تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ما هو مشروع Starlink للإنترنت الفضائي؟ .. وهل سيكون البديل للوضع الحالي؟

ما هو مشروع Starlink للإنترنت الفضائي؟ .. وهل سيكون البديل للوضع الحالي؟
مصطفى محمود
مصطفى محمود

8 د

هل تساءلت يومًا كيف سيكون الأمر لو كان بإمكانك الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة من أي مكان في العالم؟ أو هل تساءلت يومًا كيف سيكون الأمر لو لم تكن مقيدًا بحدود النطاق العريض الأرضي؟ إذا كان الأمر كذلك، فإليك خبر سار لك مشروع Starlink هو هنا لجعل هذا الحلم حقيقة.

مشروع Starlink هو مشروع لشركة SpaceX، وهي شركة تصنيع الصواريخ والخدمات الفضائية المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، ويهدف المشروع إلى توفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمناطق النائية في جميع أنحاء العالم.

إذا نجحت فستكون خدمة Starlink ثورة في عالم الاتصالات، وستسمح للأشخاص الذين يعيشون في المناطق النائية بالوصول إلى الإنترنت عالي السرعة لأول مرة، وستفتح آفاقًا جديدة للتعلم والعمل والترفيه في جميع أنحاء العالم، فما هو مشروع Starlink الفضائي؟ وكيف يمكن استخدامه؟


مشروع ستارلينك - ما هو؟


مشروع ستارلينك هو مشروع طموح لشركة سبيس إكس لإنشاء شبكة ضخمة من الأقمار الصناعية التي توفر خدمة إنترنت عالية السرعة إلى جميع أنحاء العالم بما في ذلك المناطق النائية، ويهدف المشروع إلى إطلاق 42,000 قمرًا صناعيًا في مدارات منخفضة حول الأرض، مما سيوفر تغطية شاملة للإنترنت.

يتكون كل قمر صناعي من ستارلينك من لوح شمسي ومحرك دفع ومجموعة من الهوائيات، وتستخدم الأقمار الصناعية تكنولوجيا الأقمار الصناعية الثابتة بالنسبة للأرض، مما يعني أنها تظل ثابتة في مكانها بالنسبة للأرض، مما يوفر اتصالًا ثابتًا بالإنترنت.

بدأت سبيس إكس في إطلاق أقمار ستارلينك في عام 2019، وفي عام 2023 يوجد أكثر من 4,500 قمرًا صناعيًا حول الأرض، ومن المتوقع أن يكتمل المشروع بحلول عام 2027، وتُعد أقمار Starlink من الجيل الثاني أثقل بثلاث مرات تقريبًا من الأقمار الأقدم، إذ يبلغ وزنها 800 كيلوغرام عند الإطلاق، مقارنةً بـ 260 كيلوغرامًا للأقمار الأقدم.

مشروع ستارلينك له القدرة على إحداث ثورة في الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم، إذ يمكن أن يوفر خدمة إنترنت عالية السرعة وبأسعار معقولة للأشخاص الذين يعيشون في مناطق لا تتوفر فيها خدمة إنترنت تقليدية، ومع ذلك، فقد أثار المشروع أيضًا مخاوف بشأن التأثير على علم الفلك وسلامة الفضاء.


عدد أقمار ستارلينك الفضائية


بحلول يوليو 2023 وصل 4519 قمرًا صناعيًا لستارلينك لمداره، منها 4487 قمرًا صناعيًا قيد التشغيل، ويثير هذا القلق لدى علماء الفلك وخبراء سلامة الرحلات الفضائية، إذ يمكن أن تتداخل الأقمار الصناعية الساطعة مع ملاحظات الكون وتشكل خطرًا على الاصطدام، كما يشعر بعض العلماء بالقلق من أن حطام الأقمار الصناعية القديمة يمكن أن يتسبب في تغيرات غير متوقعة في المناخ.


ما هي ميزانية مشروع ستارلينك؟

بلغت تكلفة مشروع ستارلينك الفضائي حتى الآن حوالي 10 مليارات دولار أمريكي، وذلك وفقًا لتقديرات شركة سبيس إكس التي تقود المشروع، وتتضمن هذه التكلفة تكلفة تصميم وبناء الأقمار الصناعية، وتكلفة إطلاقها، وتكلفة إنشاء محطات الاستقبال الأرضية.

وتعد هذه التكلفة مرتفعةً للغاية، ولكنها ضرورية لتحقيق أهداف المشروع الطموحة، ومن المتوقع أن تنخفض التكلفة مع زيادة عدد الأقمار الصناعية التي تُطلق، وتحسين كفاءة عمليات الإطلاق والصيانة، وإذا نجح مشروع ستارلينك فإنه سيكون إنجازًا تكنولوجيًا هائلًا، وسيكون له تأثير كبير على حياة ملايين الأشخاص حول العالم.


السرعات الفائقة تصل إلى منزلك عبر الأقمار الصناعية


لن تبقى سرعة الإنترنت الفائقة حكرًا على المدن الكبرى والمناطق المأهولة بالسكان، إذ سوف تساهم شبكة ستارلينك للأقمار الصناعية في توفير وصول إلى الإنترنت عالي السرعة للمناطق الريفية والنائية، وبحسب موقع Space.com فإن سرعات التنزيل عبر ستارلينك تتراوح بين 100 و 200 ميجابايت في الثانية، بينما تتراوح سرعات التحميل بين 10 و 20 ميجابت في الثانية، وهذه السرعات كافية لبث الفيديو بدقة 4K وتشغيل الألعاب عبر الإنترنت دون تأخير.

ولعل أبرز ما يميز ستارلينك هو زمن الانتقال المنخفض، والذي يصل إلى 20 مللي ثانية فقط مما يعني أن المستخدمين يمكنهم الوصول إلى الإنترنت بسرعة وفعالية، حتى في المناطق التي تعاني من ضعف الاتصال بالإنترنت، وتهدف ستارلينك إلى توفير وصول إلى الإنترنت عالي السرعة للجميع، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، وتعمل الشركة على زيادة عدد الأقمار الصناعية في مدارها، مما سيؤدي إلى تحسين السرعات وخفض الأسعار.


استخدامات شبكة ستارلينك - حلول تقنية وخدمات عالمية

شبكة ستارلينك هي أكثر من مجرد مشروع تجاري لتوفير خدمات الإنترنت في المناطق النائية، فهي أيضًا تمثل حلولًا تقنية وخدمات عالمية ذات إمكانيات هائلة، فمن ناحية يمكن استخدام شبكة ستارلينك لتوفير خدمات الإنترنت عالية السرعة في مناطق العالم التي لا تتمتع ببنية تحتية مناسبة، وهذا يشمل المناطق الريفية والنائية، وكذلك المناطق التي تعرضت لكوارث طبيعية.

ومن ناحية أخرى يمكن استخدام شبكة ستارلينك لتوفير خدمات أخرى، مثل الاتصالات والبث التلفزيوني وخدمات الطوارئ، كما يمكن استخدامها لإنشاء تطبيقات جديدة، مثل خدمات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي.


ستارلينك شريان حياة في حالات الطوارئ


تُعد خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك من شركة سبيس إكس موردًا قيمًا في حالات الطوارئ، إذ يمكن نشرها بسرعة في المناطق النائية التي تتضرر من الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، ففي أوكرانيا ساعدت ستارلينك في الحفاظ على الاتصال بين الحكومة والمواطنين ووسائل الإعلام، حتى في المناطق التي قُطعت عن البنية التحتية الأرضية للاتصالات، كما استخدمته القوات الأوكرانية لتنسيق عملياتها العسكرية.

وفي تونغا وفرت ستارلينك إمكانية الوصول إلى الإنترنت للسكان الذين تضرروا من ثوران بركاني وتسونامي في يناير 2022، وتُعد ستارلينك تقنية واعدة يمكن أن تساعد في تحسين الاستجابة للطوارئ في جميع أنحاء العالم.

عامةً فإن شبكة ستارلينك تمتلك القدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي نتواصل بها ونتفاعل مع العالم من حولنا، فهي تمثل خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر اتصالًا وتكاملًا.


الإنترنت الفضائي .. كيف يمكن استخدامه؟

لطلب Starlink انتقل إلى موقع Starlink وادخل عنوانك، إذا كان Starlink متاحًا في منطقتك، فيمكنك طلب جهاز مقابل 599 دولارًا أمريكيًا ورسوم شحن ومناولة لمرة واحدة قدرها 50 دولارًا أمريكيًا ورسوم خدمة شهرية قدرها 110 دولارًا أمريكيًا.

ولكي تصل خدمة الإنترنت الفضائي إلى كل مكان، لا بد من إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية، وتوزيعها في مدارات مختلفة حول الأرض، كما يجب تطوير تقنيات جديدة لتحسين سرعة وكفاءة نقل البيانات.


