مارك زوكربيرج يمر بأكثر الأيام إذلالًا في حياته.. اتهامات بالجملة وتجريم علني!

في عام 2018، توجه مارك زوكربيرج إلى مقر الكونجرس الأمريكي، محملاً بأثقل اللحظات في مسيرته المهنية. بشحوب واضح في وجهه ونظرة متوترة في عينيه، بدا زوكربيرج وكأنه يحمل عبءًا كبيرًا. ربطة عنقه كانت مربوطة بشكل فضفاض حول عنقه، وشعره المقصوص قصيرًا كان يعطيه هيئة غير مألوفة، تذكر بصورة أغسطس قيصر في تواضعه. كلماته كانت محضرة بعناية وتنطق بطريقة آلية، وعلى الرغم من أن هذا قد أعطى انطباعًا غريبًا للجمهور، إلا أن الجلسة تحولت إلى انتصار بالنسبة له.

إمبراطورية زوكربيرج كانت في قمة عظمتها، مثبتة قدرتها على التعامل مع حتى أبسط الأسئلة حول الإنترنت من قبل الحكومة. والآن، تغير زوكربيرج كثيرًا. أصبح لديه هوايات، وأسس عائلة، وحتى شعره أصبح أطول، مما جعله يبدو أكثر إنسانية. ولكن، في جلسة استماع أخرى جديدة أقيمت في يوم الأربعاء، اكتشف أن مجرد كونه إنسان لا يكفي.

واجه زوكربيرج جلسة استماع صعبة وطويلة في الكونجرس تناولت موضوع سلامة الأطفال على الإنترنت، ورافقه في ذلك قادة تكنولوجيا آخرون مثل ليندا ياكارينو من X/Twitter، وShou Chew من TikTok، وإيفان شبيغل من Snap، وجيسون سيترون من Discord. المجلس الذي كان يبدو في الماضي بسيط الفهم لنموذج ربح فيسبوك، أظهر مهارة أكبر في التعامل مع مثل هذه القضايا. ومع تقدم الجلسة، سحب السياسيون البارزون في البلاد زوكربيرج إلى مواجهة صعبة.

السيناتور مارشا بلاكبيرن وجهت اتهامًا لزوكربيرج بأن [ميتا] يسعى ليكون المنصة الرائدة للاتجار بالجنس في البلاد، وهو ما وصفه الرئيس التنفيذي بأنه "أمر سخيف". السيناتور ليندسي جراهام ذهب أبعد من ذلك ووصفه بأنه قاتل بسبب منتج يقال أنه يؤدي إلى وفاة الناس. ولكن، كانت اللحظة الأكثر دراماتيكية عندما وجه السيناتور جوش هاولي توبيخًا حادًا لزوكربيرج أمام الجمهور، مستفسرًا إذا ما كان قد قدم اعتذارًا لعائلات الضحايا الحاضرين. "هل تود الاعتذار الآن؟" سأل هاولي، مستغلاً وجود زوكربيرج على البث الوطني، ومطالبًا إياه بمواجهة الضحايا واعتذاره لهم علنًا.

في مواجهة الانتقادات والتحديات خلال جلسة استماع بالكونجرس، وجد مارك زوكربيرج نفسه مضطرًا لمواجهة الحضور مباشرة. بتردد واضح، التفت نحو الجمهور المتجمع، وبصوت خافت تقريبًا، انخفض إلى همسة أمام الميكروفونات، قدم اعتذاره قائلاً: "أنا آسف". اعترف بفظاعة الأمور التي عانت منها العائلات وأكد على الجهود المستمرة والاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها شركته لضمان عدم تكرار مثل هذه المعاناة.

زوكربيرج، المعروف بنجاحه الهائل وثروته الضخمة، لم يحظى قط بالقدر نفسه من الإعجاب الذي تلقاه العديد من نظرائه في عالم التكنولوجيا، وتم تشويه سمعته بشكل كبير على مر السنين. على الرغم من ذلك، في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد خلافه العام مع إيلون ماسك في عام 2023، حظي بدعم غير مسبوق على الإنترنت، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في صورته العامة.

لا يزال يواجه زوكربيرج تحديات كبيرة، إلا أنه بدا في أفضل حالاته البدنية بفضل تدريباته في الفنون القتالية المختلطة، وتحسن مظهره بشكل عام، بما في ذلك قصة شعره الجديدة التي لاقت إشادة، . الاتهامات الجدية التي تواجهه وشركته، بما في ذلك انتهاك الخصوصية، التحريض على العنف، خطاب الكراهية، وغيرها من المشاكل، تظل قائمة وتهدد بترك عواقب دائمة على إرثه.

رغم كل شيء، يظل زوكربيرج يحافظ على مظهره المتجدد وفكره المتفائل، ربما كنقطة ضوء في مواجهة التحديات الصعبة. وفي هذا السياق، يبدو أن قصة شعره الجديدة تمثل بارقة أمل صغيرة ولحظة للاحتفال في مسيرته المضطربة.