تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل يمكنك فعلاً التفكير في “لا شيء”؟ كيف يصبح الفراغ ملهمًا!

مريم مونس
مريم مونس

2 د


"-بماذا تتأمل؟
-لاشيء"

مشهد يتكرر معنا كثيرًا وله خلفيات أعقد مما نتصور. إذ  تعتبر المسألة المتعلقة بإمكانية التفكير في "العدم" قضية مثيرة للإعجاب، تمس جوهر الوعي والتفكير الإنساني. يظهر هذا السؤال في البداية كأنه يحمل تناقضًا. فالتأمل في "العدم" يوحي بطريقة ما بالتفكير في "شيء" معين. رغم ذلك، يحثنا هذا البحث على تقصي أعماق عقولنا وأساسيات التفكير.


الطبيعة الغامضة لـ "العدم"

عندما نسعى للتأمل في "العدم"، نكتشف غالبًا أن عقولنا تغمرها تيارات من الأفكار والصور والمشاعر. يبدو كما لو أن العقل يرفض الفراغ، ويسارع إلى ملء أي فجوة بالمحتوى. تشير هذه الظاهرة إلى أن السكون الذهني التام قد يكون مثالًا يصعب تحقيقه على أرض الواقع للكثيرين.

تكمن محاولات الإنسان لخوض تجربة الفراغ الذهني في جوهر سعيه للتأمل، حيث يطمح الأشخاص إلى تطهير أذهانهم والاندماج الكامل مع اللحظة الراهنة أو التركيز على عنصر بسيط يسترعي اهتمامهم. حتى الأفراد ذوو الخبرة العميقة في ممارسة التأمل يواجهون تحديات جراء تسلل أفكار ومشاعر عرضية إلى فترات تأملهم. بطريقة مماثلة، يروي الفنانون والمبدعون عن تجاربهم مع "حالة الانسياب"، حيث يميل كل من الزمن والإدراك الذاتي إلى الذوبان والاختفاء، لكن هذه الحالة لا تمثل فراغاً في الفكر، بل هي انغمار شامل في مهمة معينة تستحوذ على كل الاهتمام والتركيز.

أما عن حقيقة عقولنا، فإن الرغبة في الوصول إلى حالة التفكير في "لا شيء" تفضح الكثير عن طبيعتنا الإنسانية وتكشف عن مدى إصرارنا على البحث عن الهدوء والسلام في عالم يسوده الضجيج والاضطراب. تذكير قوي بأن عقولنا تمثل مشاهد حيوية متألقة، مفعمة بصدى تجاربنا، مخاوفنا، آمالنا، وأحلامنا.

ذو صلة

في مسعانا نحو التأمل في العدم، نصطدم بجوهر وجودنا الأساسي، وهو أن الحياة تعني بالضرورة أن نكون محاطين بالأفكار والعواطف والإحساسات. هذا الإدراك، مع أنه قد يكون مربكاً ومثقلاً، يحمل في طياته تحريراً عظيماً ويدعونا إلى تقبل واحتضان كافة جوانب حياتنا الذهنية والعاطفية بكل ما فيها من تعقيد.

إذًا، هل من الممكن التفكير في الـ لا شيء؟ قد تكون الإجابة معقدة ومتنوعة مثل الأفراد الذين يفكرون فيها. شاركنا رئيك.. هل قاطعك أحدهم ذات مرة بسؤاله: ما هذا الشرود.. بماذا تتأمل؟ وكان جاوبك أفكر في الـ لا شيء؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة