تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

دراسة رائدة..علماء أعادوا إنشاء تفاعل كيميائي يُعتقد أنه السبب في ظهور الحياة على سطح الأرض!

مريم مونس
مريم مونس

3 د

علماء يعيدون خلق تفاعل كيميائي يُعتقد أنه كان محوريًا في ظهور الحياة على الأرض، مما يوفر فهمًا جديدًا لكيفية تطور التفاعلات الجزيئية البسيطة إلى أشكال الحياة المعقدة.

تركز الدراسة على فهم أصول الـRNA، إذ يسعى العلماء لمحاكاة سلسلة التفاعلات التي أدت إلى تكوين الـRNA في بدايات الحياة.

لا تقتصر الدراسة على الجانب النظري فقط، بل تمتد لتشمل تطبيقات صناعية مثل تحسين إنتاج مركب 2-أمينوأوكسازول، مما قد يؤدي إلى طرق إنتاج أكثر فعالية من حيث التكلفة.

في دراسة مبتكرة، تمكن العلماء من إعادة إنتاج تفاعل كيميائي مهم يُرجّح أنه لعب دوراً أساسياً في نشأة الحياة على كوكب الأرض. هذا الإنجاز المثير يفتح آفاقاً جديدة لفهم كيفية تحول التفاعلات الجزيئية البسيطة إلى الأشكال المعقدة للحياة التي نشاهدها اليوم.

تركز هذه الدراسة بشكل أساسي على فهم أصول الحمض النووي الريبي (RNA)، الذي يعد عنصراً حيوياً في الحياة كما نعرفها. يتميز الحمض النووي الريبي بقدرته على التكاثر الذاتي وتحفيز تفاعلات كيميائية أخرى، مما يمثل خطوة مهمة في الانتقال من المادة غير الحية إلى الحياة. لكن السؤال المحوري كان دائماً حول كيفية تكوين وحدات البناء الأساسية للحمض النووي الريبي، أو الريبونوكليوتيدات، بشكل طبيعي في بدايات الأرض.

للإجابة على هذا السؤال، كان علماء الكيمياء يسعون لمحاكاة سلسلة التفاعلات التي من الممكن أن تكون قد أدت إلى تكوين الحمض النووي الريبي في بداية عصر الحياة. وتكمن التحديات الرئيسية في أن هذه التفاعلات كان يجب أن تحدث في ظروف الأرض الأولية الفوضوية والمعقدة، والتي تعود إلى مليارات السنين.

تركز الدراسة الجديدة بشكل أساسي على "التفاعلات الذاتية التحفيزية"، وهي عمليات تنتج مواد كيميائية تعمل بدورها على تعزيز حدوث نفس التفاعل مرة أخرى بشكل متكرر. هذه الخاصية الذاتية المستدامة تجعل هذه التفاعلات فعالة في ظروف متنوعة. استطاع الباحثون بذكاء دمج هذه الآلية في مسار كيميائي معروف لإنتاج الريبونوكليوتيدات، وهو أمر محتمل في ظروف الأرض القديمة.

أحد الأمثلة المميزة لهذا النوع من التفاعلات هو تفاعل الفورموس، الذي تم اكتشافه في عام 1861. يبدأ هذا التفاعل بمادة بسيطة تُعرف بالجلايكولالدهيد وينتهي بإنتاج المزيد من نفس المركب بفضل وجود مركب آخر يُعرف بالفورمالديهايد. على الرغم من كونه تفاعل تحفيزي ذاتي، إلا أنه كان معروفًا بعدم انتقائيته، مما يؤدي غالبًا إلى تكوين منتجات ثانوية غير مرغوبة.

في تحول بارز، قام العلماء بإدخال السياناميد، وهو جزيء بسيط، إلى التفاعل الكيميائي. هذه الخطوة أتاحت فرصة لتوجيه جزء من المنتجات الناتجة من التفاعل نحو تشكيل الريبونوكليوتيدات. وعلى الرغم من أن الكمية المنتجة من وحدات الريبونوكليوتيد لا تزال محدودة، إلا أن النواتج أصبحت أكثر ثباتًا وأقل عرضة للتفكك، ما يمثل خطوة كبيرة في فهم الكيمياء الأولية للحياة.

ذو صلة

يعد هذا التكامل بين تفاعل الفورموس وإنتاج الريبونوكليوتيد انحرافًا عن المنهجيات التقليدية في الكيمياء، التي تميل عادةً إلى تجنب التعقيد. من خلال استكشاف التفاعلات المعقدة بين مسارات كيميائية متنوعة، يسعى الباحثون إلى ملء الفجوة بين الكيمياء والبيولوجيا، مما يسلط الضوء على العمليات التي قد تكون أسهمت في نشوء الحياة.

إلى جانب أهميتها في فهم أصل الحياة، تحمل هذه الدراسة أيضًا تطبيقات صناعية مهمة. فالعملية التي تشمل استخدام السياناميد في تفاعل الفورموس يمكن أن تؤدي إلى إنتاج مركب 2-أمينوأوكسازول، المستخدم في صناعة الأدوية. تحسين هذه العملية قد يوفر طرق إنتاج أكثر كفاءة واقتصادية لمجموعة واسعة من التفاعلات الكيميائية والمنتجات الصيدلانية. وبينما تبقى محاكاة نشأة الحياة هي الإنجاز الأبرز للدراسة، فإن تأثيراتها قد تمتد لتشمل العديد من القطاعات العلمية والصناعية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة