تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

لماذ تُعتبر هدية عيد الحب أمر مرهق؟ علماء النفس قدّموا الإجابة!

مريم مونس
مريم مونس

4 د

عند تلقي الهدايا، يميل الأشخاص غالبًا إلى الشعور برغبة في المعاملة بالمثل، وهو ما قد يولد التوتر لديهم عند عجزهم عن القيام بذلك دائمًا، كما يذكر دييغو جيفارا بلتران الباحث في علم النفس.

إننا في شهر فبراير، ولعلنا جميعًا لاحظنا ذلك: الأرفف في المتاجر مليئة بالشوكولاتة والبطاقات والحيوانات المحشوة وغيرها، جميعها معروضة في تغليفات زهرية وحمراء مزينة بالقلوب، إذ يقترب عيد الحب.

ومع ذلك، يشعر الكثيرون بالضغط المستمر لاختيار الهدية المثالية، سواء كانت عاطفية كتنظيم عشاء رومانسي، أو مادية كشراء الذهب والألماس.

لا ينحصر الضغط المتعلق باختيار وتقديم الهدايا في عيد الحب فحسب. فوفقًا لاستطلاع حول الإجهاد خلال العطل، أجرته الجمعية الأمريكية لعلم النفس لعام 2023، ذكر 40% من البالغين في الولايات المتحدة شعورهم بالتوتر بسبب البحث عن الهدايا المناسبة للأصدقاء والعائلة في مختلف المناسبات.

يعمل جيفارا بلتران كزميل ما بعد الدكتوراه في قسم علم النفس بجامعة أريزونا ضمن كلية العلوم، حيث يبحث في العوامل المؤثرة على التعاطف والرفاهية، وكيفية تجمع الناس معًا في أوقات الحاجة.

في هذا الحوار، يناقش جيفارا بلتران مفهوم تقديم الهدايا، والضغوط المرتبطة باختيار الهدية المناسبة، إضافة إلى الفوائد التي يحصل عليها كل من مقدم الهدية والمتلقي.


كيف تطور فعل تقديم الهدايا؟ ما هي الأسباب المحتملة لذلك؟

تطور فعل تقديم الهدايا عبر الزمن ليشمل عدة وظائف متنوعة، مما يعكس تعقيد السلوكيات البشرية. في بدايات التطور الإنساني، كان تقاسم الطعام يُعدُّ هدية ذات أهمية بالغة، إذ كان يرتبط بتوزيع المخاطر؛ حيث كان الأشخاص الذين يشاركون الطعام يتمتعون بأمان أكبر من ناحية الحصول على السعرات الحرارية مقارنةً بأولئك الذين لا يفعلون ذلك. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون تقديم الطعام كهدية طريقةً للتزاوج أو بناء سمعة جيدة، مما يسهم في تكوين شبكات دعم أكبر وأقوى.

وفقًا لفرضية "التباهي"، يسعى الأشخاص إلى إثبات قدرتهم على تقديم هدايا ذات قيمة عالية. فعلى سبيل المثال، كان اصطياد الفرائس الكبيرة يُعتبر دليلاً على الكفاءة؛ حيث لم يكن من الممكن للشخص المريض أو غير الماهر الحصول على فريسة كبيرة. الشخص الذي ينجح في اصطياد حيوان كبير ويشارك غنائمه بسخاء يكتسب في الغالب مكانة مرموقة، مما قد يساعده على جذب شركاء أفضل أو من ذوي الجودة العالية.

إضافة إلى ذلك، يرتبط تقديم الهدايا ارتباطًا وثيقًا ببناء وتعزيز العلاقات. يطور رعاة الماساي في شرق أفريقيا علاقات تُعرف بـ "أوسوتوا"، والتي تعني "الحبل السري"، حيث يعتمدون فيها على شركائهم في أوقات الحاجة كالجفاف أو مرض الماشية. تتشكل هذه العلاقات من خلال تقديم الهدايا، التي تبدأ منذ الطفولة وتزداد قيمتها مع الوقت، مما يؤدي إلى ترسيخ العلاقة بعد عدة مراحل من تبادل الهدايا. وعندما يقرر الطرفان بدء علاقة "أوسوتوا"، يتم تأكيدها من خلال طقوس تجعل من الصعب كسر هذه الشراكة. لذلك، تعد توزيع المخاطر وبناء العلاقات والتزاوج من الوظائف المحتملة المتنوعة لتقديم الهدايا.


كيف يظهر التوتر أثناء تقديم الهدايا؟

في العلاقات الرومانسية والصداقات يبرز ما يُعرف بالسوق البيولوجي، حيث يتنافس الأفراد للحصول على أفضل الشركاء المحتملين. هذا التنافس لا يعتمد فقط على نوعية الأشخاص، مثل عدد الشركاء المتاحين وقدراتهم، ولكن أيضًا على قدرات الفرد نفسه واستعداده لعرض السمات المرغوبة. يمكن أن يسبب هذا الأمر ضغطًا ليس فقط في تحديد أفضل الشركاء المحتملين ولكن أيضًا في كيفية عرض الفرد لسماته المرغوبة، سواء كانت مادية مثل الثروات أو غير مادية كاللطف، الإبداع، والذكاء.


هل يزيد الضغط الاجتماعي من ضغط تقديم الهدايا؟

الضغط الاجتماعي يُضيف طبقة أخرى من التوتر على مقدم الهدية. الأشخاص ذوو المكانة العالية يميلون إلى الإنفاق بشكل واضح، مستخدمين مواردهم المتاحة، مما يعكس قدرتهم على الوصول إلى الثروة ويعزز مكانتهم الاجتماعية. لكن ليس كل الأشخاص قادرين على تقديم هدايا باهظة الثمن، مما يجعل الذكاء والإبداع والجاذبية الشخصية عوامل مهمة في إظهار الاستعداد للاستثمار في العلاقة.


فهل يؤثر هذا التوتر على الشخص الذي يتلقى الهدايا؟

التوتر لا يؤثر فقط على مقدم الهدية ولكن أيضًا على المتلقي. يميل الأشخاص، عند تلقيهم الهدايا، إلى الرغبة في الرد بالمثل، مما قد يولد التوتر خصوصًا عندما لا يكونون قادرين على ذلك. هذا الأمر قد يؤدي إلى مشاعر الخجل أو الرغبة في تجنب تلقي الهدايا لتفادي هذا النوع من التوتر.

ذو صلة

ما هي بعض الفوائد التي يقدمها تقديم الهدايا؟

على الرغم من التوتر المرتبط بتقديم الهدايا، هناك جوانب إيجابية كثيرة. تقديم الهدايا يمكن أن يخلق دورة متبادلة من الاستثمار في سعادة ومفادأة الطرفين في العلاقة، مما يُظهر الاهتمام برفاهية الطرف الآخر. هذا النوع من التبادل يعمق العلاقات ويعزز الشعور بالتقارب والاعتماد المتبادل، حيث يصبح التركيز على رفاهية كل طرف بدلاً من المقايضة بالمنافع المادية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة