مركبة أوديسيوس تحقق أول هبوط أمريكي ناجح على القمر منذ 50 عامًا!

في حدث فريد من نوعه، هبطت أول مركبة فضائية تجارية، المسماة أوديسيوس، بنجاح على سطح القمر بالقرب من القطب الجنوبي، تحت ضوء الشمس الخافت. ومع ذلك يتوقع خبراء الفضاء أن تفقد هذه المركبة، التي صممتها شركة إنتويتيف ماشينز (Intuitive Machines) في هيوستن، تكساس، طاقتها بحلول 28 فبراير، أي بعد 6 أيام من هبوطها.

بينما يخطط مراقبو المهمة لمحاولة إعادة تشغيل المركبة بعد 3 أسابيع، عندما تعاود الشمس الظهور وتسلط ضوءها على الألواح الشمسية لأوديسيوس. على الرغم من الاعتقاد بأن فرص نجاتها من الليل القمري البارد ضئيلة، فقد شهدنا بالفعل نجاة مركبة هبوط يابانية بشكل غير متوقع في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وتعد مركبة أوديسيوس، بحسب ما ذكرته لورا فورشيك، المديرة التنفيذية لشركة Astralytical الاستشارية في أتلانتا، جورجيا، خطوة هامة نحو تحقيق الاستكشاف التجاري للقمر. كما أنها تمثل أول هبوط أمريكي على القمر منذ أكثر من 50 عامًا، حيث نقلت جميع الحمولات الاثني عشر المخصصة لها بنجاح، بما في ذلك 6 حمولات من وكالة ناسا (NASA) والتي شملت أجهزة لجمع البيانات العلمية.

وقد واجهت أوديسيوس تحديات عدة خلال مهمتها، بما في ذلك مشاكل في معدات الملاحة وأجهزة تحديد المدى، مما أدى إلى هبوطها في موقع غير مخطط له وانقلابها على جانبها. وعلى الرغم من هذه التحديات، يعمل فريق المهمة في هيوستن جاهدين لاستخراج أكبر قدر ممكن من البيانات قبل أن تتوقف المركبة عن العمل.

ومن جانبها، عرضت شركة إنتويتيف ماشينز، في مؤتمر صحفي عُقد يوم الأربعاء، صورًا لهبوط المركبة. وقد أكد مسؤولون من الشركة ومن وكالة ناسا أن جميع الأدوات على متن أوديسيوس تقوم بنقل البيانات بنجاح، مما دفعهم إلى إعلان نجاح المهمة، على الرغم من المصاعب الجمة التي واجهتها المركبة أثناء هبوطها.

ومن الجدير بالذكر أن أوديسيوس تعد المركبة الثانية ضمن برنامج خدمات الحمولة القمرية التجارية (CLPS) التابع لناسا، وقد دفعت الوكالة لشركة إنتويتيف ماشينز مبلغ 118 مليون دولار أمريكي لتطويرها. ومن المنتظر أن تحمل المهمة التالية للشركة مثقابًا للجليد إلى القمر، في إطار جهود ناسا الرامية إلى دعم هدفها المتمثل في إرسال رواد فضاء إلى القطب الجنوبي للقمر في المستقبل.