لا تشوش الصورة الذهنية لاستقبال المتلقي للموسيقى وإحساسها".

يحمل "نمرة لاونج" تجربة سمعية وبصرية مميزة؛ إذ تم استيحاء تصميماتها من أشهر الأماكن التي تحمل الطابع المصري الأصيل، مثل المقاهي الشعبية في فترة الملك فاروق وكافيه جروبي الشهير ومبنى قناة السويس وقهوة سيد درويش، حيث تظهر الفرقة الموسيقية المصاحبة لحمزة وهي تعزف موسيقاها في تلك الأماكن.

يعلق "نادي" على معايير اختيار هذه الأماكن بالتحديد من شوارع مصر القديمة في فترة الثلاثينات، قائلاً: "فكرنا في أماكن لا تزال محافظة على مكانتها الحيوية وأهميتها ممتدة منذ هذا العصر وحتى وقتنا هذا، فضلاً عن ارتباط كل مكان بقصة الأغنية نفسها مثل "القصة وما فيها" حكايتها مرتبطة بحديقة الأسماك ولقاء الأحبة، كذلك تواجد العازفين على مقاهي مصر وارتباطهم بها، كان مقصودًا حدوث حالة تواصل ومشاعر بينها والمستمعين".

أما عن التحضير لشخصيات الأنيميشن وكيفية الاستعداد للمشروع الذي استغرق فريق "نادي ستوديو" شهرًا للعمل به، يلفت إلى أنهم حرصوا على مشاهدة أفلام وثائقية كثيرة قديمة وفيديوهات لمصر في الثلاينات، وحفلات لأم كلثوم، وصالح عبد الحي، وزكريا أحمد، والاطلاع على مجلات الموضة والفاشون خلال هذه الفترة، لملاحظة التفاصيل منها أجواء وعازفين الجوقة وملابسهم، وطريقة انفعالهم أثناء العزف.

يضيف: "بعض الاَلات الموسيقية عازفها يحمل ملامح بدون تعبيرات أو متجهمة في الوجه فيما يرتكز الأداء على اليد، بينما تحمل أخرى انفعالات مع تغير الإيقاع وصعود الموسيقى؛ كما نلاحظ على عازفي الكمان أو القانون أو العود أو الطبلة، بجانب مذاكرة استايل وملابس وطريقة تفاعل العشاق مع بعضهم وهكذا من عناصر هذه الحقب الزمنية. لذا استغرقنا وقتًا محددًا للتركيز وفهم هذه التفاصيل ومن ثمً تقديمها في الكليبات".

على الرغم من استمتاعه والفريق بالعمل على المشروع والتماهي مع نوستالجيا الثلاثينات بحسب وصفه، إلا أنه كان هناك بعض الصعوبات والتي تتضمن مراحل استلهام التصورات البصرية خلال وقت قياسي مرورًا بتحديد الأزياء وصولاً للفكرة المناسبة لفريق العازفين العناصر المشتركة في الـ 8 كليبات مع اختلاف الأماكن، بجانب بعض العوائق التكنولوجية التي واجهوها ما بين العمل على أكثر من جهاز وقت إخراج الفيديو كمنتج نهائي من مرحلة المونتاج.

يشير إلى أنه الوقت المستغرق في الوصول للفكرة المناسبة كان كاشفًا بالنسبة له على عناصر مميزة في شخصية حمزة الفنية، ويصف: "نجم يجيد التواصل مع جمهوره، أفكاره خلاقة للغاية واقتراح اختيار القهاوي تحديدًا جاء من حمزة في نفس الوقت الذي كنت أفكر به في اختيار عازفين، شعرت وقتذاك أننا نكمل بعضنا البعض وبيننا كيمياء خاصة في العمل واختيار الأماكن وتفاصيلها، وكأنها شراكة حقيقية بيننا في الأفكار والتي جعلتني أمازحه مطالبًا كتابة اسمه بجانب الفريق الإبداعي للأنيميشن أيضًا".

"جلسات العمل في الاستوديو كلها مناقشات واشتباك ذهني وتفكير جماعي بين فريق العمل المتكون من 25 شخصًا ومن ثمً العرض على حمزة نمرة"..هكذا يستكمل واصفًا الحالة الفنية التي رافقت كواليس "نمرة لاونج"، متضمنًا التفكير في صورة البوستر على طريقة طابع البوسطة يحمل وجهه؛ إذ اتجه الفنان إسماعيل الدسوقي على تصميم الصورة الرسمية للألبوم كما اقترحت إحدى أعضاء الفريق الفنانة إسراء كمال فكرتها معبرة عن الرسالة التي يبعثها حمزة نمرة لهذا الزمن من زمن اَخر.