الإنترنت للجميع .. ما هو مشروع أمازون Kuiper؟

يبدو أن صراع أصحاب المراكز الأولى في قائمة بلومبرج لأغنى أغنياء العالم سينتقل من الأرض إلى الفضاء، وهذه المرة على شكل صراع لامتلاك أكبر حصة من الإنترنت الفضائي وبالتحديد بعد دخول أمازون Amazon تحت قيادة الملياردير جيف بيزوس إلى سباق الإنترنت الفضائي في منافسة مع SpaceX ونظام Starlink المملوك للملياردير الآخر إيلون ماسك للسيطرة على فضاء الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، فما هي قصة هذا الصراع الفضائي المشوّق؟

منذ أيام قليلة وبالتحديد يوم 6 أكتوبر الماضي أعلنت شركة Protoflight الذراع الفضائي لأمازون عملاق التجارة الإلكترونية عن إطلاق أول قمرين صناعيين وهما (KuiperSat-1 وKuiperSat-2) التابعان لمشروع كويبر Project Kuiper من محطة كيب كانافيرال في فلوريدا.

أمازون ستبدأ من خلال القمرين الصناعيين في الحصول على بيانات حقيقية بعد سنوات من الاختبارات المعملية وعمليات المحاكاة، إذ سيكون القمران الصناعيان عبارة عن نماذج أولية تُستخدم للحصول على البيانات ضمن شبكة فضائية مكونة من 3200 قمرًا صناعيًا تدور حول الأرض، وتعمل لتوصيل الإنترنت إلى الأرض بحلول عام 2028.

وقال راجيف باديال نائب رئيس التقنية في مشروع كويبر في بيان:"بدأنا مشروع Kuiper عام 2018 ليس فقط لربط المجتمعات المحرومة من خدمات الإنترنت والاتصال السريع، ولكن أيضًا إسعادهم بجودة خدماتهم وموثوقيتها وقيمتها، وهذه هي المرة الأولى التي تُرسل فيها أمازون أقمارًا صناعية إلى الفضاء، نحن متحمسون لإكمال المهمة."

منافستها المباشرة Starlink تنمو بسرعة منذ عام 2019، إذ تمتلك بالفعل أكثر من 4500 قمرًا صناعيًا نشطًا حول الأرض، وتقدم خدمات تجارية وسكنية لمعظم الأمريكتين وأوروبا وأستراليا، ومع وجود أكثر من مليون عميل كما أظهرت الوثائق التي حصلت عليها صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا.

إذا علمنا أن شركة Starlink وضعت خطة للمستهلك العادي يستطيع بها شراء محطة للتواصل مع الأقمار الصناعية مقابل نحو 600 دولارًا، بالإضافة إلى تكلفة الخدمة الشهرية، فإن أمازون كشفت عن ثلاثة أنواع من المحطات متفاوتة التكلفة تُلبي احتياجات كافة فئات المجتمع بأسعار تتراوح بين 400 إلى 600 دولار لكل محطة تغطية، أما عن سعر خدمات الإنترنت الشهرية التي من المفترض أن تنطلق بحلول نهاية عام 2024، فلم تكشف الشركة عن أسعارها حتى الآن.

بالنسبة إلى سرعات الإنترنت المقدمة، تقول أمازون أن المحطة الصغرى الموجه للمستهلك العادي ستصل سرعة اتصالها إلى 100 ميجابت في الثانية (Mbps)، بينما يوفر النموذج المتوسط ما يصل إلى 400 ميجابت في الثانية، بينما يوفر نموذجها الأكبر المخصص للمؤسسات والحكومات ما يصل إلى 1 جيجابت في الثانية.

على الرغم من الآمال الطموحة بثورة عالمية للوصول إلى الإنترنت، فإن مجموعة الأقمار الصناعية الضخمة اللازمة لبث الإنترنت في جميع أنحاء العالم ما زالت مثيرة للجدل.

بالفعل توجد آلاف من القطع من المكونات الفضائية تدور حول الأرض، سواء أقمار صناعية أو صواريخ أو غيرها، وكلما زاد عدد الأجسام الموجودة في الفضاء زاد احتمال حدوث تصادمات كارثية.

لجنة الاتصالات الاتحادية الأمريكية (FCC) المنوط بها إعطاء الإذن للشركات المقدمة لخدمات الاتصالات الفضائية بدأت مؤخرًا في تعزيز سياساتها المتعلقة بتخفيف الحطام الفضائي، ومن جانبها تعهدت صناعة الأقمار الصناعية بأمازون بالالتزام بأقصى الممارسات الموصى بها، بما في ذلك التعهد بإخراج الأقمار الصناعية من مدارها مع انتهاء المهمات.

يثير علماء الفلك باستمرار المخاوف بشأن تأثير جميع هذه الأقمار الصناعية الموجودة في مدار منخفض في سماء الأرض، وتناولت أمازون هذه المخاوف في بيان لشبكة CNN، قائلةً إن الشركة تتشاور باستمرار مع علماء فلك من منظمات مثل مؤسسة العلوم الوطنية.

وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة في عام 2021، لا يزال ما يقرب من 3 مليار شخصًا في العالم يفتقرون إلى الوصول إلى شبكة الإنترنت، أو حتى إلى وسائل الاتصالات الحديثة حتى يومنا هذا، لذلك فإن صراع الإنترنت الفضائي الحالي من شأنه أن يساعد بلا جدال في التغلب على صعوبات وصول الإنترنت إلى تلك المناطق وتوفير خدمات الإنترنت إلى كل سكان العالم.