من الفكرة إلى النموذج الأولي.. كيف تحول فكرتك إلى منتج رقمي ناجح يلفت الأنظار؟
6 د
هل قمت يومًا بالتحقق من رصيدك المصرفي من هاتفك؟ أو استخدمت نظام الملاحة في رحلتك؟ أو حتى طلبت من من مشغل الأغاني"Alexa" أغنية ما أثناء تحضير العشاء؟ هذه فقط بعض الأمثلة على المنتجات الرقمية التي أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية.
تستند هذه المنتجات في جوهرها إلى البرمجيات، إذ صُممت لتسهيل حياتنا ومساعدتنا في تنفيذ المهام اليومية. والجميل في هذه المنتجات هو أنها كانت في الأصل مجرد أفكار تهدف إلى حل مشكلة معينة. فلنأخذ أوبر كمثال: في 2008، اجتمع غاريت كامب وترافيس كالانيك وهما يواجهان تحديًا بسيطًا هو: البحث عن وسيلة نقل في مدينة سان فرانسيسكو. هذا التحدي شكل بداية لفكرة جديدة، والتي الآن تُقدر قيمتها بأكثر من 89.46 مليار دولار (2).
وأنت؟ هل لديك فكرة مبتكرة لمنتج رقمي وتتساءل عن الخطوات التالية لتحقيقها. وبما أن الإحصائيات تظهر أن 9 من أصل 10 منتجات جديدة قد تواجه الفشل، سنقدم لك بعض الإرشادات لزيادة فرص نجاح منتجك.
كيفية تحويل فكرتك إلى منتج رقمي ناجح
العديد من الأفراد يملكون أفكارًا مبتكرة، لكن قليلون من يستطيعون تحويل هذه الأفكار إلى منتجات رقمية ناجحة في السوق. فكيف يمكنك أن تكون واحدًا من هؤلاء الأشخاص القلائل؟ إليك الخطوات التي سترشدك لتحقيق هذا الهدف.
1- البحث والتخطيط
ابدأ بالتحقق من صحة فكرتك عبر استكشاف السوق وجمع البيانات. يقول المثل "إن الإبداع يُشكل نسبة ضئيلة، بينما يأتي العمل الشاق بأكبر الحصص." فمثلاً، إذا كانت فكرتك هي تطبيق لتتبع العادات اليومية، فعليك أن تدرس عادات المستخدمين المحتملين، والتطبيقات المماثلة في السوق، وتحلل الفجوات التي يمكن أن يملأها منتجك.
2- تحديد الجمهور المستهدف
يجب أن تعرف من سيستخدم منتجك. اسأل نفسك:
- لمن هذا المنتج مصمم؟
- ما الذي يحتاجونه ويفضلونه؟
على سبيل المثال، إذا كنت تصمم تطبيقًا تعليميًا، فإن إجراء مقابلات مع الطلاب والمعلمين سيساعدك على فهم متطلباتهم. سيساعدك ذلك في جمع بيانات تساعد في بناء "شخصيات المستخدم"، وهي نماذج مثالية تمثل جمهورك، مما يسهل عليك التصميم لاحتياجاتهم وتوقعاتهم.
3- تقييم المنافسين
لا بد من معرفة ما يقدمه منافسوك. تخيل أنك تعمل على تطوير لعبة فيديو جديدة فقط لتكتشف أن هناك لعبة مشابهة جدًا في السوق. احرص على التعرف على ما يقدمه منافسوك وما هي نقاط الضعف في منتجاتهم. على سبيل المثال، إذا وجدت أن جميع تطبيقات تتبع النشاط البدني تفتقر إلى ميزة معينة مثل التكامل مع أنظمة غذائية، يمكن لفكرتك أن تسد هذه الفجوة وتقدم قيمة مضافة للمستخدمين.
