رسالة سرية مخبأة في فستان من العصر الفيكتوري.. وحل لغز مفقود منذ زمن طويل!

تم أخيرًا فك شيفرة غامضة كانت مخبأة في ثنايا فستان حريري من العصر الفيكتوري، بعد أن حيرت المحللين والمؤرحخين في جميع أنحاء العالم لمدة عقد من الزمن. إذ عُثِر على الرسائل الغامضة على أوراق داخل جيب مخفي بواسطة واين تشان محلل الكمبيوتر في جامعة مانيتوبا في كندا. وكان الرمز، الذي أطلق عليه اسم "Silk Dress cryptogram"، يعتبر واحدًا من أفضل 50 رمزًا لم يتم حلها على مستوى العالم حتى كشف تشان عن أسراره.

تم شراء الفستان الحريري من قِبل محافظة الآثار سارة ريفرز-كوفيلد في ولاية مين قبل عشر سنوات، واحتوى على عشرين سطرًا من عبارات تبدو غير منطقية مثل "Grub wrongful hug duck fagan each" و"Calgarry Cuba Unguard confute duck fagan egypt". لسنوات، انتشرت نظريات حول طبيعة هذه الرسائل، تتنوع بين اعتبارها رسائل تجسسية إلى رموز مراهنات غير قانونية.

الاكتشاف الذي قام به تشان كشف عن أن الرمز كان في الواقع نوعًا من رموز البرقية التي استخدمها الجيش الأمريكي ومكتب الأرصاد الجوية في القرن التاسع عشر. وتبين أن الرسائل التي تم فك تشفيرها باستخدام دليل رموز الجيش الأمريكي من عام 1877، كانت في الحقيقة مراقبات جوية. في زمن كانت فيه التلغرافات تكلف مبالغ كبيرة، كان الرمز يمكنه نقل توقعات المدن بتكلفة منخفضة.

شرحت عملية الفك تفاصيل دقيقة حول كيفية عمل الرمز. على سبيل المثال، كلمة "Memphis" وصفت المحطة، في حين أن "Target" نقلت الضغط ودرجة الحرارة، وكلمات لاحقة كشفت عن مختلف المعلمات الجوية. لاحظ تشان أيضًا الاختلافات في التنسيق بين رموز الطقس الأمريكية والكندية على أوراق الفستان الحريري، مما أضاف طبقة إضافية من التعقيد.

مزيد من التحقيقات قادت تشان إلى استنتاج أن الرسائل من المحتمل أن تكون بتاريخ 27 مايو 1888. والتوقعات المحلية المتقاربة في غرفة التلغراف في واشنطن العاصمة، حيث كان الموظفون الكتابيون يتعاملون مع الرسائل المشفرة، تشير إلى أن صاحب الفستان ربما كان من بينهم. ويظل سبب إخفاء هذه الملاحظات الجوية في جيب مخفي لغزًا.

تم حل لغز رموز فستان الحرير، الذي كان مدرجًا في وقت ما ضمن أعلى الأكواد الغامضة عالميًا. وذلك بفضل واين تشان. إذ اتضح أن العبارات العشوائية التي كانت مخفية داخل فستان الحرير من عصر الفيكتوريا كانت في الواقع مراقبات جوية قيمة تم تشفيرها باستخدام نظام برقي. يسلط هذا الاكتشاف الضوء على جانب فريد من التواصل التاريخي ويترك أسئلة معلقة حول الشخص الغامض الذي قام بإخفاء هذه الرموز الجوية سرًا قبل أكثر من قرن.