تخطيط الدماغ
لطالما سمعنا باختبار تخطيط أمواج الدماغ (Electroencephalography) أو ما يدعى اختصارًا EEG، لكن قلة منا من يمتلك معلوماتٍ كافيةً عن هذا الاختبار، فما هو تخطيط الدماغ وكيف يتم وهل يحمل أي مخاطرَ صحيةٍ على المريض؟
ما هو تخطيط الدماغ EEG
من المعروف أن خلايا الدماغ ترتبط مع بعضها عبر نبضاتٍ كهربائيةٍ، ولتقييم هذا النشاط الكهربائي في الدماغ يتم اللجوء إلى إجراء اختبار تخطيط أمواج الدماغ، وهو فحصٌ يساعد في الكشف عن أي مشاكلَ محتملةٍ مرتبطة بهذا النشاط الكهربائي.
يعمل هذا الفحص على تعقب وتسجيل أنماط الأمواج الدماغية، وتظهر النبضات الكهربائية على شكل خطوطٍ متموجةٍ يتمكن الطبيب عند قراءتها من تحديد ما إذا كانت طبيعيةً أو شاذةً، والتي قد تكون علامةً للإصابة بالنوبات أو أيّ اضطرابٍ دماغيٍّ آخر.
مراحل تخطيط الدماغ
يمر المريض بعدة مراحلَ منها ما يسبق إجراء التخطيط الدماغي وأخرى تتبعه، وهي:
- قبل إجراء التخطيط: يجب إعلام الطبيب بكافة المكملات الغذائية والأدوية التي يتناولها المريض، وتجنب تناول أو شرب أي مادةٍ تحوي على الكافيين قبل 8 ساعاتٍ من التخطيط على الأقل، إضافةً إلى غسل الشعر جيدًا في الليلة التي تسبق إجراء التخطيط، وعدم ترك أي منتجات تصفيفٍ أو ترطيبٍ على الشعر.
قد يطلب الطبيب من المريض النوم أقل وقتٍ ممكنٍ قبل إجراء التخطيط إذ إن على المريض أن ينام أثناء الفحص. ومن الممكن أن يُعطى المريض دواءًا مهدئًا لينام قبل بداية الفحص. - خلال التخطيط الدماغي: يُطلب من المريض أن يستلقي على سرير الفحص ويوضع حوالي 20 مستشعرًا صغيرًا (أو ما يُعرف بالأقطاب) على جمجمته من قبل المختص، وتعمل هذه الأقطاب على استقطاب النشاط الكهربائي للعصبونات داخل الدماغ وترسلها إلى آلةٍ تقوم بإظهارها على شاشة الكمبيوتر أو على ورقةٍ متحركةٍ على شكل سلسلةٍ من الخطوط. سيبدأ المريض بالاختبار وهو مسترخٍ مع إبقاء عينيه مفتوحتين ثم يُطلب منه أن يُغلقهما، وقد يطلب منه الاختصاصي أن يتنفس بعمقٍ وبسرعةٍ أو أن يحدق في ضوءٍ وامضٍ لأن أيًا من هذه الطلبات يستطيع تغيير أنماط الأمواج. إن هذه الآلة تسجل نشاط الدماغ فقط ولا تحفزه، ومن النادر جدًا حدوث نوباتٍ أثناء الاختبار. يمكن في بعض الحالات إجراء التخطيط الدماغي للمريض ليلًا أثناء نومه، ويُدعى الفحص بفحص النوم (polysomnography) أو PSG في حال كانت غاية الفحص اختبار وظائفَ أخرى في الجسم أيضًا كالتنفس والنبض، وقد يُرسَل المريض في بعض الحالات إلى المنزل مع جهاز EEG يقوم إما بإرسال البيانات مباشرةً إلى عيادة الطبيب أو بتسجيلها إلى حين موعد الفحص التالي.
- بعد التخطيط الدماغي: يتم إزالة الأقطاب وآثار اللاصق المثبّت لها المتبقية على الرأس، ويمكن الاستعانة بالقليل من مزيل طلاء الأظافر في المنزل للتخلص من أي مادةٍ لاصقة باقية، ويستطيع المريض قيادة السيارة بعد إجراء تخطيط الدماغ في حال لم يمانع الطبيب أو لم يعانِ المريض من نوبةٍ ما، ولكن في حال تم التخطيط أثناء الليل فمن الأفضل عدم القيادة.
أنواع فحص التخطيط الدماغي
- تخطيط الدماغ الروتيني: يُطلب فيه من المريض الاسترخاء وفتح عينيه وإغلاقهما عدة مرات، كما يمكن أن يُطلب منه التنفس بعمقٍ لعدة دقائقَ، وينتهي بوضع ضوء وامض قرب المريض لمراقبة تأثيره على نشاط الدماغ، ويستغرق هذا الفحص 20 إلى 40 دقيقة.
- تخطيط الدماغ أثناء النوم: حيث يبقى المريض مستيقظًا الليلة السابقة للفحص، ويتم اللجوء إليه عند عدم تقديم الفحص الروتيني معلومات كافية أو من أجل كشف اضطرابات النوم لدى المريض.
- تخطيط الدماغ المتنقل (ambulatory EEG): يتم فيه تسجيل نشاط الدماغ ليلًا ونهارًا خلال يومٍ أو عدة أيامٍ، حيث يتم وصل الأقطاب إلى جهازٍ صغيرٍ يمكن تثبيته على الملابس يقوم بتسجيل نشاط الدماغ أثناء نشاطات المريض اليومية.
- تخطيط الدماغ المصوَّر: أو Video telemetry، ويتم فيه تسجيل نشاط دماغ المريض وتصوير نشاطاته اليومية، ويُجرى على مدى عدة أيام في جناحٍ مخصص في المستشفى، وذلك لتأمين معلوماتٍ أكثر عن نشاط الدماغ.
أسباب اللجوء إلى التخطيط الدماغي
يستخدم الأطباء تخطيط الدماغ بشكلٍ أساسيٍّ لتشخيص أنواعٍ مختلفةٍ من اضطراب نوبة الصرع المعمّمة (seizure disorder)، كما يمكن للتخطيط أن يفحص وجود داء الصرع وتحديد مكان نشوئها في الدماغ، إضافةً إلى مساعدة الأطباء في تقييم حالاتٍ طبيةٍ أخرى مثل:
هل يحمل تخطيط الدماغ أي مخاطر صحية؟
يُعتبر هذا الإجراء آمنًا ومريحًا، ولا تسبب الأقطاب أي إزعاجٍ للمريض، ولا تحمل أي خطرٍ للإصابة بصدمةٍ كهربائيةٍ، لكن قد يسبب التخطيط في حالاتٍ قليلةٍ جدًا نوباتٍ لمرضى الصرع بسبب ما يحتويه الاختبار من أضواءٍ وامضةٍ أو تنفسٍ عميقٍ، إلا أن الأخصائيَّ قادرٌ على تأمين العلاج بسرعةٍ. من المهم جدًا مناقشة أي مخاوفَ لدى المريض مع الطبيب فيما يتعلق بحالته الصحية.
عوامل تؤثر على نتيجة تخطيط أمواج الدماغ
هنالك العديد من العوامل التي تؤثر على صحة ودقّة نتائج تخطيط الدماغ، نذكر منها: