هل تخطط لشراء جهاز كمبيوتر مكتبي؟ إليك كل ما تحتاج لمعرفته قبل شراء جهاز كمبيوتر جديد

النضال الحقيقي هو شراء أجهزة الكمبيوتر تحديًا كبيرًا بالنسبة للمبتدئين. حتى الخبراء، الذين يُمكنهم سرد أسماء أجيال شرائح إنتل المختلفة على أصابعهم، قد يجدون أنفسهم أحيانًا أمام صفقات غير موفقة. أود أن أقول لك: لا تلم نفسك، وقُم بأفضل بحث ممكن. يجب علينا جميعًا التوقف لحظةً لفهم معاني هذه المصطلحات التقنية قبل أن تحاول الشركات إقناعنا بشراء جهاز كمبيوتر باهظ الثمن، والذي قد يكون أقل قيمة مقارنةً ببديل أرخص.

من الأفضل أن تعرف الغرض من استخدامك للكمبيوتر قبل أن تُخاطر بإنفاق آلاف الدولارات. هناك العديد من الخيارات عالية الجودة والمناسبة للميزانية، مثل أجهزة كروم بوك أو حتى جهاز لوحي متين يمكن أن يلبي احتياجاتك إذا كنت ترغب فقط في جهاز لتصفح الإنترنت ومشاهدة الفيديوهات.

ربما بدأت بالفعل رحلتك في استكشاف عالم الكمبيوتر الشخصي، وتحديد النوع الذي ترغب في اقتنائه، سواء أكان جهاز كمبيوتر مكتبيًا أم محمولًا أم نوعًا ما بينهما. ومع ذلك، ينبغي علينا أن نفرّق بين أنواع أجهزة الكمبيوتر المنزلية المختلفة، لأن هذا التمييز قد يُغير من طريقة تفكيرنا بشأن الكمبيوتر الثابت مقابل الكمبيوتر المحمول.

لقد بقيت أجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى حد كبير كما هي، على الرغم من أن الاتجاه السائد اليوم يسعى إلى الجمع بين الأداء العالي والقابلية للحمل في التصميم التقليدي. هناك فرق شاسع بين كمبيوتر محمول مخصص للألعاب عالي الأداء مثل Razer Blade 16 وآخر موجه للعمل كـ MSI Prestige 16 Evo، سواء من حيث الأداء أو السعر. تتجه الأجهزة الجديدة نحو استخدام تقنية OLED، التي تُحسّن من عمق الألوان وكفاءة الطاقة بشكل ملحوظ مقارنةً بشاشات LCD التقليدية، لكن الشاشة الأفضل تأتي بتكلفة أعلى. إذا كنت تُفضّل شاشة تعمل باللمس، يُمكنك النظر في جهاز 2 في 1 مثل Microsoft Surface Laptop Studio 2، الذي يتيح لك طي الشاشة 180 درجة لاستخدامه كجهاز لوحي.

بعض الشركات تحاول كسر النموذج التقليدي للكمبيوتر المحمول. مؤخرًا، قدمت HP جهاز Spectre Fold، وهو كمبيوتر محمول باهظ الثمن يصل سعره إلى 5000 دولار، يُمكن تحويله إلى كمبيوتر سطح مكتب وجهاز لوحي بفضل شاشته القابلة للطي. يوجد عدد قليل من النماذج القابلة للطي الأخرى، لكن يُفضل اعتبارها نماذج أولية. كما يوجد Asus Zenbook Duo، الذي يضم شاشتين في وحدة واحدة مع لوحة مفاتيح قابلة للفصل. هذه التصميمات لا تزال جديدة، وإذا كنت مهتمًا بالحوسبة المحمولة فقط، قد يكون من الأفضل النظر في الكمبيوتر اللوحي أو الكمبيوتر المحمول التقليدي.

تُقسّم أجهزة الكمبيوتر المكتبية بناءً على حجمها والمساحة التي تشغلها. الأبراج الكبيرة في الطرف العلوي من السوق يُمكن أن تصل إلى حجم مكتبك، وهي تُستخدم عادةً من قبل اللاعبين المتحمسين أو للمهام التي تتطلب معالجة مكثفة. هذه الأجهزة محل تقدير كبير من قبل الهواة الذين يُفضلون تجميع أجهزتهم بأنفسهم. يُمكن شراء كمبيوتر مكتبي كبير الحجم مُجهز مسبقًا بمبلغ كبير، لكن هناك العديد من الشركات التي تقدم أجهزة مكتبية أصغر حجمًا وأكثر إحكامًا في علب مُصغّرة. وبالطبع، هناك الأجهزة "الكل في واحد" مثل iMac وHP Envy الجديدة، التي تُقلّل من إجمالي مساحة سطح المكتب المطلوبة.

يُقاس أداء وحدات المعالجة المركزية (CPUs) بالسرعة المُعبر عنها بالجيجاهرتز (GHz)، وبعدد النوى التي تحتويها. توفر سرعة المعالج، المُقاسة بالجيجاهرتز، مؤشرًا أوليًا على قدرته، حيث تتراوح السرعات من 1 جيجاهرتز إلى أكثر من 6 جيجاهرتز في الطرازات الراقية. ومع ذلك، لا يجب الاعتماد على سرعة الساعة وحدها في تقييم الأداء. النوى في وحدة المعالجة المركزية يُمكن تخصيصها لمهام معينة، كما في معالج Intel Core i9-14900K الذي يضم 24 نواة، مُقسمة بين نوى الأداء والكفاءة لتنفيذ مهام مختلفة.

زيادة عدد النوى تعني تحسين الكفاءة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن وحدة المعالجة المركزية أفضل بسبب احتوائها على العديد من النوى. النوى يُمكن أن تُقسم إلى خيوط متعددة، مما يزيد من القدرة على التعامل مع المهام المتعددة. تُعرف هذه التقنية بـ Hyper-threading لدى Intel، ويُشار إليها عمومًا بالخيوط المتعددة أو "multithreading" و"threads".

من الجدير بالذكر أيضًا أن التقنيات الحديثة للرسومات المدمجة أصبحت متقدمة للغاية، بحيث أنه في العديد من الحالات، لا تحتاج إلى وحدة معالجة رسومات مخصصة إلا للمهام الأكثر تطلبًا، مثل الألعاب الثقيلة أو الرسومات ثلاثية الأبعاد. ولذلك، قد تجد مواصفات "Intel Arc" مذكورة ضمن قائمة مواصفات الأجهزة التي تستخدم رسومات Intel المدمجة.

وتقودنا هذه النقاط إلى APU أو وحدة المعالجة المسرعة، التي تجمع بين المعالجة المركزية ومعالجة الرسوم في شريحة واحدة. AMD هي من أوجدت فكرة APU في عام 2011، ولكن أصبحت هذه التقنية شائعة للغاية حتى أن شرائح M-series من Apple، التي تُستخدم في منتجاتها من MacBooks إلى سماعة الرأس Vision Pro الجديدة، يُمكن اعتبارها وحدات APU متقدمة. تُظهر قوة شريحة M3 Max القدرات الهائلة لوحدات APU الحديثة على التعامل مع مختلف المهام.

أصبح التفريق بين وحدات المعالجة المركزية ووحدات معالجة الرسومات غير واضح إلى حد كبير، بحيث أن العديد من الأجهزة، خاصة تلك التي تقل تكلفتها عن 1500 دولار، لا تحتاج إلى وحدات رسومات مخصصة.

يُطلق البعض على وحدة معالجة الرسومات اسم بطاقة الرسومات، وهي تعبير عن الوحدات الكبيرة التي يتم تركيبها في أجهزة الكمبيوتر للألعاب أو للمهام الثقيلة مثل العرض ثلاثي الأبعاد. وحدة معالجة الرسومات تعتبر من المكونات الأساسية والمعقدة في الكمبيوتر، وقد تكون الأغلى سعراً، خصوصاً إذا ما تم شراؤها بشكل منفصل. أسعار بطاقات الرسومات المتطورة قد تتجاوز الـ 1500 دولار أمريكي، وحتى البطاقات المتوسطة قد تصل إلى أكثر من 300 دولار أمريكي.

يتم تقييم وحدات معالجة الرسومات بناءً على عدة معايير منها سرعات الساعة، لكن الأهم هو حجم ذاكرة الفيديو التي قد تتراوح بين 4 إلى 16 جيجابايت، وهو ما يحدد قدرتها على الأداء بدقة 4K. لتقييم أداء جهاز كمبيوتر مكتبي أو محمول، يُنصح بالبحث عن معايير لأنظمة مماثلة تستخدم نفس المواصفات.

ذاكرة الوصول العشوائي تُعرف أيضاً بالذاكرة المدمجة في بعض الأحيان، وهي تختلف عن تخزين الكمبيوتر. تُمثل ذاكرة الوصول العشوائي قدرة الكمبيوتر على قراءة البيانات بسرعة عالية وتُقاس بالجيجابايت. السعة الأكبر تعني قدرة أفضل على المعالجة مع زمن انتقال أقل. يجب أن تكون سعة ذاكرة الوصول العشوائي لأي جهاز كمبيوتر لا تقل عن 16 جيجابايت لتنفيذ المهام بفاعلية أكبر.

التخزين في الأجهزة الحديثة يعتمد بشكل كبير على محركات الأقراص الصلبة من نوع SSD لسرعتها العالية وتأثيرها الملحوظ على أداء الكمبيوتر. محركات الأقراص الثابتة أصبحت أقل شيوعاً بسبب بطئها مقارنة بـ SSD. السعة الإجمالية لمحرك الأقراص الصلبة مهمة جداً، ولا يُنصح بأقل من 500 جيجابايت، لكن الأمثل هو 1 تيرابايت لاستيعاب البرامج والألعاب الكبيرة.

عمر البطارية في الكمبيوتر المحمول يُقاس بالساعات، ويعتمد بشكل كبير على قوة الجهاز وكيفية استخدامه. بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر المكتبية، وحدة تزويد الطاقة تلعب دوراً حاسماً في تحديد الأداء والكفاءة. يجب البحث جيداً قبل شراء وحدة تزويد الطاقة لضمان جودتها وتوافقها مع مكونات الكمبيوتر الأخرى.

تعتبر تقنية العرض من الجوانب المعقدة في الحواسيب، إذ تتطلب فهمًا عميقًا لمفاهيم مثل كثافة البكسل، نوع الشاشة، درجات الدقة، ومعدلات التحديث. لحسن الحظ، هناك العديد من الموارد المتاحة لتوضيح هذه المفاهيم، مما يسهل اتخاذ قرارات الشراء المناسبة. قد يكون من الضروري النظر في شراء شاشة منفصلة عند البحث عن حاسوب مكتبي، بينما يجب على المستخدمين فهم كيفية تقييم جودة الشاشة في الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية.

الشاشات تأتي بأنواع متعددة، أكثرها شيوعًا هي شاشات الكريستال السائل، المعروفة باسم LCD، والتي تستخدم بلورات سائلة لعرض الصور. تنقسم شاشات LCD إلى فئات مختلفة مثل IPS، VA، وTN، كل منها يقدم اختلافات في تباين الألوان والسطوع. بالإضافة إلى ذلك، هناك تقنية OLED، التي تستخدم عناصر بكسل عضوية لتوفير تباين ألوان ممتاز واستهلاك طاقة أقل، لكنها تميل إلى أن تكون أكثر تكلفة.

دقة الشاشة تعتمد على عدد البكسلات في كل بُعد من أبعاد الشاشة، وتؤثر مباشرة على وضوح الصورة. من المهم ملاحظة أن شاشات ذات دقة عالية تتطلب حواسيب قوية لتشغيلها بفعالية. معدل التحديث، المقاس بالهرتز، يحدد مدى سرعة تجديد الصور على الشاشة، وشاشة بمعدل تحديث عالٍ تعد مثالية للألعاب وتطبيقات الفيديو الديناميكية.

نظام التشغيل هو جزء أساسي من الحاسوب، ويأتي عادةً محملًا مسبقًا على الجهاز. الأكثر شيوعًا هو نظام ويندوز من مايكروسوفت، بينما تستخدم أجهزة آبل نظام macOS. هناك أيضًا أنظمة تشغيل أخرى مثل لينكس، والتي توفر خيارات مفتوحة المصدر للمستخدمين. من المهم الاختيار بناءً على الاحتياجات الشخصية والتفضيلات، حيث يمكن أن تختلف تجربة المستخدم بشكل كبير بين هذه الأنظمة.

في الختام، يجب على المشترين النظر بعناية في تقنية العرض ونظام التشغيل عند اختيار حاسوب مكتبي، مع الأخذ بعين الاعتبار الميزانية والاحتياجات الخاصة لضمان اختيار الجهاز المناسب.