هذه الحشرات مذهلة في التخفي والتمويه.. حتى قبل خروجها من البيضة!

في كل مرحلة من مراحل حياتها، من البداية كبيضة حتى نموها وتطورها إلى البلوغ، استطاعت حشرات العصا والورقة، المعروفة علمياً بـ phasmids، تطوير تقنيات تمويه متميزة. هذه التقنيات تمكنها من الاندماج تمامًا مع بيئتها، مما يصعّب قدرة الأعداء على رؤيتها.

تمثل حشرات الورق والعصا، التي تندرج تحت فصيلة Phasmids، مثالًا بارعًا على فن التمويه في عالم الحشرات. فهذه الحشرات تظهر بمظهر يشبه الأوراق والأغصان وقشرة الأشجار، ويعتبر تاريخها التطوري دليلاً على مدى فعالية التنكّر كوسيلة لضمان البقاء.

حشرة الورق الماليزية العملاقة، باسم Pulchriphylllium giganteum، هي إحدى أبرز الأمثلة على هذا. تبدأ هذه الحشرة حياتها بلون بني مائل إلى الحمرة، لكنها تتغير بمرور الوقت، حيث تأخذ اللون الأخضر بعد تغذيتها على الأوراق في مواطنها.

يشير الخبير في علم الحشرات، ثيس بوشر، إلى أن هذه الحشرات تميل بشكل عام إلى اتباع نمط حياة ثابت يتماشى مع النباتات التي تحاكيها. مع مرور الزمن، تتطور هذه الحشرات لتتناسب بشكل أمثل مع بيئتها، مما ينتج عنه تنوعًا في الأنواع في أنحاء مختلفة من العالم. فبعض الحشرات الورقية قد تظهر بلون بني في المناطق الجافة، في حين تتجه نظيراتها في الغابات المطيرة إلى اللون الأخضر.

وفي إطار البحث عن التفاصيل الدقيقة، قام المصور ليفون بيس بالتركيز على جمال بيض هذه الحشرات الذي يميل الكثيرون إلى تجاهله. إذ يشبه هذا البيض البذور في الكثير من الأحيان، ولكنه مزود بآليات دفاعية خاصة. فبيض حشرة العصي الشائكة العملاقة، والمعروفة باسم Extatosoma tiaratum، يتم احتضانه من قبل النمل العنكبوتي. وعندما تفقس هذه الحشرات، تظهر بمظهر يشبه النمل الذي حمل بيضها، مما يمنحها طبقة إضافية من الحماية. ومع تقدمها في العمر، تتغير ملامحها لتبدو مثل لحاء الأشجار وأخيرًا تمتزج بالأوراق.

تتميز الحشرة العصية الأوروبية، المعروفة باسم Bacillus rossius rossius، بتغيير لونها استنادًا إلى المنطقة التي تأتي منها. بينما يشبه بيض الحشرة Phyllium Letiranti، الذي يأتي من إندونيسيا، بذور نبات اللبلاب الاستوائي. ولا يعتمد هذا البيض على التمويه للبقاء فقط، بل أيضًا يمتلك خصائص متميزة، مثل القشرة الصلبة التي تساعد في التحكم في الرطوبة والإشعاع، وبقع سوداء قد تساهم في تنظيم الحرارة.

في الوقت نفسه، الحشرة Orestes draegeri تضع بيضًا يحتوي على شعيرات تشبه الفيلكرو، مما يساعد في تثبيته في مكانه. بالنسبة للحشرة العصوية رامولوس ميكادو، التي تنحدر من جزر اليابان، فهي تملك طريقة تكاثر غير تقليدية. رغم الاعتقاد السابق بأن الطيور قد تكون المسؤولة عن نشر بيضها، تبين أنه عندما تتم مهاجمة الأم من قبل الطيور، قد يظل لديها بعض البيض القادر على البقاء والتفقيس في وقت لاحق.

عالم الـ phasmids يُظهر براعة الطبيعة في التكيف والتطور. من بيضة صغيرة إلى حشرة ناضجة، تُبدي هذه الحشرات مهارات فائقة في فن التخفي والتمويه. وهي تؤكد بشكل حقيقي على المثل المعروف: "أنت بما تتناوله من طعام".