7 تقاليد رمضانية مميزة حول العالم.. كيف يعبر المسلمون عن أنفسهم في رمضان؟

يستقبل المسلمون في الدول العربية وحول العالم شهر رمضان المبارك بروحانيات عميقة وفرحة غامرة، معبرين عن ذلك بتقاليد وطقوس تتسم بالتنوع والثراء الثقافي. تزدهر مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل، مجسدةً وحدة الأمة الإسلامية وتفردها في الوقت نفسه. تتميز كل دولة بعاداتها الخاصة التي تنقل روح رمضان بأسلوب يعكس تراثها الغني وتاريخها العريق. من الفوانيس المضيئة في شوارع مصر إلى احتفالات حق الليلة في الإمارات، ومن تقليد النفار في المغرب إلى لعبة المحيبس في العراق، تتشابك هذه التقاليد لتشكل لوحة متعددة الألوان تحتفي بشهر الصوم والعبادة.

يحتفي المصريون بقدوم شهر رمضان المبارك سنويًا من خلال إضاءة الفوانيس الملونة التي تعتبر رمزًا للوحدة والبهجة خلال هذا الشهر الفضيل. على الرغم من أن هذا التقليد يحمل طابعًا ثقافيًا بشكل أساسي، إلا أنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان، مما يجعل له أهمية روحية كبيرة. تتعدد الروايات حول أصول هذا التقليد، ولكن الرواية الأشهر تذكر أن الفانوس ظهر للمرة الأولى خلال عهد الدولة الفاطمية.

تتميز البوسنة والهرسك بتقليد رمضاني فريد يتمثل في إطلاق المدافع قبل موعد الإفطار. ما يجعل هذا التقليد مميزًا هو استخدام مدافع قديمة تعود لمئات السنين وقد توارثتها الأجيال. استمر هذا التقليد على مر القرون في شهر رمضان، ويحرص السكان المحليون على مشاهدة هذه العادة ويعبرون عن فرحتهم بالهتاف عند إطلاق المدافع.

تعج شوارع جنوب آسيا بالاحتفالات في الليلة الأخيرة من شهر رمضان، المعروفة بـ "تشاند رات" أو ليلة القمر، حيث يتبادل الناس الحلويات. تقصد النساء متاجر المجوهرات وأكشاك الحناء لشراء الأساور وتزيين أيديهن بالحناء. تعتبر الحناء تقليدًا رمضانيًا قديمًا في هذه الدول، وفقًا لموقع Ielc.co.id.

بعد وجبة الإفطار، يتجمع العراقيون لممارسة لعبة تقليدية تُعرف باسم المحيبس. تشهد هذه اللعبة، التي يغلب عليها الطابع الذكوري، مشاركة مجموعتين تضم كل منهما من 40 إلى 250 لاعبًا. يتناوب اللاعبون على إخفاء حلقة المحيبس، وتعتمد اللعبة بشكل أساسي على الحيلة والاستراتيجية للتعرف على الشخص الذي يخفي الحلقة من خلال تحركاته وإشاراته.

يشبه تقليد "حق الليلة" في الإمارات من حيث المبدأ تقليد "خدعة أو حلوى" المعروف في الثقافة الغربية. يُقام هذا التقليد في الخامس عشر من شعبان، الشهر الذي يسبق رمضان. خلال هذا اليوم، يتنقل الأطفال في أحياءهم جمعًا للحلوى والمكسرات داخل حقائب يدوية يطلق عليها "الخريطة"، مرددين الأغاني التقليدية بحماس كبير.

خلال شهر رمضان، يستقبل المغاربة النفار (المسحراتي)، وهو شخص يرتدي ملابس تقليدية ويتجول في الشوارع لإيقاظ الناس. تتكون ملابسهم من الجندورة، والنعال، والقبعات، ويعلنون عن بداية الفجر بألحانهم الخاصة. يستخدمون الأبواق في تجوالهم بين الأزقة لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور، مواصلين تقليدًا تاريخيًا بدأ في الشرق الأوسط ووصل إلى المغرب، وتعود جذوره إلى القرن السابع.

لأكثر من قرن من الزمان، يحتفل مجتمع الروما المسلم في ألبانيا، الذي تربطه جذور تاريخية بالإمبراطورية العثمانية، ببداية ونهاية شهر الصيام من خلال أغانيهم التقليدية. يجتمعون يوميًا خلال رمضان في الشوارع للعزف على اللودرا، وهي طبلة يصنعونها بأيديهم من طبقات الجلد. تدعو العائلات المسلمة في ألبانيا قارعي الطبول إلى منازلهم لأداء الأغاني الشعبية التقليدية كجزء من احتفالات الإفطار.