أحدثهم ليه لأ؟! والمستضعفون.. انطلاق سلاسل المسلسلات والأفلام في الدراما العربية!

في خطوة غير مسبوقة في السينما والدراما العربية، أعلن صناع بعض الأعمال الفنية المميزة مؤخرًا، عن انشغالهم بالعمل على أجزاء جديدة من أفلام ومسلسلات شهيرة، حققت قبولًا جماهيريًا ونقديًا خلال الفترة الماضية على مستوى الوطن العربي.

تعتمد هذه الأعمال على خلق عوالم خاصة بكل سلسلة منهن؛ على صعيد القصة والمعالجة والأبطال والنوع الفني أيضًا، سواء فيما يخص صناعة السينما أو الدراما؛ حيث نالت الأولى النصيب الأكبر من حيث التوجه والتعدد؛ فيما استطاعت الثانية أن تخلق تغيرًا اجتماعيًا مغايرًا ومؤكدًا على قوة الفن في التأثير.

استهلت ورشة “سرد” بقيادة وتحت إشراف الكاتبة المصرية مريم نعوم هذا التوجه في الدراما العربية مؤخرًا؛ من خلال العزم على تقديم مواسم منفصلة تحت مظلة “ليه لأ؟!“؛ ذاك الاسم الذي قدم فكرتين مختلفتين دراميًا، ومتمردتين على الواقع وتقاليده.

أولهما في المسلسل الذي جاء من بطولة الفنانة أمينة خليل خلال العام الماضي؛ ملقيًا الضوء على استقلالية الفتاة في حياتها وعملها بعيدًا عن حياتها الأسرية أو الزوجية والتحديات التي تتعرض لها، فيما يستعرض الجزء الثاني الذي جاء من بطولة النجمة منة شلبي خلال هذا العام، فكرة الاحتضان أو كفالة الأطفال من منظور فتاة تحلم بالأمومة وهي لم تتزوج بعد.

المسلسلان العربيان اللذان وجدا طريقهما في العرض خارج المواسم الدرامية الشهيرة، بعيدًا عن الفضائيات العربية، حصريًا عَبر منصة “شاهد” السعودية الرقمية، حققا نجاحًا منفردًا وملازمًا لحالة التساؤلات والاستفسارات التي باتت مرافقة لحلقات عرضه يوميًا، أبرزها إعلان وزارة التضامن الاجتماعي في مصر، عن زيادة طلبات كفالة الأطفال منذ عرض “ليه لأ؟!2″، ممثلًا أكثر عدد تم تقديمه في تاريخ الوزارة خلال عام واحد.

عقب تحقيق هذا الصدى الكبير “غير المتوقع” بحسب وصف السيناريست مريم نعوم، صرحت بأن هناك نية لاستكمال هذه السلسلة الدرامية الفنية المسماه بـ “ليه لأ؟!”، على أن يتناول عدة قضايا وموضوعات تخص النساء في المجتمع العربي، عَبر عدة أجزاء مختلفة خلال الأعوام المقبلة.

وتقول مريم نعوم، في تصريحات صحفية خاصة لـ مجلة “أراجيك“، إنه هذا يأتي في إطار خطط مشروعات ورشة “سرد” خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى أنها لم تحدد القضية المختارة في “ليه لأ؟! 3” بعد، كما لم يتم التعاقد رسميًا عليه، مضيفة أنه سيكون هناك مشروع آخر على غرار مظلة “ليه لأ؟!” تحت مسمى مختلف، معنيًا بإلقاء الضوء على قضايا الشباب والرجال.

تلفت إلى أنه إلقاء الضوء على الموضوعات الشائكة وطرح التساؤلات حولها يعد جزءًا من عملهم في مشاريع ورشة كتابة “سرد”؛ التي يتعاون فيها مجموعة من الكاتبات، أحدثهن دينا نجم وسلمى عبد الوهاب وراجية حسن في “ليه لأ 2؟!”، وتصف: “هناك الكثير من الموضوعات التي نطرحها دراميًا من أجل إعادة النظر في الرؤى السائدة في المجتمع وقراءتها من منظور آخر”.

ومن الدراما لبوابة الفن السابع، أعلن المخرج المصري بيتر ميمي عن عمله على إطلاق أول عالم سينمائي عربي، يحمل اسم “المستضعفون“” TheUnderdogs“؛ والذي يأتي على غرار سلاسل أفلام الأبطال الخارقين الأجنبية، والتي اشتهرت شركة “مارفل” العالمية بتقديمها خلال الأعوام الماضية.

حرص “ميمي” على الكشف عن تفاصيل أولية حول هذا المشروع الفني، من خلال صفحته الرسمية الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، موضحًا أنه سيتضمن سلسلة أفلام ومسلسلات عربية، تقع في عالم مشترك مع دمج الشخصيات والأحداث، والتي استهلها بوصف للأحداث، يوحي بأجواء الفانتازيا والخيال والإثارة والتشويق.

كما صرح في منشور آخر على الصفحة ذاتها، عن أسماء وسمات شخوص هذه الأعمال الفنية؛ والتي تتضمن مهندس الميكاترونيكس يحيى صالح الخياط والهاكر يوسف الهرم ودليلة والطيار السعودي فيصل فى مقابلة الشخص الأخطر والأعنف والخارق لطبيعة البشر دكتور يونس.

وقبل طرح أحدث أفلامه السينمائية الذي يحمل اسم “موسى“، خلال شهر أغسطس الجاري، بدور عرض السينما التجارية، كشف “بيتر” أنه يعد واحدًا من أفلام هذه السلسلة المختلفة التي ينشغل بها خلال الفترة الحالية، من خلال نشر البرومو الرسمي، مرفقًا بهاشتاج “المستضعفون”، فضلًا عن بوستر كوميكس يضم أبطالها.

يجدر الإشارة بأن فيلم الخيال العلمي “موسى” تدور أحداثه حول شاب وحيد يخترع روبوت يسمى “موسى”، لكنه يكتشف أن اختراعه يقلب كل الأمور إلى ما لم يتوقعه من قبل. الفيلم المصري يأتي من تأليف وإخراج بيتر ميمي، وبطولة نخبة من النجوم منهم كريم محمود عبد العزيز، وإياد نصار، وأسماء أبو اليزيد.

وعلى صعيد آخر، أعلن بيتر ميمي أن النجم المصري أمير كرارة، سيكون بطل فيلم “ملاك الموت”، الذي يأتي ضمن الأعمال الفنية المختارة لهذه السلسلة، فضلًا عن الكشف عن تفاصيل هذه الشخصية من خلال بوستر رسومات كوميكس.

التوجه نحو توظيف شخصيات درامية في أفلام أخرى وربط أحداث عملين مختلفين في السينما العربية الحديثة، جاء قبل عامين مع الإعلان عن إطلاق فيلم “الشايب” بطولة آسر ياسين، والذي لا يزال ينشغل في تصويره، ويأتي من تأليف صلاح الجهيني، وإخراج حسين المنباوي.

جاء ذلك عقب ظهور مشهد النهاية في الجزء الثاني لفيلم “ولاد رزق” والذي يظهر به “ياسين” وهو يتحدى أبطال فيلم الأكشن والتشويق الذي تصدر إيرادات شباك تذاكر السينما وقت عرض جزئيه بدور عرض السينما التجارية، محققًا شعبية جماهيرية وإشادات نقدية آنذاك.

وكان قد أعلن صناع “ولاد رزق” وقتذاك، أن هناك نية لطرح فيلم منفصل يحمل اسم “الشايب”، مستوحى من عالم “ولاد رزق” مع اختلاف شخوصه وحكاياته، ولكنه يعد بمثابة تمهيد لظهور الجزء الثالث من “ولاد رزق” عقب عرضه بالسينمات، على أن يحل أبطال الأخير كضيوف شرف على الأول ضمن سياق الأحداث.

إلى أن تغير المشروع من تقديم جزء ثالث للفيلم إلى مسلسل قصير ذات الـ 8 حلقات ويحمل اسم “عرين الأسود”؛ في شهر يوليو لعام 2020؛ حيث صرح صلاح الجهيني مؤلف العمل أنه سيتناول بدايات “ولاد رزق” وكيفية دخول الأشقاء عالم الجريمة، مما سيؤدي لتغيير أبطاله، والاستعانة بممثلين اَخرين لتجسيد نفس شخصيات “ولاد رزق” الشهيرة في الجزئين السابقين.

يجدر الإشارة بأن فيلم “ولاد رزق” الذي عرض خلال عام 2015، يأتي من بطولة أحمد عز، وعمرو يوسف، وأحمد الفيشاوي، وأحمد داوود، وكريم قاسم، وسيد رجب، ومحمد ممدوح، ونسرين أمين، وهو من تأليف صلاح الجهيني، وإخراج طارق العريان.

فيما انضم بعض النجوم مع الأبطال الرئيسيين في جزئه الثاني الذي ألفه وأخرجه طاقم العمل ذاته، وعرض عام 2019، ويحمل اسم “ولاد رزق2: عودة أسود الأرض”، منهم النجم المصري خالد الصاوي.