ماذا سيحدث إذا ضربك أحدهم بقبضة سوبر مان؟

أغمض عينيك لثانية ثم افتحهما، هذه هي الفترة الزمنية التي يستغرقها الضوء لقطع مسافة 299792458 مترًا. وهو بذلك يمتلك أسرع حركة في الكون بلا منافس، ولا يستطيع أحد خرق هذه الطبيعة الفائقة للضوء، حتى وإن كان ذلك الرجل الخارق الذي صار قدوة للأطفال "سوبر مان" (Superman)، شاهدناه على شاشات التلفاز يحمل أوزانًا خيالية ولا يتأثر، يستطيع تحريك مبنى من موضعه ويطير به فوق السحاب، لكن تخيل أن يلكمك بقبضته القوية التي قد تعادل سرعة الضوء في حركتها، ربما تنطلق إلى الفضاء خارج نطاق كوكب الأرض في لمح البصر، لكن ما يحدث أسوأ من ذلك نظريًا. 

حظي سوبر مان بشعبية واسعة بين الأطفال والكبار. واستطاع بقوته، خرق الكثير من قوانين الطبيعة. فمهما عظمت قوة الإنسان الجسدية، لديه حد معين يقف عنده. وفي حالة بطلنا العزيز "سوبر مان" ورغمًا عن قوته الخارقة، إلا أنه لا يستطيع التحرك بسرعة الضوء ولا أن يوجه لكمة تساوي سرعة الضوء في سرعتها. مع ذلك هناك سؤال خيالي يلوح في الأفق، ماذا سيحدث إذا ضربك أحدهم بلكمة سوبر مان؟ 

حسنًا، نستطيع الإجابة على هذا السؤال نظريًا، ربما نعطي لكمته التي يوجهها بقبضته البالغة 300 جرام، سرعة تعادل 99 % من سرعة الضوء، أي 296794533 متر في الثانية. وهذا يعني أنّ مقدار الطاقة التي يُطلقها تُعادل 190 كوادريليون جول. (علمًا بأنّ الكوادريليون يتكون من الرقم 1 وأمامه 15 صفرًا) هل تعرف ماذا يعني هذا؟ ربما تأتينا الإجابة من الماضي..

في 6 أغسطس/آب 1945، ألقت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلة هيروشيما وناجازاكي، ما تسبب في دمار اليابان وقتل آلاف المواطنين ونشر أمراض بشعة. تخيل أنّ الطاقة التي تتطلقها قبضة سوبر مان، تُعادل 2800 مرة قنبلة هيروشيما. مرعب، أليس كذلك؟ لكن، مهلًا، الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. هل تُحب الهامبرغر؟ فكر، فكر، فكر.. انتهى الوقت! 

إذا كنت من محبي الهامبرغر، فيُسعدني إخبارك بأنّ الطاقة التي سيستهلكها سوبر مان حتى يلكمك بقبضة سرعتها تُمثل 99 % من سرعة الضوء، سيجعله يحتاج إلى تناول 82 مليار شريحة من الهامبرغر كبير الحجم، أي ما يعادل 45 تريليون سعر حراري. (مذهل!) 

بالتأكيد، ستبدو صفعة "ويل سميث" أكثر حنانًا. لكن جديًا، ستحصل أشياء خارقة للطبيعة: 

لأن سرعتها تقترب من سرعة الضوء الذي يستغرق 1 نانو ثانية حتى يصل إلى نواة العين، فيستطيع الدماغ معالجته، وفي حالة لكمة تقترب سرعتها من سرعة الضوء، لن تتمكن من إدراكها حتى. 

وهي الطاقة اللازمة لدمج نوتين خفيفتين، فنحصل في النهاية على نواة ثقيلة. وهي الطاقة التي تستخدمها النجوم مثل الشمس. تخيل أن يضربك أحدهم بطاقة تشبه إلى حد كبير طاقة الإندماج النووي ذلك. ولك مُطلق الحرية في تخيل أي سيناريو بشع، بطله انفجار لم تشهده الأرض من قبل! 

تخيل المشهد التالي: رجل غاضب لا يجد شيء أمامه يضربه، فُفرغ طاقته في زجاج النافذة بكل ما أُتي من قوة. بالطبع سينكسر الزجاج إلى شرائح صغيرة. افترض أنّ جسدك هو الزجاج، لكن لسوء حظك، إنها ليست مجرد لكمة من ويل سميث الغاضب، وإنما من سوبر مان الذي سيُفتت جسدك إلى ذرات، بل إلى جسيمات دون ذرية (وهي مكونات الذرة مثل الكوارك والإلكترونات والبروتونات وغيرهم). بعبارة أخرى، ستختفي كليًا يا صديقي، ولن يجدوا جثمانًا يتلون الصلاة عليه. 

إنها لكمة السوبر مان، ماذا تنتظر؟ تخيل أبشع الأحداث، ومن ضمنها انهيار الأرض من تحتك، حيث تترك هذه القبضة فوهة قطرها 1 كيلو متر وعُمقها 221 مترًا. (يا للهول!) 

لذلك، إذا حصل وقابلت سوبر مان في يوم ما (وأشك في ذلك) رجاءً لا تغضبه، فالدمار الذي سيُحدثه لن يؤذيك فقط، سنتأثر جميعًا يا صديقي وستختفي أنت، ولن يتبقى سوى اسمك.