4- رسم الخطوط العريضة لفكرتك
قبل الانغماس في التفاصيل التصميمية لمنتجك، يجب عليك تحديد الإطار العام وتحديد الوظائف الأساسية. يجب التركيز على ما يُسمى "النموذج الأولي للمنتج الأدنى" (MVP). هذا هو الإصدار الأولي من منتجك الذي يحتوي على الوظائف الأساسية المطلوبة. على سبيل المثال: إذا كنت ترغب في إطلاق تطبيق للطهي، فقد يتضمن MVP وصفات أساسية، خاصية البحث ووظيفة التقييم. الإضافات مثل الفيديو التعليمي أو التكامل مع تطبيقات الشراء قد تأتي في المراحل اللاحقة.
5- تطوير تصاميم واجهة المستخدم
تصميم واجهة المستخدم يجعل فكرتك واقعية. إذ لا يتعلق الموضوع بالجمال البصري قط، بل بكيفية تفاعل المستخدمين مع المنتج. ويجب أن تتسم واجهة المستخدم بأنها:
- عملية: حيث يمكن للمستخدمين إتمام مهامهم بكفاءة.
- منطقية: تجعل التنقل بين الصفحات طبيعيًا وبديهيًا.
- جذابة: تجعل التجربة ممتعة وجذابة.
مثال: فلتتخيل تطبيق للتواصل الاجتماعي. يجب أن تكون واجهة التطبيق نظيفة وواضحة، حيث يمكن للمستخدمين نشر تحديثاتهم، مشاهدة تحديثات الآخرين، والتفاعل معها (تعليق، مشاركة) بكل سهولة. ويمكن أن يكون هناك جزء خاص بالألعاب أو التحديات لجعل التجربة أكثر تشويقًا.
6- تطوير النموذج التجريبي
إذا كنت تود فعلاً معرفة مدى نجاح فكرتك، فالنموذج التجريبي هو الخطوة المناسبة. فهو النموذج الأولي لمنتجك، والذي أُعدّ لتوضيح الرؤية والتوجيه. الهدف هنا ليس بناء منتج نهائي، بل إظهار مفهوم العمل الأساسي.
وهناك نوعان رئيسيان من النماذج التجريبية:
- نموذج تجريبي ذو دقة منخفضة: تصميمات بسيطة وسريعة الإعداد، قد تكون على شكل رسومات يدوية أو تصاميم باستخدام أدوات بسيطة. تُستخدم هذه النماذج لاختبار الأفكار الأولية والحصول على ردود الفعل بسرعة. مثال: إذا كنت تخطط لإنشاء تطبيق للتواصل بين المعلمين وأولياء الأمور، فقد تقوم بتطوير نموذج تجريبي بسيط يُظهر واجهة رئيسية تحتوي على رسائل وإشعارات..
- نموذج تجريبي ذو دقة عالية: تصميمات مفصلة أكثر وتوفر تجربة مستخدم قريبة من الإنتاج النهائي. مثال: باستخدام أدوات مثل Figma أو Adobe XD، قد تقوم بتصميم جميع واجهات المستخدم لتطبيق التسوق الإلكتروني الخاص بك، مع تجربة التنقل الكاملة والتفاعلات.
أحد الجوانب الهامة للنماذج التجريبية هو التحقق من صحة الافتراضات والحصول على ردود الفعل. عندما تقوم بتقديم النموذج التجريبي للمستخدمين، يمكنك معرفة ما إذا كانوا يفهمون وظائف التطبيق ويمكنهم التفاعل معها بسهولة. يمكن أن تساعد هذه الملاحظات في توجيه تطوير المنتج وتحسينه.
7- تقييم استجابات المستخدم وتحسين المنتج
عندما تقوم بتطوير منتج أو خدمة جديدة، لا تقف العملية عند نقطة تقديم التصميم فحسب. فهناك حاجة للتفاعل المستمر مع المستخدمين وتقييم تجاربهم. هذه الخطوة توفر لك الرؤى اللازمة لفهم سلوك المستخدم وتوجيهاته، وتساعد في تحديد الجوانب التي قد تحتاج إلى تحسين.
هدفك هنا هو ضمان ملاءمة منتجك لتوقعات واحتياجات المستخدم. الردود المستمرة من المستخدمين وتقييمهم للمنتج تؤدي إلى تحسينات متتابعة، فهذا الإعادة التكرارية تضمن تقديم حل يركز بشكل أكبر على المستخدم.
مثال: فلنفترض أنك قمت بتطوير تطبيق دراجات نارية في المدينة لتوفير وسيلة نقل مرنة وفعالة للمواطنين والسياح في المدينة. في المراحل الأولية، قد تركز على تقديم خريطة واضحة وميزة حجز سهلة. بعد إطلاق التطبيق، قمت بجمع الآراء من المستخدمين واكتشفت أن العديدين يجدون صعوبة في تحديد مواقع الدراجات القريبة منهم. استجابةً لهذا، قررت في الإصدار التالي تحسين ميزة تتبع الدراجات في الوقت الحقيقي وإضافة إشعارات تُبلغ المستخدمين عند توفر دراجة بالقرب منهم. هذه الردود والتكيفات تعمل على تحسين تجربة المستخدم وزيادة رضاهم عن التطبيق.
بالاعتماد على هذا النهج الذي يركز على المستخدم، يمكنك ضمان تقديم منتج يتماشى مع احتياجات المستخدمين ويحقق نجاحًا طويل الأمد في السوق.
8- تحويل الأفكار إلى حقيقة باستخدام تكنولوجيا مناسبة
عقب تصميم المفاهيم والتحقق منها، يأتي دور تحويل هذه التصاميم إلى منتج فعلي وعملي. هنا يتحول الرؤية إلى واقع، حيث يقوم فريق التطوير بترجمة ما تم تصميمه إلى كود برمجي، مع الحرص على الدقة والاحترافية. خلال هذه الفترة، اختيار التكنولوجيا المناسبة يلعب دوراً حاسمًا. وبالتكنولوجيا، نعني مجموعة من الأدوات واللغات والأطُر التقنية التي ستُستخدم.
مثال: فلنتصور أنك تريد تطوير تطبيق محمول للتواصل الاجتماعي. قد تختار استخدام "React Native" كإطار عمل لتطوير التطبيق لكي يكون متوافقًا مع نظامي Android وiOS دون الحاجة لكتابة كود مُخصص لكل منهما.
9- ضمان النوعية وإطلاق المنتج
ضمان الجودة هو العمود الفقري لعملية تطوير المنتجات. فقبل أن يرى منتجك النور، يجب التأكد من أنه خالٍ من الأخطاء وأنه يعمل بشكل سلس وفعال. هذا يتطلب سلسلة من الاختبارات المختلفة، كل منها يركز على جانب معين من المنتج.
مثال: فرضًا أنك قمت بتطوير موقع إلكتروني للتجارة الإلكترونية. قبل إطلاقه، ستقوم بإجراء اختبارات على الواجهة للتأكد من سهولة التنقل، واختبارات أمان للتأكد من حماية بيانات العملاء، واختبارات الأداء للتأكد من أن الموقع قادر على التعامل مع عدد كبير من الزوار في نفس الوقت.
باستثمارك في هذه العملية، تضمن أن تقدم منتجًا ذا جودة عالية يلبي احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم، مما يعزز الثقة ويدفع بنمو عملك.
في النهاية، ليس كل ما يلمع ذهبًا، وليست كل فكرة ستصبح منتجًا ناجحًا. ولكن، باتباع الإرشادات والخطوات المذكورة، ومع الالتزام والدقة في كل مرحلة من مراحل التطوير، يمكن تحقيق النجاح المنشود وإطلاق منتج رقمي يلبي احتياجات السوق وتوقعات المستخدمين. فلن تتوقف الرحلة عند النموذج الأولي، بل هو البداية فقط لرحلة مليئة بالتعلم، التحسين المستمر، والتطور نحو الأفضل.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.