“لا تثق، تحقق”.. حوار خاص مع جوانا عطية عن البلوكشين وآفاق تكنولوجيا المستقبل في الشرق الأوسط!

في عالم التكنولوجيا والابتكار، هناك من يميز نفسه بشغفه وإلتزامه لإحداث تغيير. من بين هؤلاء، نجد جوانا، التي ارتقت بسرعة لتصبح واحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة في عالم البلوكشين، خاصة في المنطقة العربية. في هذه المقابلة، نتعرف أكثر على رحلتها، ونكتشف رؤيتها لمستقبل البلوكشين في المنطقة، وكذلك الرسائل التي ترغب في إيصالها للجيل الجديد المهتمين بدخول هذا العالم.

وُلدت ونشأت في عمان، الأردن، ودرست هندسة الإدارة في جامعة واترلو في كندا. عملت في العديد من الصناعات، ولكن الصناعة التي أدخلتني إلى هذا المجال هي عملي كمدير منتج في شركة SaaS التي كانت تمتلك بوابة دفع بالعملات المشفرة لمدة عامين. كنت دائمًا أؤمن بأنني سأكون جزءًا من شيء أكبر بكثير من نفسي، وبعد أن تعلمت عن Web3، انجذبت بشكل طبيعي نحوه بسبب التأثير الذي سيخلقه في عالمنا وخاصةً في دول مثل بلادنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تقدم كاردانو للمنطقة العربية فرصًا عديدة تتراوح بين الشمول المالي للأشخاص غير المصرفين إلى تبسيط عمليات الأعمال باستخدام العقود الذكية. يمكن أن تحدث ثورة في قطاعات مثل الزراعة والطاقة والسياحة من خلال ضمان الشفافية والكفاءة، في حين أنها تساعد أيضًا في الحوكمة وتقديم الخدمات العامة. اضافة الى ذلك لديها القدرة على تعزيز الابتكار، كما هو الحال في Catalyst DAO (صندوق الابتكار الموزع)، التي تمكن الشركات الناشئة، ويمكن لحلول مثل إدارة الهوية والاعتماد ان تقدم تحديثًا في البنى التحتية الرئيسية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الفرص يعتمد بشكل كبير على التبني المحلي والبيئات التنظيمية المؤيدة.

LALKUL هو عبارة عن Stake pool لكاردانو يهتدف إلى دمج تكنولوجيا البلوكشين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. من خلال هذه المبادرة، نرعى الهاكاثونات، ونجري ورش عمل وجلسات تعليمية، ننظم فعاليات مجتمعية حقيقية وافتراضية. هي بشكل اساسي تتمحور حول المجتمع، ولذلك، LALKUL تمكنت من "زرع البذرة" وجلب الأفراد ذوي التفكير المشابه معًا، بالنسبة لي هي الفرصة التي ستجلب تكنولوجيا البلوكشين إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بطريقة مستدامة وتتسبب في اضطرابها.

أشعر بالفخر لكوني امرأة شابة في هذا المجال، وتصنيفي ضمن أفضل 25 شخصًا بالنسبة لي يعني خطوة أخرى نحو تمكين المرأة والتقدير في منطقتنا. أنا فخورة بتمثيل أقلية يمكن أن تزدهر بالفرص التي تخلقها هذه التكنولوجيا، ولذلك من خلال عملي، آمل أن ألهم الكثيرين لاتخاذ خطوة نحو اغتنام الفرصة وإدراك إمكانياتهم في مساحة يمكن أن تقدم لهم فرصة عادلة. رسالتي الرئيسية للنساء في هذا المجال هي أن تتذكر دائمًا أن في هذا المجال، كل وجهة نظر هي قيمة، لذا قدمي نفسك، ساهمي، اطرحي الأسئلة واتبعي شغفك. وسيكون هناك مجتمع أو مشروع يمكنك التفاعل معه.

اثبتت القفزة التكنولوجية الموجودة في العديد من دول منطقتنا أن لديها أرضية مثالية لتبني تكنولوجيا وبنية الـWeb3. فيما يلي بعض الفرص المخصصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: 

من خلال عملي، أقدم فرصًا شاملة للأشخاص ليس فقط للانضمام إلى Web3 ولكن كي يكونوا جزءًا من عملية اتخاذ القرار عندما يتعلق الأمر بمثل هذه البروتوكولات والنظم التي ستبنى عليها العديد من فرصنا وتطبيقاتنا الجديدة. ابتداءً من توفير الوصول إلى العملات المشفرة، والتعليم، ومساعدة الأفراد في المساهمة وبناء الجدارة والسمعة التي ستكون موردًا قيمًا في هذا العالم الجديد للـ.Web3.

أكبر نصيحة مني لأي شخص مهتم هي أن يتخذ الخطوة الأولى في تعلم أساسيات هذه التكنولوجيا وما يمكن أن تقدمه. على عكس الصناعات التقليدية، تتميز هذه الصناعة بطابعها المفتوح، مما يعني أنه ليس هناك حاجة لأن يتم اختبارك أو أن يُمنحك الفرصة للمشاركة؛ فالموارد واسعة ومتاحة للجميع. هذا الطابع المفتوح يسمح أيضًا بظهور العديد من التطبيقات والأفكار، وكما ذكرت، يبنى Web3 على أساس المجتمع، مما يجعله مساحة مفتوحة لكل فرد ليجد نفسه بين أفراد يشاركونه نفس الاهتمام والشغف. وبسبب طابع المجتمع المفتوح، يظهر الكثير من الضجيج والخداع، مما يستلزم منا البحث الدقيق والتحقق المستمر. فكما يقول المثل المشهور: "لا تثق، تحقق"، واطرح الأسئلة دائمًا. ومع زيادة التجربة وتوسعها على نطاق عالمي، أنصح الجميع بالتعمق في فهم الأساسيات؛ مثل التعرف على مفهوم المحافظ غير الوصية (non-custodial wallet)؛ وتنزيل تطبيقات مثل MetaMask والتلاعب بهذه التطبيقات لفهم جوهر ما تسعى هذه الصناعة لتحقيقه.