ما الفرق بين البيض البني والأبيض؟ هل البيض البني أفضل من الأبيض صحيًا؟ 🤔

عندما يتعلق الأمر بالطعام، وتحديد ما هو الأفضل بين نوعين من نفس الفصيلة، فالقاعدة الذهبية في اختيار الطعام الأفضل بحسب اللون هي أن اللون البني هو الأفضل، مثلًا، الخبز البني أفضل من الأبيض، والسكر البني أفضل صحّة من السكر الأبيض، وهكذا.. لذا هل يجعل ذلك البيض البني أفضل من الأبيض صحيًا؟؟ أو أن هذه القاعدة لا تُطبّق هنا، تمامًا كما في حالة الإنسان، لا يهم مظهره الخارجي إنما ما يحمل من إنسانية في داخله؟…

اقرأ أيضًا: CMS1 : التسويق بالبيض و استراتيجية السحر الناعم !

ما قد يكون متعارف لدى الجميع هو أن البيض البني أغلى ثمنًا من الأبيض، ولكن بعد ما أسلفنا ذكره عن اللون وما يلعبه من دورٍ في تفضيل الأطعمة، قد يتبادر إلى اذهاننا سؤال، وهو هل ارتفاع سعر البيض البني عن الأبيض يجعلنا نتوقع احتوائه على عناصر غذائية أكثر من الأبيض؟ أو ربما يكون مذاق ذلك البني أفضل؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل يبرر ذلك فرق السعر؟ ماذا عن السعرات الحرارية الموجودة في كِلا النوعين؟ كل ذلك في مقالنا هذا، سنستعرض الفرق بين البيض البني والأبيض من مختلف النواحي.

مقالُنا عن الفرق بين البيض البني والأبيض، ولكن هل تعلم أن هناك ألوان أخرى من البيض؟؟ حقيقةً، يعتمد لون قشرة البيضة على سلالة الدجاج المُنتجة، مثلًا، تضع دجاجات ليغهورن (Leghorn) البيضاء بيضًا ذو قشرة بيضاء، بينما تضع الدجاجات من سلالات بلايموث روك (Plymouth Rocks) والرودايلند الأحمر (Rhode Island Reds) بيضًا بني القشرة. وبعض السلالات مثل غالينا مابوتشي (Gallina mapuche) ودجاج الأروكانا (Araucana)، تضع بيضًا ازرق أو أخضر مُزرق.

تأتي الألوان المختلفة للقشرة بحسب الأصباغ التي ينتجها الدجاج، وبالنسبة للبيض البني، فالصباغ الرئيسي في القشرة يسمى بروتوبورفيرين 9 (Protoporphyrin IX)، أما الصباغ الرئيسي في قشرة البيض الأزرق فهو البيليفردين (Biliverdin)، وكلاهما تابع لصباغ الهيم (Heme)، الصباغ الذي يعطي الدم لونه الأحمر.

في النهاية وبشكل رئيسي، تحدد العوامل الوراثية لون قشرة البيضة غالبًا، ولكن هناك عدة عوامل تلعب دورًا في التأثير على اللون أيضًا، على سبيل المثال، يساهم تقدّم الدجاجة في العمر في وضعها للبيض الأكبر حجمًا والأفتح لونًا، كما تؤثر البيئة التي تعيش فيها الدجاجة، ومستوى الإجهاد الذي تتعرض له، على لون البيض بدرجات، أي تغير من اللون بحيث يكون أفتح أو أغمق بدرجات، إنما العامل الرئيسي المحدد للون يبقى السلالة والوراثة.

اقرأ أيضًا: حادثة البيض: ترجمة جوجل توقع النرويجيين في ورطة

إن الدجاج المُنتج للبيض الأبيض دجاج أبيض الريش، ذو شحمة أذن بيضاء أو فاتحة اللون، بينما يضع البيض البني دجاج ذو ريش بني وشحمة أذن حمراء اللون، وربما هذا ما يفسّر تداول البيض الأبيض أكثر من البني في السوق، هذا لأنه متواجد بكثرة، ويرجع ذلك إلى تربية الدجاج المنتج له بكثرة، حيث أن تربية الدجاج الأبيض الريش أرخص، سواء من حيث الشراء أو من حيث التغذية؛ إذا لا يتغذى هذا الدجاج أو يأكل بمقدار ما يأكله ذاك البني.

وتباعًا للفقرة السابقة، كما قلنا أن الدجاج ذو الريش البني أغلى من الأبيض، لأنه ذو حجم أكبر ولديه شهية أعلى للأكل، لذا يحتاج هذا النوع إلى المزيد والمزيد من الأكل فهو بذلك يستهلك كثيرًا حتى يكبر، ويستهلك بعد أن يكبر أيضًا، وهذا ما يجعل بيضه أغلى من بيض الدجاج ذو الريش الأبيض.

قديمًا، كان معروفٌ عن الدجاج ذو الريش البني أنه كبير ويضع القليل من البيض، لذا هو مكلف ولا يسدد بيضه تكلفة الخسارة عليه، لذا كان يُباع بسعر أعلى من الأبيض، إلا أن ذلك لم يعد صحيحًا الآن، وما زال البيض البني أعلى سعرًا، ربما كما قلنا لأن الدجاجة البنية تأكل كثيرًا.

أجريت الكثير من الأبحاث لتحديد ما إذا كان هناك اختلاف في القيمة الغذائية لكِلا النوعين، ولكن حتى الآن لم يتمكن خبيرو التغذية من تحديد فرق هائل بين النوعين من حيث القيمة الغذائية. ولكن هذا لا يلغي وجود بعض الفروق بينهما، فبالنسبة لأولئك الذين يريدون الحصول على كمية كافية من البروتين لجسمهم، ولكن لديهم عائق صحي يجب مراقبته دائمًا مثل الكوليسترول والسعرات الحرارية أو غيرها، فيُعتبر البيض البني أفضل من الأبيض، هذا ما قالته الخبيرة في إدارة شؤون الوزن الدكتورة جارجي شارما (Gargi Sharma).

هناك عوامل يمكن أن تؤثر على المحتوى الغذائي للبيضة، مثلًا، في حالة الدجاج المسموح له التجول تحت أشعة الشمس، يحتوي بيض هذا الدجاج على 3-4 أضعاف كمية فيتامين D التي يمكن أن تجدها في بيض الدجاج العادي الذي لا يخرج كثيرًا، ومن جهة أخرى، ترى الدجاج الذي يحتوي نظامه الغذائي على أحماض أوميغا-3 (Omega-3) الدهنية بكميات كبيرة، ينتج بيضًا يتميز بنسبة عالية من هذه الأحماض، ونفس النتيجة عندما يتغذى الدجاج على علف غني بفيتامين D.

نعم، يختلف طعم البيض البني عن طعم الأبيض، ولكن لا علاقة لذلك بالجودة أو الخصائص الغذائية للبيضة، بل يرتبط ذلك بالنظام الغذائي للدجاجة المُنتجة للبيضة، لذا، إذا أطعمت دجاجة ذات ريش أبيض ودجاجة ذات ريش بني نفس نوع الطعام تمامًا، فإن اختلاف مذاق بيضهما لن يُلاحظ أبدًا، ولكن كما قُلنا، للدجاج البني شهية أكثر للأكل، وهذا ما يفسّر ربما تلقّيها أنواع مختلفة من الطعام، وبالتالي ما يجعل هناك فرق في الطعم.

هناك عوامل عديدة تؤثر على مذاق البيض، ومنها طريقة طهيه! ولكن إذا اعتبرنا أن طريقة الطهي نفسها تمامًا، فهناك عوامل النظام الغذائي كما قلنا، مثلًا، الدجاج الذي يكون نظامه الغذائي غنيًّا بالدهون ينتج بيضًا ألذّ من الدجاج الذي يكون نظام غذائه منخفض الدهون، ومن جهة أخرى، الدجاج الذي يتغذى على العلف الحاوي على زيت السمك بكثرة وأنواع معينة من الدهون أو حتى فيتامينات A وD، قد تكون البيضة المُنتجة منه غير محببة المذاق. غالبًا ما يكون لون الصّفار في البيض البني أكثر قتامة، لأن الدجاج البني يتغذى على الذرة بكثرة.

يعتقد البعض أن هناك اختلافًا بين قشرة البيض الأبيض والبني، ويعتقدون- بسبب شهرة الألوان القاتمة بالقساوة أكثر من الفاتحة- أنه ربما القشرة البنية أقسى من البيضاء، ولكن الحقيقة أنه لا يوجد فرق حقيقي بينهما. الاختلاف في القساوة يكمن فقط في أن الدجاجات الأكبر سنًا تضع البيض بقشرة صلبة أكثر من مثيلاتها الأصغر سنًا، وهذا ينطبق على الدجاج ذو الريش البني والأبيض.

في النهاية، بغض النظر عن البيض البني أو الأبيض، فمما سبق نستنتج أن الاختلافات لا تغيّر شيئًا مما يهمّنا حول البيض، ألا وهو قيمته الغذائية، ولكن يجب أن تعرف أنه كلما زادت مدة التخزين للبيض، زادت احتمالية تكوين نكهة غير طبيعية في البيض، ويساعد تخزينه في درجات حرارة منخفضة وثابتة على الحفاظ على نكهته لفترة أطول، ولكن يُفضّل في جميع الأحوال ألا يبقى مخزنًا كثيرًا.

اقرأ أيضًا: تاريخ الملح: تلك المادة التي اعتقدت حضارات كثيرة أنها أغلى من الذهب!