مزايا الإنترنت الفضائي الذي سيغير العالم


يقدم مشروع ستارلينك من شركة سبيس إكس العديد من المزايا التي من شأنها تغيير العالم، ومن أبرزها:

  • تغطية شاملة: يهدف المشروع إلى إطلاق ما يصل إلى 42 ألف قمرًا صناعيًا، مما سيوفر تغطية شاملة للإنترنت لجميع أنحاء العالم، بما في ذلك المناطق النائية التي لا تتوفر فيها خدمات الإنترنت التقليدية.
  • سرعات عالية: تتراوح سرعات الإنترنت التي يوفرها ستارلينك بين 50 ميجابايت في الثانية و150 ميجابايت في الثانية، وهي سرعات كافية لبث الفيديوهات بجودة عالية وممارسة الألعاب دون تأخير.
  • وقت استجابة منخفض: يبلغ وقت استجابة ستارلينك حوالي 20 مللي ثانية، وهو وقت استجابة منخفض مقارنة بخدمات الإنترنت التقليدية، مما يجعله مثاليًا للتطبيقات التي تتطلب اتصالًا سريعًا بالإنترنت مثل الألعاب والتجارة الإلكترونية.
  • موثوقية عالية: تتمتع أقمار ستارلينك بقدرة تحمل عالية، مما يجعلها أكثر موثوقية من خدمات الإنترنت التقليدية التي تعتمد على الكابلات الأرضية.

هل يهدد ستارلينك علم الفلك؟


تثير أقمار ستارلينك الصناعية مخاوف كبيرة لدى علماء الفلك، لأنها يمكن أن تتسبب في تلوث ضوئي شديد يعيق رؤية الأجسام الفلكية، وظهرت هذه المخاوف بعد إطلاق أول 60 قمرًا صناعيًا من ستارلينك في عام 2019، إذ لوحظ أنها كانت أكثر إشراقًا مما كان متوقعًا، مما أدى إلى ظهورها كخطوط مضيئة في سماء الليل، وأعرب علماء الفلك عن قلقهم خاصةً بشأن تأثير ستارلينك على التلسكوبات شديدة الحساسية مثل مرصد فيرا روبين، والذي سوف يتأثر بشدة بالتداخل من هوائيات الراديو الخاصة بـ ستارلينك.

كذلك أعرب الاتحاد الفلكي الدولي عن مخاوفه من أن مجموعات الأقمار الصناعية يمكن أن تشكل "تهديدًا كبيرًا أو منهكًا" للبنى التحتية الفلكية، بينما دعت الجمعية الفلكية الأمريكية إلى حماية السماء الليلية النقية كتراث ثقافي، وفي تقرير صدر في أكتوبر 2022، قالت الجمعية الفلكية الأمريكية إن السماء قد تشرق أكثر بعامل يتراوح بين اثنين إلى ثلاثة بسبب الانعكاس المنتشر لأشعة الشمس قبالة المركبة الفضائية.


التحديات التي تواجه ستارلينك في الفضاء

كما ذكرنا مشروع ستارلينك الذي تبنته شركة "سبيس إكس" الأمريكية، يهدف إلى تزويد العالم بأسره بالإنترنت عالي السرعة، من خلال إرسال آلاف الأقمار الصناعية إلى مدار الأرض المنخفض، ومع أن هذا المشروع يمثل إنجازًا تقنيًا كبيرًا، إلا أنه يواجه تحديات عديدة، أبرزها:

  • التأثير على الرصد الفلكي: تتسبب الأقمار الصناعية "النجمية" في تشتيت الضوء في السماء، مما يعيق الرصد الفلكي، لا سيما في التلسكوبات التي تعتمد على الرصد البصري.
  • خطر الاصطدامات: تزيد كثافة الأقمار الصناعية في مدار الأرض المنخفض من خطر الاصطدامات، مما قد يؤدي إلى فقدان الأقمار الصناعية أو حتى وقوع حوادث خطيرة.
  • التأثير على البيئة: يتسبب تحلل الأقمار الصناعية في إطلاق مواد كيميائية إلى الغلاف الجوي، مما قد يؤثر على البيئة.
ذو صلة

تعمل شركة "سبيس إكس" على التغلب على هذه التحديات، من خلال تطوير أقمار صناعية أقل سطوعًا، وتحسين أنظمة التحكم في الأقمار الصناعية لتجنب الاصطدامات، واستخدام مواد أكثر أمانًا عند تحلل الأقمار الصناعية.

مشروع ستارلينك يُعد من المشاريع التي تثير الكثير من الجدل، فمن جهة يُنظر إليه على أنه خطوة مهمة نحو توفير إنترنت متاح للجميع، ومن جهة أخرى يُنظر إليه على أنه يشكل مخاطر بيئية واقتصادية واجتماعية، فما هي الآثار طويلة المدى لمشروع ستارلينك؟ وهل سيؤدي إلى تحسين حياة الناس أم إلى الإضرار بها؟ وهل يمكن تطوير المشروع بشكل مسؤول يراعي جميع المصالح المعنية؟ هذه أسئلة لا تزال دون إجابة، ولكن من المهم أن نطرحها الآن حتى نتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مستقبل المشروع.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة