ما لا تعرفه عن النجوم – الجزء الأول
تُزيّن سماءنا ببريقها الساحر فتضفي على ظلمات ليلنا جمالاً يخطف الأبصار، فما قصة هذه النقاط المضيئة التي ألهمت الإنسان منذ آلاف السنين؟
سنبدأ اليوم رحلةً إلى أعماق كوننا الساحر لنتعرف على أحد أكثر أسرار الكون روعةً وجمالاً:
هل تساءلت يوماً وأنت تنظر للسماء من أين جاءت هذه النجوم وكيف ظهرت للوجود؟
قد تفاجئك الإجابة قليلاً.. فهل تعلم أن للنجوم قصة حياة لا تختلف عن حياة أي واحد فينا؟!!.. فيولد النجم ويكبر ليمر بمرحلة الشباب, فمنتصف العمر, فالشيخوخة, فالموت!..
فكيف تولد النجوم؟
لنعرف كيف تولد النجوم دعونا نبدأ الحكاية من البداية، فعودوا بساعاتكم 13 مليار سنة إلى الوراء حين بدأ كل شيء:
يعتقد العلماء أن كوننا في بدايته كان عبارة عن كتلة صغيرة ذات كثافة وحرارة لا يمكن تصورها!.. ولسبب لا يعرفه أحد حتى الآن انفجرت هذه الكتلة بمشيئة الله انفجاراً هائلاً منذ قرابة 13 مليار سنة لينتج عن انفجارها سحابة هائلة من الغاز والغبار الكوني:
ومن هذه السحب الغازية والغبار الكوني الذي ينتشر في كل أرجاء الكون تبدأ حكاية نجمنا:
كيف يبدو النجم وهو جنين؟!
حيث تتقارب جزئيات الغاز والغبار الكوني مع بعضها البعض بفعل الجاذبية، فتنكمش سحابة الغاز تلك شيئاً فشيئاً. ومع انكماشها تزداد حرارة المنتصف بسبب الاحتكاك والجاذبية:
وبمرور الوقت يزداد الانكماش وتزداد الحرارة والكثافة في المنتصف، ليصبح لدينا ما يسمى بـ”نجم أولي وليد” Protostar:
وتحت هذه الظروف من الضغط والحرارة الهائلتين تبدأ عملية الاندماج النووي حين تتحول ذرات الهيدروجين إلى الهليوم مطلقةً كميات هائلة من الحرارة، ولتتصوروا أي طاقة هائلة تحدث نتيجة هذه العملية شاهدوا ما الذي تفعله كمية ضئيلة للغاية منها في القنبلة الهيدروجينية:
تصوروا الآن لو قمنا بجمع مئات الملايين من هذه القنابل بجانب بعضها البعض ثم قمنا بتفجيرها مرة واحدة، ثم تخيلوا أننا نعيد القيام بهذه العملية كل ثانية!!
بهذه الطاقة الهائلة فيبدأ النجم في الإشعاع لنراه بصورته التي نعرفها:
فيشع النجم ضوءاً وحرارة ليطرد ما تبقى حوله من السحابة التي تشكّل منها، وقد يحدث في بعض الأحيان أن تتحول أجزاء من تلك السحابة إلى كواكب.
لكن السؤال المحير هنا هو التالي:
قلنا أن الجاذبية تؤدي إلى انكماش سحابة الغاز على نفسها فيتشكل النجم. لكن لماذا لا يستمر هذا الانكماش فيسحق النجم على مركزه؟!!
السبب هو أن الحرارة الهائلة في مركز النجم الوليد تؤدي إلى توليد ضغط هائل يدفع الغاز للخارج، فتتعارض هذه القوة مع قوة الجاذبية التي تدفع الغاز للداخل!
وبحدوث الاتزان بين هاتين القوتين يدخل النجم مرحلة الاستقرار كنجم وليد.
وكما يؤثر وزن الطفل حين ولادته على حياته يؤثر حجم النجم كذلك حين ولادته على حياته، وهذا ما سنراه في الجزء القادم إن شاء الله من هذا الموضوع..
وإن كان لكم أي استفسارات أو اقتراحات شاركوني بها من خلال التعليقات:
مصادر: 1, 2
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.