الروبوتات تتقدم إلى المدارس.. فهل ستلغي دور المعلمين البشريين؟

 في العصور القديمة، كان التعليم في الصفوف الأولى يعتمد بشكل كبير على التفاعل الإنساني المباشر، حيث يقوم المعلم بتبسيط المعلومات الصعبة وتقديمها للطلاب الصغار بطرق جذابة ومبتكرة. ومع تطور التكنولوجيا، تتجه العديد من المدارس نحو استخدام الذكاء الصناعي لمساعدة الطلاب في التعلم. ويبدو أن الدور التالي الذي ستلعبه التكنولوجيا في التعليم هو الدمج الكامل للدروس الأساسية مع التعلم الذاتي الذي يقوده الذكاء الصناعي.

إنها مسألة وقت فقط قبل أن يقوم الروبوتات التعليمية بالتدريس في المدارس الابتدائية. إذ يثبت الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد أنه قادر على تسريع الأثر الذي يحدثه المعلمون في الطلاب ويساعد في حل مشكلة نقص المعلمين. قال بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، إن الروبوتات الدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تعلم الأطفال القراءة في 18 شهرًا بدلاً من السنوات.

يمكن للذكاء الاصطناعي، وبالأخص الدردشة الآلية المدعومة بنماذج لغوية كبيرة، أن يساعد الطلاب، بدءًا من التعليم الابتدائي حتى برامج التحصيل الأكاديمي، وذلك عن طريق التوجيه الذاتي من خلال المواد الدراسية الكبيرة وتكييف تعليمهم مع أساليب التعلم الخاصة بهم.

يشير داني كينغ، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لـ Accredible، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يملأ الفجوة التعليمية عن طريق إزالة المعلمين من التعلم الروتيني وتركيزهم على ما يكون له تأثير في حياة الطلاب. يمكن للتعليم المدعوم بالذكاء الاصطناعي أيضاً توفير بيانات أكثر تفصيلاً للمعلمين حول طلابهم وتوليد مواد تعليمية على الفور.

بالرغم من وجود تحديات تتعلق بدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية، فإن الفوائد المحتملة تتجاوز هذه التحديات. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل التعليم أكثر عدالة ويقلل من عدد الطلاب الذين يتم تجاهلهم. وتقول سارة غوو، المؤسسة والشريكة الإدارية في شركة الرأس المال الاستثماري في مرحلة ما قبل التأسيس Conviction، "يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة الوصول إلى التعليم الجيد ومن ثم تعزيز العمل الرائع الذي يقوم به المعلمون".