تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الشرق الأوسط هو الأكثر تهديدًا في العالم.. كيف يضعنا تغير المناخ على خط النار؟

ضحى نبيل
ضحى نبيل

4 د

أصبح التغير المناخي واقعاً لا فرار منه في أي مكان على كوكبنا، فنشرات الأخبار لا تخلو الآن من تغطية أحداث كارثية كالفيضانات والعواصف والأعاصير وغيرها حول العالم، ولا شك أنك سمعت بما حدث في ليبيا مؤخراً جراء عاصفة دانيال والتي خلفت ورائها عدداً مهولاً من المصابين والضحايا بل ودمرت مناطق كاملة.

نحن نتفق جميعاً على أن العالم بأسره يمر بتلك الكارثة البيئية سوياً ولكن ما لا تعرفه هو أن فرصة تدهور الأحوال بالنسبة لنا كسكان الشرق الأوسط هي أكبر بكثير من باقي الدول! ولكي أكون أكثر دقة فقد ثبت أن ارتفاع  درجات الحرارة لدينا يحدث بضعف السرعة التي يمر بها العالم حسب آخر الدراسات ! وإن لم يتم التحرك سريعاً ستخرج الأمور عن السيطرة بشكل غير معهود.


لماذا نسير نحو الحافة بوتيرة أسرع من دول العالم؟

هناك العديد من الأسباب المعروفة وراء تغير المناخ والتي تشترك فيها منطقة الشرق الأوسط مع باقي العالم، كحرق الوقود والفحم وما ينتج عنه من زيادة في نسب غاز ثان أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، أما ما يجعل المنطقة ذات معدل أسرع في تفاقم التغير المناخي هو ما نملكه من خواص جغرافية، فنحن لدينا مساحات شاسعة من الصحاري ومستويات قليلة من المياه الجوفية، ولذلك تكون هناك فرص كبيرة لتعرض مناطق واسعة للجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة.

 بالفعل كانت واحدة من أسوأ فترات الجفاف التي مرت على المنطقة منذ 1000عام هي ما حدثت بين عامي 2006 و 2010، ومنذ ذلك الوقت ازداد معدل التغير المناخي بشكل سريع حتى وصلنا لما نحن عليه الآن.

يمكن أن تصل متوسط درجات الحرارة في المستقبل خلال موجات الحر الشديدة إلى 56 درجة مئوية وأكثر إن استمرت تلك الممارسات الخاطئة في حق البيئة، حسب آخر التقارير المختصة بدراسة المناخ.


مشكلات تغير المناخ في الشرق الأوسط

ستجد في كل منطقة مشكلتها الخاصة بها، ففي مصر مثلاً ستجد أن زيادة عدد السكان خاصةً أولئك المتمركزين حول دلتا النيل تسببت في زيادة الانباعاثات الكربونية بنسبة 155% بين عامي 1990 و 2018 وتلك نسبة كبيرة جداً نسبة للمعدل العالمي المقبول وهو 50% فقط!

كيف سيشكل ذلك خطراً على السكان؟ سكان السواحل هم من سيقعون في الخطر الأكبر حسب توقعات الأمم المتحدة، فالإٍسكندرية وحدها -إن لم يتم تدارك الأمر- سيقع ثلثها تحت الماء  بحلول عام 2050!

أما عن تركيا فهي أصبحت واحدة من أكثر المناطق المعرضة للجفاف حتى أن بعد الدراسات ترجح أنها ستواجه العواقب الوخيمة للتغير المناخي بشكل أسرع وأقسى من مناطق كثيرة في العالم، وسيظهر ذلك في عدة مراحل تبدأ بانخفاض مستويات المياه في الأنهار وارتفاع درجات الحرارة بشكل جنوني، وكذلك في انخفاض كميات الأمطار.

الحال مشابه في الأردن والعراق فهم أيضاً يعانون من نقص في المياه بسبب الجفاف، وحسب دراسات البنك الدولي، إذا ارتفعت درجات الحرارة درجة واحدة فقط وانخفضت الأمطار بنسبة 10% ستفقد العراق 20% من المياه العذبة بها!

زد على ذلك أن منظمة اليونيسيف صرحت أنه يوجد 17 بلداً فقيرة بالمياه في العالم ومنهم 11 من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا! فالمشكلة بالفعل ليست بالهينة.


الأجيال القادمة هي أكثر من سيعاني

أطفالنا هم من سيواجهون الأخطار الكبيرة إن لم يتم التغيير ونشر الوعي، فهم يشكلون جزء كبير من السكان في الشرق الأوسط بنسبة تصل إلى 26%. ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات كبيرة يعرض الأطفال لمشكلات صحية كالجفاف وضربات الشمس وغيرها، ناهيك عن تعرضهم لمخاطر الموت من الفيضانات والعواصف، وهذا ليس مجرد كلام نظري، حيث تأثر نحو300 ألف طفل في ليبيا بعد العاصفة المدمرة وما خلفته من أضرار على المنازل والمدارس والمستشفيات وغيرها. 

لأطفالنا الحق بالعيش في بيئة صالحة لهم في المستقبل ولذلك علينا وضعهم نصب أعيننا فيما يخص قضية المناخ.


هل من حلول؟

نحتاج لأن يكون هناك تحرك سريع تجاه الأزمة، من خلال خفض نسبة الانبعاثات الناتجة عن احتراق وقود السيارات والمصانع، واستبدال الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة النظيفة كالشمسية وطاقة الرياح، وكذلك زيادة المساحات الخضراء التي تعمل على تنقية الهواء بشكل مستمر.

بالفعل أصبح هناك اهتمام متزايد بقضية التغير المناخي في الشرق الأوسط، حيث استضافت مصر النسخة السابعة والعشرين من مؤتمر المناخ COP-27 العام الماضي، كما تم انطلاق أسبوع المناخ في المملكة العربية السعودية خلال الشهر الجاري، وستنعقد النسخة الثامنة والعشرون من مؤتمر المناخ COP-28 في الإمارات في نهاية هذا العام، حيث تتم مناقشة الإجراءات الواجب اتخاذها لتفادي تفاقم المشكلة.

ذو صلة

كانت مصر قد بدأت بمضاعفة إنتاج طاقة الرياح وإنشاء محطات تحلية المياه وتعهدت بخفض انبعاثاتها الكربونية بنسبة 25% بحلول عام 2030، كما تعهدت السعودية بالوصول لانبعاثات صفرية بحلول عام 2060، والإمارات بالوصول لها قبل ذلك في عام 2050.

في النهاية، نحن جميعاً في قارب واحد يغدو في طريقه بسرعة غير مسبوقة، ولذلك ليس أمامنا خيارات أخرى غير التحرك بشكل عاجل وإيقاف عجلة التغير المناخي من أجل إنقاذ الأجيال القادمة من النتيجة المحتومة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة