تريند 🔥

🤖 AI

للكتاب والمحررين وأصحاب المواقع: إرضاء غوغل والقرّاء معًا ليس مستحيلًا، نصائح من دهاليز المهنة

نجوى بيطار
نجوى بيطار

17 د

إن كنت لا تخشى شيئًا، كملاحقة أمنية أو قضائية، أو إن لم تكن قد حررت وصيةً بنشر مؤلفاتك بعد موتك خشية أمرٍ ما، فأنت حتمًا تكتب لكي يقرؤك الآخرون. واليوم أصبح بإمكان الجميع الكتابة والتدوين في المواقع الإلكترونية والمجلات الرقمية، ولندخل مباشرة في الموضوع: إن لم تمتلك صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي معجبوها من مرتبة عشرات الآلاف وما فوق، فأنت حتمًا تحت رحمة غوغل.🤣

يُفضل أن تتوافق الكتابة في المواقع الإلكترونية مع معايير تحسين نتائج الظهور في محركات البحث أو ما نطلق عليه اختصارًا SEO (السيو) وأنت ككاتب في موقع إلكتروني تبغي الوصول إلى أوسع قاعدة جماهيرية ممكنة، تدور في رأسك العديد من التساؤلات عن الكيفية التي يمكنك فيها أن تحقق نتائج جيدة في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من القراء أي أن تتصدر نتائج البحث في غوغل.. ضع غرورك جانبًا فكلنا نكتب لنُقرأ.

قد يتساءل البعض: لم ذلك؟

الإجابة ببساطة: إن لم تكن هناك جهة مستعدة لضخ الأموال في ميزانية تمويل موقعك الإلكتروني تغض النظر عن الوصول، فأنت هنا ستعتمد على الترافيك، حينها عليك أن تحقق أي شكل من أشكال الوصول كالسوشيال ميديا ومحركات البحث والنشرات البريدية وغيرها.

وقبل أن أدخل في صلب الموضوع سأتطرق إلى فقرة هامة، ألا وهي مصادر الترافيك والتمويل لمنصات النشر الإلكتروني، فنتجنب بذلك لومة لائم عن السبب الذي يجعلنا نحن ومن يهمه الترافيك، لا نوجه محتوانا للنخبة فقط. 😏😏😏


مصادر الترافيك

تختلف مصادر حركة المرور في المواقع الإلكترونية متأثرة بعوامل عديدة، أهمها المنطقة الجغرافية، الفئة المستهدفة. فنحن نعلم أن لكل مكان في العالم طقوسه الخاصة بما يخص الإنترنت، ونعني طريقة وصوله للمواقع الإلكترونية ولو كان معظم سكان المعمورة يتشاركون معرفة البحث على غوغل، ونتحفظ هنا بشأن روسيا والصين وكوريا الشمالية.

أما مستخدمو السوشال ميديا فتتباين طقوسهم، ففي المنطقة العربية يُعرف عن سكان دول الخليج مثلًا استخدامهم لتويتر أكثر من فيسبوك الرائج أكثر في بلاد الشام ومصر، كذلك لا يمكن غض النظر عن الفئة المستهدفة، التي تعرف كل منها أين تجد ضالتها على الشبكة.

لعل القسم الأكبر من الترافيك الذي تحظى به المواقع الإلكترونية مصدره محركات البحث، وعلى رأسها غوغل، والذي سنسهب في كيفية إرضائه.

هذا لا يعني أن نركن إلى الأمر ونتطلع إلى ما يطلبه غوغل فقط؛ لأسباب سنتعرف عليها لاحقًا، فعلى من يريد الحصول على المزيد من الترافيك توجيه اهتمام كبير إلى طرق الوصول الأخرى، ومنها:

  • مواقع التواصل الاجتماعي: لا يمكن أن ننكر دورها الكبير في الوصول إلى فئة كبيرة من الناس، فهناك من يدخل الإنترنت ليتصفح هذه المواقع فلمَ لا نستهدفه ونصل إليه عبرها.
  • القوائم البريدية: عليك أن تهتم بالأمر، إذ تضمن بذلك وصولك إلى شريحة مهتمة فعلًا، تكبدت عناء صرف بضع دقائق في التسجيل بقائمتك البريدية، وهنا ينبغي التنويه بضرورة منهجة العملية، وعدم عشوائيتها كيلا تتحول إلى بريد مزعج ومضجر يتلقاه المشترك.
  • الإعلانات والترويج: لا بأس من أن تعلن وتروج لموقعك عبر كافة أماكن تواجدك وبطريقة جيدة، كأن تترك روابط لموقعك في تعليقات في صفحات أخرى تدعو فيها القراء أو المتابعين إلى الاطلاع على موضوع ذي صلة بحلبة النقاش أو المكان الذي أنت فيه.
  • استضف الآخرين ليدونوا لديك واكتب أنت لديهم: هذه ليست عملية إدراج روابط خلفية، إنها عملية تبادل وترويج لدى جمهورين تعود بالفائدة لكليكما.

طبعًا، يتضمن ذلك العديد من الجزئيات والتفاصيل، كإيلاء أهمية كبيرة للسيو وللعناوين والصور، وأن تعرف جمهورك جيدًا، فلا تبع الماء في حارة السقايين. واستفد من الكنز المدعو لينكد إن. لن تندم أبدًا على هذه النصيحة.

أما لماذا نهتم بالترافيك، فقد قلنا في الأعلى أنه السبيل الوحيد أو المساعد للكثير من المواقع الإلكترونية لكسب المال، وسنجيب عن السؤال القائل: (من أين تكسب المواقع الإلكترونية المال؟) الذي قد يخطر في بال أحدكم.


كيف تكسب المواقع الإلكترونية المال؟

  • الإعلانات: غنية عن التعريف، وهي تعتمد على CTR، أي عدد النقرات على روابط هذه الإعلانات في الصفحة مقسومة على عدد الزيارات الإجمالية للصفحة، وتختلف تسعيرتها كثيرًا، من أجزاء من الدولار إلى عشرة أحيانًا للنقرة الواحدة، لعوامل لن ندخل فيها. لكنها مصدر يحتاج ترافيك عالي للغاية ليُعتمد عليه لا سيما في منطقتنا العربية.
  • الحملات الترويجية: كأن تتولى مهمة الترويج بالمحتوى لأحد الشركات، كذلك لن يمر الأمر هنا دون المرور على الترافيك، فهذه الشركات ستطلب منك حدًّا أدنى من الزيارات أو الوصول فغالبًا ستدرج أكواد تعقب لتبقى على اطلاع على الزيارات، وعدنا الآن إلى دائرة الترافيك ثانيةً.
  • أن تمتلك متجرًا خاصًا بالموقع: أي أن تبيع منتجات، وهنا لا يمكنك الخروج كثيرًا عن الدائرة التي جرى تصنيفك بها، من الطبيعي أن تبيع الأعشاب والمستحضرات الطبية إن كنت موقعًا يهتم بالمحتوى الذي يتناول الصحة العامة، هنا لا بد أنك ستروج لمنتجك عبر موقعك، وسيهمك الترافيك مرة أخرى.
  • التسويق بالعمولة: علاقة ربح – ربح بينك وبينك أحد الجهات، تقوم على إدراجك روابط تؤدي لدى النقر عليها إلى الذهاب لخدمة تلك الجهة التي تريد بيع خدمتها أو الترويج لها عبرك، ويكون الاتفاق على نسبة محددة من الأرباح (عمولة) عند تنفيذ كل عملية شراء. لا حاجة للقول أنك بحاجة الترافيك الذي يقود المزيد من الزبائن المحتملين.
  • بيع منتجات: كأن تقوم بإنتاج كورس معين وتبيعه عبر الإنترنت. هذا النوع يعتمد على معرفتك بتوجيه دفة انتشارك نحو فئة تهتم بهذا الكورس حقًّا.

هناك مصدر آخر يحظى به البعض، وجود جهة معينة تريد أن تنشر بعض الأفكار بأي ثمن بغض النظر عن أي شيء آخر، وهذا ما لا أنصح به، فجميعنا في النهاية حتى لو كان هدفنا أن نكسب المال لنعيش، من المهم أن لا نكون سلعة تُباع وتُشترى أيضًا.

بعد هذه المقدمة المطولة التي ستُبرَّر لاحقًا، سندخل في التقنيات التي تساعدنا بكتابة محتوى جيد للبشر ولغوغل، وسبب كتابة المقال أن إحدى الكاتبات الجيدات وجهت لي التساؤلات التالية، وقررت أن تكون تلك التساؤلات وما يدور في فلكها هي موضوع مقال، بالطبع بشكل أكثر سلاسة في التسلسل وإضافة المزيد من الأفكار.


كيف تحتل مرتبة جيدة في غوغل

عدد الكلمات وظهور النتائج في غوغل: ما هو الأفضل من حيث طول المحتوى بالنسبة للترتيب على غوغل

التساؤلات حول عدد الكلمات الملائمة بالنسبة للمحتوى كثيرة، لكنها في المجمل تؤدي إلى نتيجة واحدة، وهي التساؤل عن عدد الكلمات الملائم لقطعة المحتوى لكي تحتل ترتيبًا جيدًا على غوغل، فهل يجب أن تعد كلمات المحتوى بالآلاف كي نضمن لها أن توجد في الصفحة الأولى على غوغل؟

لنجري التجربة التالية: لندخل العبارة التالية لإجراء بحث عليها على غوغل (علاج الثآليل).

كانت نتائج البحث التي حصلت عليها بالتصفح الخفي- بعد ضبط إعدادات البحث على العربية السعودية- هي كما هنا. لنأخذ الصفحتين اللتان حلتا في المرتبتين الأولى والثانية، وسنشاهد أن الأولى لمايو كلينك بعدد كلمات (811)، والثانية لموقع وزارة الصحة السعودية بعدد كلمات (1067)! هنا نجد إجابة واضحة بأن عدد الكلمات ليس كلمة السر التي تجعل المقال يتصدر نتائج البحث في غوغل.

فما الذي يجعل مقالًا ما يحتل مرتبة متقدمة في نتائج البحث على غوغل وتحديدًا في صفحة النتائج الأولى؟

تتصدر نتائج البحث في غوغل

صفحة مايو كلينك وفق أداة Ubersuggest
تتصدر نتائج البحث في غوغل

صفحة وزارة الصحة السعودية وفق أداة Ubersuggest

من الشكلين، نجد أن هناك فوارق في أرقام عدة، ساهمت في أن تحل صفحة مايو كلينك في موقع قبل وزارة الصحة السعودية، أهم هذه العوامل هي ما يُسمى الباك لينكس، ويطيب لعشاق التعريب تسميتها بالروابط الخلفية.

الروابط الخلفية أو الباك لينكس هي عدد الصفحات التي تشير إلى صفحتك، بمعنى آخر توجد صفحتك كرابط بطريقةٍ ما في هذه الصفحة، وغالبًا ما يكون للاعتماد عليه في معلومة ما.

كلما كثُرت الصفحات التي تعتمدك كمصدر في معلوماتها، أو تعطيك موثوقية بمجال ما، كلما ازدادت فرصتك لتظهر في مراتب متقدمة من نتائج البحث على  غوغل.

الآن نعود في حلقة (ليست مفرغة): ما الذي يجعل من محتواك مصدرًا موثوقًا؟

لا أعتقد أن الإجابة صعبة، يكفي لمحتواك أن يكون أصيلًا، يعتمد على مصادر جيدة، غير منسوخ أو مترجم اعتمادًا على غوغل مثلًا. المحتوى الجيد يعمل كمغناطيس للروابط الخلفية، وكتابة المحتوى الجيد تستدعي أولًا كاتبًا جيدًا، يحيط بالموضوع الذي يكتبه إحاطة تامة، ويفضل أن يكون من أهل الاختصاص، سأشعر بالراحة أكثر لدى قراءة محتوى طبي كاتبه طبيب مختص مما لو كان أستاذًا مساعدًا في الرياضيات مثلًا أو الأدب الإنجليزي.

وبالمناسبة، المحتوى الأطول يمكنك من إضافة المزيد من الروابط الداخلية العائدة لك، فتزيد بذلك فرصة الوصول إلى هذه الصفحات.

إذًا يمر دور المحتوى في أن تحل صفحتك في مراتب متقدمة في نتائج البحث على غوغل بمرحلتين:

الأولى: محتوى جيد جدًا.

الثانية: أن تحظى الصفحة بعدد جيد من الروابط الخلفية.

لننتقل إلى العامل التالي، ولا شك أن من شاهد الصورة أعلاه سيتساءل عن معناه.


الدومين أوثورتي Domain Authority (DA)

كثيرًا ما يصادفنا هذا الأمر، وبكلمات بسيطة، يعني ذلك كيف ينظر غوغل إلى موقعك، إذ نجد أن هناك نطاق مرجح ليحل في مراتب متقدمة في نتائج بحث غوغل أكثر من غيره، ولعل مثالنا الأشهر هو ويكيبيديا، إن أردنا البحث بشكل موسوعي وغير مختص، وفي مثالنا السابق نجد أن مايو كلينك يسجل DA  بقيمة 91 بينما موقع وزارة الصحة السعودية سجل 61. فما هي دلالات هذه الأرقام؟

الدومين أوثورتي هو تقييم النطاق ويتكون من 100 نقطة، ومع ارتفاع عدد النقاط ترتفع دلالة المؤشر، وكذلك الأمر له دلالتين: الأولى مدى إمكانية تقدم ترتيب الموقع في محركات البحث وفق معايير متوافقة مع غوغل، والأمر الآخر وهو هام جدًّا، وينبغي على أصحاب المواقع الإلكترونية أخذ الحيطة والحذر بشأنه، ألا وهو توافق هذا الموقع مع مجال معين.

بمعنى: إن كنت صاحب موقع طبي لا تفكر في إنتاج محتوى عن علم الفلك، فخوارزميات غوغل تعمل جيدًا على إظهار النطاقات التي يتوافق تصنيفها والمجال الذي تبحث عنه في نتائج متقدمة على غوغل قبل تلك التي تتعرض للموضوع عرضًا، ولا بد من التنويه أنه ومع تكرار الأمر ستلاحظ انخفاض ترتيب موقعك من حيث DA، والسبب بسيط: إنك تعمل على تضليل غوغل!

الـReferring domains: هي المواقع الخارجية التي تقود الزوار إلى موقعك مباشرة، كذلك تتضح دلالاتها في الصورتين.

المؤشر الأخير، لا داعي لشرحه وواضح أيضًا، ويشير إلى عدد الزيارات الشهرية للصفحة.


الكلمات المفتاحية

نحن نستخدم كلمات معينة لدى بحثنا على غوغل، أحيانًا نكتب سؤالا بأكمله، جرب كتابة “كيف أجعل” وسترى العجب العجاب، لعل أكثرها كيف أجعل زوجي يحبني! وتعمل خوارزميات غوغل لتعرض لنا أفضل النتائج. الكلمات المفتاحية والعناية بها مهمة تبدأ من عند الكاتب، ثم تكملها جهة التحرير، ومختص السيو حال وجوده.

ما أود التنويه عنه هنا في مقالنا هذا بخصوص الكلمات المفتاحية عدة نقاط:

  • فهم جيد لقصد المستخدم: تعمل خوارزميات غوغل على عرض أفضل النتائج التي تعكس قصد المستخدم، ففي حياتنا العادية، نحصل على أفضل تجاوب ممكن حين نفسح المجال للطرف المقابل لنا بأن يفهم تمامًا ما نقصد. كيف يتحقق ذلك؟ ببساطة هذه المهمة تبدأ من الكاتب. واستخدام العناوين الطويلة جيد في هذا الأمر، الاعتناء بالعناوين الفرعية وصلتها المباشرة مع محتوى الفقرات.
  • التركيز الجيد على الكلمة المفتاحية: لم نقل أن تحشوها في أنف كل عبارة، ترتبط هذه النقطة ارتباطًا وثيقًا بالسابقة، مثلًا: إن كنت تتحدث في مقال ما عن الإكزيما وطرق علاجها، عليك أن تركز محتواك وعناوين فقراتك جيدًا حول هذا المحور، لا داعي أبدًا للتحدث بشكل مسهب عن الأمراض الجلدية عمومًا، قد يعترض البعض بأن المطلوب عدد كلمات معين، وللوصول إليه علي إضافة محتوى. إليك نصيحة ذهبية: حتى لو استنفذت كل ما لديك من أفكار حول الفكرة المطلوبة، لا تقم بإضافة أكثر من بضعة سطور حول ما ليس على صلة وثيقة بها، ستضرك الزيادة ولن تفيدك. تعلّم ألا تعبث مع غوغل وخوارزمياته المتطورة يومًا بعد يوم.
  • لا تفترس الكلمة المفتاحية: هل تعلم المقابل في اللغة الإنجليزية، والذي أفضل ألا أترجمه حرفيًّا بالمطلق؟ إنه Keyword cannibalization وتحدث هذه الحالة حين تنتشر العديد من المقالات على موقع واحد عن كلمة مفتاحية واحدة، ستخسر فرصك في أن تتصدر نتائج البحث في غوغل. الزيادة لن تفيد بشيء، قد تكفي قطعة محتوى واحدة مكتوبة بمهارة وبما يتوافق مع الشروط التي تجعلها تحتل مرتبة متقدمة لإنجاز المهمة، عوض الإغراق الذي لا طائل منه. أنت هنا تنافس نفسك فقط.
  • أصغِ إلى اليوست، لكن لا تبصم بالعشرة: من يعمل في بيئة الووردبريس غالبًا مرت عليه هذه الإضافة، إنها تعطيك مؤشرات جيدة عن بلائك مع الكلمة المفتاحية في قطعة المحتوى التي تكتبها، لكن لا تدع اللون الاخضر يغرك، سألفت نظرك إلى أمر غاية في الأهمية، فقد تظهر في مراتب متقدمة من نتائج البحث لأمر متعلق بكلمتك المفتاحية، أو من حيث لا تعلم بأمر يرتبط بها.
    إضافة اليوست
  • ببساطة قد لا تكون بحاجة لأن تحسن ظهور صفحات متعددة لكلمة مفتاحية واحدة على محركات البحث، ونعود هنا إلى النقطة أعلاه. لما لا تفكر بأن تحسن الوصول إلى الصفحة عبر صفحات التواصل مثلًا، أو القوائم البريدية. الإنترنت بحر واسع، فهناك المزيد خارج غوغل وفيسبوك.
  • اعتنِ بالروابط الداخلية والنصوص البديلة في الصور: إن كنت تود رفع ترتيب صفحة لديك، اعمل على الإشارة إليها في مقالاتك، سيزيد ذلك من فرص تقدم ترتيب هذه الصفحة.

رغم تطور خوارزميات غوغل، وتحديثاتها المستمرة، لا يمكن القول أن أحدًا من أصحاب المواقع أو العاملين بها قد استطاع التكيف بالمطلق، ما زالت هناك مفاجآت، وبالطبع كلما كنت متابعًا للتغيرات، وسريع التفاعل معها، أنقذت موقعك من أن يتخلف عن باقي المواقع.

لقد تناولنا الكلمة المفتاحية، والروابط الخلفية في محتوى مكتوب حسب طريقة بحث القراء، لكنّ القارئ (معظم القراء) يتحرى الدقة والموثوقية فيما يبحث، وربما يساعدك غوغل في عرض النتائج ذات المحتوى الأفضل قبل غيرها، فما الذي يعطي لما أكتبه موثوقية؟

إنها المصادر التي تعتمد عليها، سأطرح عليك مثالًا بسيطًا: هل تصدق كلام طبيب مختص أمضى عمرًا باختصاصه مع تأكيد رسمي بذلك، أم تعتبر الكلام ثقة لمجرد أنه منشور على الإنترنت أو في أي مكانٍ آخر وربما أصبح أكثر تواترًا؟ سأخبرك شيئًا: تواتر المعلومات على الإنترنت لا معنى له إن لم يكن هناك مصادر يُعتد بها عالميًّا تدعمه.


وقفة مطولة مع المصادر

إن لم تكن تعتمد على كتاب ما (إن اعتبرنا أن الكتاب مُحَرَّر ومنشور أصولًا) فأنت حتمًا تعتمد على المواقع الإلكترونية لتستقي منها المعلومات، تذكر دائمًا: ليس كل ما هو مكتوب على الإنترنت صحيح، فأكثر من 95% منه— وهذه نسبة متفائلة— ينبغي أن يخضع للتمحيص والتدقيق، سأتغاضى هنا عن التقزيم الذي طال ما نعرف من وراء اعتمادنا فيما نريد البحث عنه على الإنترنت. فأولًا وثانيًا وعاشرًا لا مصادر يُعتدّ بها كما المراكز البحثية ذاتها أو تحليل البيانات.

لكن سنسلم بالأمر الواقع محاولين الخروج بأقل الأضرار، وسنعتبر أن الإنترنت هو سبيلك إلى تجميع المعلومات حول ما تود الكتابة عنه، عليك أن تعرف أن هناك غث وسمين، صالح وطالح، وللخروج بنتائج جيدة إليك الآتي:

على كل المواقع التي تستخدمها في كتابتك، لا سيما إن كنت تكتب بحثًا، أن تُقيَّم بناءً على جملة من المعايير، هذه المعايير هي نفسها التي تستخدمها لدى تقييمك أي مرجع آخر، بالإضافة إلى معايير أخرى، كالنطاق المضيف للموقع الإلكتروني والوظيفة التي يقوم بها.


الكتابة والمصادر

للتقييم أهمية كبيرة في استخدامك للمواقع الإلكترونية، حتى لو كان غرضك شخصيًّا، تعلم الحذر من الأخبار والمعلومات الزائفة. حيث تنشر الكثير من المواقع معلومات زائفة، ولم يتم تعريف المصطلح Fake News حتى عام 2016 تزامنًا مع الاتنخابات الأمريكية. فمن أين تبدأ إذًا؟؟


ويكيبيديا وبريتانيكا للمعلومات العامة أما المتخصصة…

إن كنت تجري بحثًا عموميًا غير متخصص، يمكنك البدء بويكيبيديا الإنجليزية، إذ ستجد ضالتك من كل المجالات تقريبًا فيها، هنا أود أن ألفت نظرك إلى أن ما هو مذكور من مراجع أسفل مقالات ويكيبيديا أهم من المقال نفسه وبكثير أحيانًا، أو البريتانيكا، إذ يمكن لتلك الموسوعات تقديم محتوى مبسط وواضح لأي مجال تقريبًا ما لم تكن تعد محتوى متخصصًا جدًا، كما أنك يمكن أن تنجز ذلك وبسرعة.

عليك تحري دقة المعلومات، وذلك ممكن بالنظر إلى المراجع الموجودة أسفل مقالات ويكيبيديا.


إن كان بحثك متخصصًا راعي النقاط التالية في المصادر:

  • التحديث: لا بد من النظر إلى تاريخ آخر تعديل، لكن قد يضع محرر همزة على ألف في قطعة المحتوى ويضغط تحديث ليظهر لنا أن المحتوى محدث.. عليك الحذر ومقاطعة معلومات ما تقرأ بمعلومات أخرى وردت في أماكن أخرى كالدوريات العلمية ذات الصلة مثلًا.
  • الدقة: قد تكون المعلومات الأحدث أكثر دقة، لكن ليس دائمًا. أيضًا قاطع هذه المعلومات مع معلومات من مواقع منافسة مثلًا.
  • كيف يغطي هذا الموقع الخبر: هل يغطيه بعمق، وهل يمكنك اللجوء إلى مصادر أخرى لردم الهوة؟ عليك أن تقيم نوع المعلومات ودرجة عمقها قبل اعتمادك على المصدر.
  • المصداقية: ترتبط بالدرجة الأولى بمن كتب هذا المحتوى، وما مدى المصداقية التي يمكن أن ترتبط به، ماذا تريد أن تفعل بهذه المعلومات، هل من كتب المحتوى يملك من المؤهلات والسمعة الجيدة ما يجعل ما كتبه يُعتد به؟ ما هي المواقع التي يستند إليها ومدى موثوقيتها. كلما كان الكاتب أكثر تأهيلًا، زادت موثوقية المحتوى.
  • الاستضافة: قد لا يكون دومًا من يكتب المحتوى هو صاحب الموقع الإلكتروني، لأصحاب المواقع الإلكترونية ضرورات عليهم التماشي معها، فقد ينشرون محتوى لمجرد أنه مدفوع، توخى أشد الحذر. أما ما ينبغي فعله فهو التالي:
  1. الحيادية: الابتعاد عن المواقع التابعة لإحدى الشركات التي تهتم بالترويج لمنتجاتها، هل تتخيل مثلًا أن تقوم شركة كيمياويات بالإفصاح التام عن مكوناتها، أو أن تذكر تهيجًا جلديًا سببه المنتج. كل ما ستنشره هو ما يجعل كلا الجنسين يتخيل بشرة وشعرًا كالحرير.
  2. الموضوعية: انظر إلى الموقع الذي يشغله المؤلف، المهنة التي يمارسها، وإن كان كلامه يعكس وجهة نظر ما، تحرى ذلك بدقة.
  3. المراجع التي اعتمدها المؤلف: إن كنت مثلًا تبحث عن موضوع حول الثقوب السوداء، راعي أن تكون المصادر المعتمدة تخص علم الفلك، وليست عامة.

هناك عوامل أخرى مثلًا أن يسهل الوصول إلى معلوماتك في تصميم صفحة الويب التي ستنشر ما كتبت، وهناك أمر الإعلانات التي لا يمكن حتى لمواقع عالمية أن تستغني عنها، لكن لا يجب أن تشغل مساحة أكثر من اللازم.


قيّم حتى نتائج البحث التي تظهر لك على الصفحة الأولى في غوغل

يعتمد غوغل في إظهاره لنتائج البحث على خوارزميات تتطور باستمرار، لكن ما سيظهر لك من نتائج يعتمد بالدرجة الأولى على عمليات بحث سابقة قمت بها، أي سلوكك أنت كمستخدم للويب، هذا ما يجعلك تشعر بأن غوغل يراقبك وحتى يوتيوب!

إنها ليست عملية مراقبة، إنها فقط خوارزميات عمدت إلى فلترة تفضيلاتك لتظهر لك ما يلائمك! كذلك من حيث الإعلانات. أشخاص مختلفين ستظهر لهم نتائج بحث مختلفة حتى باستخدامهم لعبارة البحث نفسها. فيسبوك يجمع بياناتك وأيضًا غوغل وكثير من المتصفحات والمواقع الإلكترونية. من هنا قد تبدو فكرة خيار التصفح الخفي مُثلى، أو حتى اعتماد متصفحات أخرى مثل دك دك غو..


لا بد أيضًا من تحري الرابط بعد استقرارك عليه وامتداد اسم النطاق كما يلي:

بعد نقرك على نتيجة البحث التي اخترتها، ستجد في شريط البحث رابط URL، هذا الرابط يخبرك الكثير: (سم الشركة، والغرض من الموقع وأحيانًا بلد المنشأ، كذلك ما إذا كان هذا الموقع شخصيًا أو لمجموعة ما. في العادة لا يمكن اعتبار المدونات والمواقع الفردية مصادر موثوقة بغالبيتها العظمى.

الأمر الأهم ربما في عنوان الموقع الإلكتروني هو امتداد اسم النطاق وما يفصح عنه من تفاصيل، وأشهر هذه الامتدادات:

  • .com: تعني أن الشركة تجارية وتحقق أرباحًا من كثير من منشوراتها، تعمل أيضا هذه الشركة على الترويج لمنتجاتها، هنا لا نقول أن معلوماتها مغلوطة، لكنها حتمًا تخفي جوانب ما، ويتم الاعتماد عليها بالكثير الكثير من الحذر.
  • .edu: يتبع لمؤسسة تعليمية، ابتداءً من دور الحضانة وحتى المراكز البحثية الكبرى، يُنظر إلى معلومات هذه المواقع على أنها موثوقة، لكن نود إخبارك أن طلاب بعض هذه المواقع قد ينشرون على حساباتهم فيها دون مراجعة، لذا هنا توخى الحذر أيضًا.
  • .gov: مؤسسات حكومية، يمكن الاعتماد على معلوماتها فيما يتعلق بالإحصاءات إلى درجة كبيرة،
  • .org: منظمة غير ربحية، عادة معلوماتها موثوقة لكن يُعاب عليها انحيازها في بعض النقاط. مثلا لا يمكن أن تعتبر معلومات زيادة الخصوبة التي تحصل عليها من موقع لمنظمة حكومية تدافع عن تحديد النسل أو الإجهاض الاختياري كافية.
  • mil.: للمؤسسات العسكرية، وقد تحتاجه في الحصول على معلومة ذات صلة عسكرية، لكن قد نتساءل: ما الذي يدفع إحدى الدول إلى الشفافية في مثل هذه المعلومات؟ لا أعرف. ولا يمكن أن أعتمد عليها إلا إحصائيًّا، وليس كثيرًا.
  • .net: حين يريد أي كان أن ينشر على الإنترنت، إن اعتمدت على مثل هذه المواقع، تحرى معلوماتك جيدًا.

أما طريقة وضع روابط المصادر في المقال فيمكن أن تتم بطرق مختلفة: قد تضع الرابط كهايبر لينك على إحدى الكلمات ذات الصلة في الفقرة المأخوذة من المصدر (راعي ألا تضع رابط هذا المصدر على كلمة تريد ربطها مع صفحة من موقعك لتحسن ترتيبها، بهذه الطريقة أنت تحسن ترتيب المنافس لأجل نفس الكلمة المفتاحية).

يمكن كذلك استخدام الفوتنوت، لتظهر المصادر في الأسفل، وهي طريقة ممتازة إن كانت تهمك مصداقيتك وسمعتك.

خاتمة القول:

ذو صلة

عمم غوغل عملية الحصول على المعلومات، لكن ربما تُفاجئ لدى بحثك عن مجال ما بعدم وجود إلا رؤوس أقلام على غوغل، فلكي تستطيع كلمتك المفتاحية أن تكون ذات فائدة، ينبغي وجود عمليات بحث وافرة عليها في الأساس. لا تدع الخيبة تتسلل إليك إن كتبت مثلًا مقالًا عن الميثولوجيا وهوكينغ لتجده بعد فترة وقد عاد إلى مسودات الموقع (كما حدث معي)، إذ لا يهتم كثيرون فعلًا بما يجمع بين الميثولوجيا وهوكينغ.

أمر آخر: قارئ العربية عمومًا إنسان نزق؛ لذا لتجعله يبقى في مقالك أكثر من دقيقة، أعطه الزبدة في أول فقرتين. وتذكر دومًا: المواقع الإلكترونية تعطيك معرفة عامة جدًا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة