للـمعلمين: فـكرة جديدة للـتدريس الـتفاعلى
فى هـذة المقالة أحب أن أشـارك مـعكم فـكرة من أفكار التدريس التفاعلى الذى لايعتمد على المعلم فقط فى شرح الدرس وتوصيل المعلومة للطالب، لكن يكون التدريس فى إطار تـفاعلى بين الطلاب وبعضهم ويكون دور المُدرس فقط كعامل مساعد لـتوضيح النقاط الـصعبة، وزيادة معلومات الطلاب عن الـدرس.
فـوائد الـتدريس التفاعلى
التدريس بالطرق التفاعلية يساعد فى تـسهيل إستيعاب الـطلاب للمعلومات الجديدة، خـاصة تلك المواضيع التى يدرسها الطلاب لأول مـرة. كما أنه يخلق نوع من النشاط والتعاون بين الطلاب حيث يساعد بعضهم البعض فى الفهم والتحصيل كما أن هذة الطريقة توفر جزء من وقت الشرح ووقت الإستذكار بعد اليوم الدراسى.
هـناك الكثير من الطرق التى تقوم على فكرة التدريس التفاعلى، لكن طريقتنا اليوم يقوم الـمعلم فيها بعـرض المحتوى العلمى الجديد ويقوم الطلاب بتدوين ملاحظاتهم عن الدرس من حيث إن كانوا يعرفون شيئاً عن هذا الموضوع الجديد، الأشـياء التى لا يفهمونها، أوالأشياء التى تبدو مـشوقة بالنسبة لهم.
الأشياء المثيرة للطالب هى التى يبدأ بها المعلم شرح الدرس، وفى هذا الإطار يـقوم المعلم بالتوضيح وإدارة الصف من خلال المناقشة مـع الطلاب عـبر مجموعة خـطوات، فبإخـتصار بعد عرض المعلم موضوع الدرس على الطلاب يبدأ بعد ذلك فى تـوزيع ورقة على كل طالب، هذة الورقة مقسمة إلى أربعة أقـسام تحتوى على أهم أربعة أفكار فى الدرس.

أفكار الدرس يمكن إستبدالها فى الورقة بتقسيم أخر تبعاً للأفكار المفهومة أو الغير مفهومة أو أى تقسيم قد تراه مناسباً، ويـقوم كل طالب بالكتابة قدر الإمكان عما يعرفه عن تلك الأقـسام مع السماح للطالب بمطالعة الدرس أثناء تدوين ملاحظاته، بـعد ذلك يقسم المُدرس الطلاب إلى مجموعات، وكل مـجموعة تتشارك المعلومات فيما بينهم، بـعد ذلك تدور المـناقشة بين المعلم والـطلاب للتعرف على النقاط التى إستوعبوها جيداً، ولـتوضيح أى معلومات أخرى قد يكون أسئ فهمها.
المعلومات التى يحصلها الطلاب من هذة المناقشة سـوف تكون – فرضاً – 20 % من المعلومات الواردة فى الدرس، فهى بالتالى سـتوفر على 20% من وقت الإستذكار فى المنزل بعد الدراسة، وسـتوفر 20% من جهد المـعلم فى الـشرح، والأهم أنها سـتوفر 20% وقت الحصة الدراسية والـذى يمكن أن يـستغل فى توضيح نقاط أخرى أو توصيل أفكار علمية بطريقة تـفاعلية، وفى النهاية إذا حققت تقريباً نسبة 75% إستيعاب للمعلومات بين الطلاب، فقد حققت هدفك من هذا النقاش التدريسى.
إذن من أين نبـدأ؟
الـتدريس عبر تلك الطريقة النقاشية يمكن أن يتم عملياً عبر الخطوات التالية:
أولاً: قـم بإختيار الدرس الذى سوف تـقدمه للطلاب وليكن وحدة فى العلوم، أو نص أدبى، قاعدة نحوية، فـصل من قـصة، مـقال.. أى شئ.
ثـانياً: قم بكتابة الأربعة أقسام على الـسبورة، على أساس أن يـقوم الطلاب بتدوين ملاحظاتهم لباقى زملائهم على السبورة، بعد تدوينها ومراجعتها فى الأوراق الموزعة عليهم.
ثالثاً: على كل طالب أن يطالع الدرس ومعه الورقة المقسمة، وعلى المدرس قبل أن يبدأ الطالب فى تدوين ملاحظاته فى الورقة أن يقوم بتسهيل ذلك على الطلاب بأن يعطيهم أمثلة عما يمكن أن يكتبوه، مـثلاً ماهى الأفكار الجديدة، الأشياء المفهومة ماهى ولماذا وهـكذا.
رابعاً: على الطلاب أن يبدأوا بإستكشاف الدرس الجديد ولديهم من 10 إلى 15 دقيقة للمطالعة وكتابة الملاحظات، يمكن للطلاب المتعثرين الذين لا يستطيعون كتابة أى ملاحظات أن يكتبوا أسئلة أو نقاط يرونها صعبة فى كل قسم.
خامساً: بعد أن ينتهى كل الطلاب، يتأكد المُدرس أن كل طالب قد كتب على الأقل ثلاثة ملاحظات (أو أسئلة) فى كل قسم، بعدها يقسم المعلم الطلاب إلى مجموعات للنقاش وتبادل المعلومات.
سادساً: يقوم المعلم بسؤال كل مجموعة عن أدق أو أصح المعلومات التى حصلوا عليها فى كل قسم فى الورقة من بعضهم البعض، ويدون طالب عن كل مجموعة أصح المعلومات التى توصلت إليها مجموعته على السبورة لتكون متاحة للجميع.
سابعاً: بعد أن تنتهى كل مجموعة من تدوين أفضل الإجابات، يبدأ المعلم فى المناقشة حيث يشرح المعلم بشكل مفصل بناءاً على ملاحظات الطلاب وإستكمالاً لما فهموه بالفعل، وتوضيح أى نقاط صعبة، ويضيف المعلم ملاحظاته على السبورة لتكون متاحة لكل الطلاب.
الآن قبل أن ينهى المعلم الحصة، يقوم بتلخيص الدرس والمعلومات الواردة به من واقع الملاحظات التى دونها الطلاب وأكملها المعلم لاحقاً على الـسبورة، ويجب أثناء التلخيص أن يتأكد المعلم أن الطلاب فهموا الدرس جيداً قدر المستطاع، يمكن التأكد من ذلك عبر توجيه عدد من الأسئلة أثناء التلخيص، وعلى المُدرس أن يتأكد أن تقريباً كل الأسئلة قد تمت الإجابة عليها.
الأن هل ترى تلك الـطريقة مـفيدة ويمكن تجربتها فى الصف الدراسى الخاص بك؟ شـاركنى برأيك وملاحظاتك.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د
ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.
لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.
حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.
يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.
في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.
حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.
قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.
واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.
يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.
في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.
حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.