تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل كان السل سببًا في انقراضهم؟ أثبتت دراستان جديدتان وجود مرض السل في بقايا إنسان النياندرتال

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

3 د

كشف تحليل الحمض النووي لعظام إنسان النياندرتال في أوروبا إصابتهم بمرض السل، وهذه هي المرة الأولى التي يُعرَف فيها هذا المرض لدى إنسان النياندرتال، مما يثير تساؤلات حول دور مرض السل في انقراضهم.

دراستان نُشرتا في ديسمبر 2023 تؤكد وجود مرض السل في بقايا إنسان النياندرتال في كهف سوباليوك بالمجر، وتاريخ وفاة الطفل والمرأة يقدر بحوالي 33-34 ألف عام و37-38 ألف عام على التوالي.

الاكتشاف يشير إلى احتمال تأثير مرض السل في انقراض إنسان النياندرتال، حيث كانوا قد أُصيبوا به من خلال صيد وتناول الحيوانات المصابة بالسل، ويفتح هذا الاكتشاف آفاقًا لفهم تأثير الأمراض على تطور الإنسان وانقراض بعض الفصائل.

كشف تحليل جديد للحمض النووي لعظام إنسان النياندرتال أن هذا الإنسان الذي عاش في أوروبا الوسطى منذ حوالي 35 ألف عام كان يعاني من مرض السل. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التعرف على هذا المرض لدى إنسان النياندرتال، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان مرض السل قد ساهم في انقراضهم.

في دراستين بحثيتين نُشرتا في مجلة Tuberculosis في ديسمبر 2023، أعاد فريق دولي من الباحثين تحليل بقايا الهيكل العظمي لاثنين من إنسان النياندرتال المكتشفين في كهف في المجر عام 1932، وقام فريق آخر باختبارهما بحثًا عن البكتيريا المسببة لمرض السل.

كان يتم استخدام كهف سوباليوك، الواقع في جبال بوك في شمال المجر، كمأوى للحيوانات والبشر عدة مرات على مر القرون ويعتبر موقعًا مهمًا للغاية من العصر الحجري القديم. وكانت بقايا أشباه البشر التي تم العثور عليها في إحدى تلك الطبقات بالقرب من المدخل لامرأة بالغة وطفل يتراوح عمره بين 3 إلى 4 سنوات عند الوفاة.

ونظرًا لمزيج السمات البشرية والنياندرتال على الهياكل العظمية، افترض الباحثون منذ فترة طويلة أن بقايا سوباليوك تمثل بعضًا من آخر إنسان نياندرتال في أوروبا الوسطى. وأكد التأريخ الكربوني للبقايا في أوائل عام 2023 أن الطفل توفي منذ حوالي 33 ألف إلى 34 ألف عام، بينما توفت المرأة في وقت سابق، منذ حوالي 37 ألف إلى 38 ألف عام.

ومن المثير للاهتمام بالفعل تواريخ وفاتهم الحديثة نسبيًا، حيث إنقرض إنسان نياندرتال في هذا الوقت تقريبًا، وتحمل عظام أفراد سوباليوك أدلة إضافية حول حياتهم - وربما حول وفاتهم. حيث تم العثور على أدلة واضحة على وجود عدوى في الهيكل العظمي لدى كلا إنساني النياندرتال.

تعكس هذه التغيرات في الهيكل العظمي فقدان العظام، مما يؤدي إلى حدوث ثقوب؛ ثم يتم ملء الثقوب بعظم جديد. في حين أن تلك التغيرات يمكن أن تحدث بسبب عدد من الأمراض، مثل السرطان، فإن موقعها ونمطها داخل أجسام إنسان نياندرتال سوباليوك يشير بقوة إلى تشخيص مرض السل، حسبما قال الفريق الذي يقوده جيورجي بالفي من جامعة سيجد في المجر.

ولاختبار هذا التشخيص، أخذ فريق البحث بقيادة أونا لي من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة عينات من العظام من الهيكلين العظميين وقاموا بتحليلها بحثًا عن وجود الحمض النووي لمرض السل . كلاهما كان إيجابيا. بالإضافة إلى ذلك، تدعم طريقة تسمى  spoligotyping - والتي تُستخدم لتحديد التسلسل الجيني لمرض السل في عينة - تشخيص الطفل، في حين أن تحليل العلامات الحيوية للدهون، وهو مفيد في توصيف مجتمعات الميكروبات في العينة، اقترح أيضًا أن كلا إنساني النياندرتال كان لديه مرض السل.

وكتب بالفي وزملاؤه في إحدى الدراسات الجديدة : "استنادًا إلى كل من الملاحظات المورفولوجية، يمكننا أن نستنتج أن مرض السل كان موجودًا في أوروبا الوسطى خلال العصر البليستوسيني المتأخر، منذ حوالي 36 إلى 39 ألف سنة" .

ويثير اكتشاف مرض السل لدى إنسان النياندرتال سؤالا إضافيا: كيف أصيبوا به؟ تشير الأدلة على وجود مرض السل في الحيوانات الكبيرة في جميع أنحاء أوروبا القديمة، وخاصة في البيسون، إلى أنه من المحتمل أن إنسان النياندرتال الذين كانوا يصطادون هذه الحيوانات ويأكلونها أصيبوا بالسل منها.

وقال كوري فيليبيك، عالم الأحياء القديمة بجامعة ديربي في المملكة المتحدة والذي لم يشارك في الدراسات: إن الدراسات "توفر نهجًا مثيرًا للاهتمام يتجاوز نطاق فهم جنسنا البشري للمرض" و أن البحث "قد يوفر وسيلة لكيفية تمكين السلوك البشري - وغير البشري - لمسببات الأمراض هذه من أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من مشهد الأمراض لدينا".

ذو صلة

ومن الجدير بالذكر أن الأبحاث المستقبلية على هذا المنوال يمكن أن توفر أدلة جديدة على الأمراض التي أصابت إنسان النياندرتال وربما أسباب انقراضهم، وفقًا لفريق البحث.

ويُذكر أيضًا أن لي وبالفي وزملاؤهما خلصوا إلى أن نتائجهم تدعم "احتمال أن السل ساهم في انقراض إنسان النياندرتال" واقترحوا أن الفرضية "يجب التحقيق فيها بشكل شامل".

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة