تنظيف الدم من النيكوتين
النيكوتين مادةٌ كيميائيةٌ سامةٌ تحتوي على النتروجين، وهو موجودٌ في عدة أنواع من النباتات منها التبغ، ويمكن تحضيره صناعيًا، وعلى الرغم من عدم تسببه بالإصابة بالأمراض السرطانية أو الأمراض المزمنة بشكلٍ مباشر، إلا أنه يُهيئ لهذه الأمراض المميتة، ويعتبر مادةً مسببةً للإدمان، وسنتعرف في مقالنا على أضراره وطرق تنظيف الدم من النيكوتين.
الآثار السلبية للنيكوتين
يُعتبر النيكوتين مادةً شديدة الإدمان تسبب رفع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب وتدفق الدم إلى القلب، إضافةً إلى تضيق الأوعية الدموية، كما يمكن أن يسبب تصلبًا في جدران الأوعية الدموية، وبالتالي زيادة خطر الجلطة القلبية. يمكن أن تبقى مادة النيكوتين في الجسم من 6 إلى 8 ساعات حسب مقدار تدخين الفرد.
بالإضافة إلى الإدمان، فإن بعض أعراض الانسحاب يمكن أن تظهر لدى المدخنين الراغبين بالإقلاع عن التدخين. والجدير بالذكر أن بعض السجائر الإلكترونية ومنتجات الدخان الحديثة تحتوي على كميات نيكوتين أكبر من تلك الموجودة في السجائر العادية، على الرغم من إدعاء الشركات بخلاف ذلك.
ماذا يحدث بعد دخول النيكوتين إلى الجسم
بعد ساعتين من دخول النيكوتين إلى الجسم يكون الجسم قد تمكن من التخلص من نصف الكمية، مما يعني أن الآثار الفورية للنيكوتين تذهب سريعًا، ومنها يأتي شعور البعض بالحاجة إلى الحصول على المزيد من هذه المادة. عند دخول النيكوتين إلى الجسم فإنه يتجزأ إلى أكثر من عشرين مادةٍ مختلفةٍ بما فيها الكوتينين والأناباسين والنورنيكوتين، ويتم التخلص من هذه النواتج عبر الكلية، ويمكن قياس معدلاتها في الجسم عبر إجراء اختباراتٍ للبول أو الدم أو اللعاب أو الشعر أو حتى الأظافر.
مدة بقاء النيكوتين في الجسم
تبعًا للرابطة الأمريكية للكيمياء السريرية (American Association For Clinical chemistry) يحتاج جسم المدخن إلى أسبوعين بعد إيقافه للنيكوتين حتى يتمكّن من إعادة مستويات الكوتينين إلى المقدار الطبيعي الذي يكون عند غير المدخن، ويحتاج انخفاض معدلاته في البول إلى عدة أسابيعٍ إضافية، أما في الشعر فقد تبقى آثاره لمدةٍ أطول، وبالتالي فكلما زادت نسبة تدخين الشخص ازدادت مدة بقاء النيكوتين في الجسم، وازدادت المدة المطلوبة لإكمال عملية تنظيف الدم من النيكوتين، وتختلف هذه المدة من فردٍ لآخر، وفق ما يلي:
- العمر: حيث يمكن أن يبقى النيكوتين في الجسم مدة أطول لدى المدخنين ذوي الأعمار فوق 65 عامًا.
- الجنس: حيث تتخلص أجسام النساء من النيكوتين بشكلٍ أسرع من الرجال، خاصةً في حال أخذهم لحبوب منع الحمل.
- مدة التدخين: أي ستكون المدة أطول بالنسبة للأشخاص كثيري التدخين وقد مضى على إدمانهم على التدخين وقت طويل.
مدة ظهور أعراض الانسحاب
تختلف مدة الأعراض حسب مقدار تدخين الشخص، وقد أشارت ورقةٌ بحثيةٌ في 2010 إلى أن الذين يدخنون أقل من 5 سجائرٍ في اليوم كانت أعراضهم أخف؛ لأن أجسامهم كانت أقل اعتمادًا على النيكوتين، وعادةً ما يكون الأسبوع الأول هو الأصعب.
تنظيف الدم من النيكوتين
تشتمل عملية تنظيف الدم من النيكوتين على عدة مراحلٍ أو خطواتٍ، تتمثّل بـ:
- خطوة التنظيف الأولى
- دائمًا ما تكون الخطوة الأولى هي اتخاذ قرارٍ جادٍ بالإقلاع عن التدخين للتخلص من السموم، إضافةً إلى إيقاف شرب الكحول والكافيين والأغذية المعلبة والمأكولات السريعة التي تحتوي على الكثير من السكر والدهون المشبعة.
- توقع ظهور أعراض الانسحاب عند ترك النيكوتين أو أي مادةٍ أخرى مسببةٍ للإدمان والتحضر لها.
- عدم تجاوز وقت أي وجبةٍ، لأن شعور الجوع قد يزيد الرغبة بالتدخين، وتناول الخضراوات أو العلكة أو الحلوى الخالية من السكر وغيرها من الأشياء التي تُنسي إحساس الحاجة إلى التدخين.
- تناول الأطعمة المفيدة
- اتباع نظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالخضراوات الكرنيبية لغناها بالألياف التي يستغرق هضمها وقتًا طويلًا نسبيًا، مثل القنبيط والملفوف والبروكولي والكرنب، والخضراوات الورقية الخضراء، مثل السبانخ والبقدونس والكزبرة لاحتوائها على موادٍ مغذيةٍ لمصفاة الجسم -الكبد-.
- الفاكهة مثل التفاح وبذور الكتان المعصورة والعنبيات وغيرها من الفاكهة الغنية بالألياف، إضافةً إلى الحمضيات مثل الليمون الحامض والبرتقال التي تسرع تنظيف الكبد.
- أطعمة كالخرشوف والهليون والبنجر والكرفس وشاي جذور الهندباء، والتي تساعد على تنظيف الدم من النيكوتين.
- يؤمن مسحوق بروتين مصل اللبن ورقائق الخميرة الغذائية البروتينات وفيتامين B-12 ومواد مغذية أخرى تساهم في دعم صحة الكبد.
- تناول زيت الزيتون وزيت بذور الكتان وأسماك المياه الباردة، والتي تعد مصدرًا جيدًا للدهون الصحية.
- شرب كميات وافرة من المياه.
- تناول البروتينات الخالية من الدهون بكمياتٍ قليلةٍ، ويمكن الحصول عليها من لحم الدواجن منزوعة الجلد أو لحوم الغنم أو البقر منزوعة الدهن أو السمك الأبيض.
- متابعة هذا النوع من الغذاء مدة أسبوعٍ على الأقل.
- تعزيز عمل الجهاز الهضمي
- قد لا تساعد المعينات الحيوية (البروبايوتيك) على تنظيف الجسم من النيكوتين لكنها تحسن من عمل جهاز الهضم وصحته، حيث يمكن أن يسبب التدخين سرطانات في الفم أو المعدة أو البنكرياس أو المريء، كما يمكن أن يسبب حرقة المعدة وداء الارتجاع المريئي المعدي، وغيرها الكثير من الأمراض الهضمية، ومن مصادر البروبايوتيك المخللات واللبن الرائب.
في النهاية إن عملية الإقلاع عن التدخين ليست بالخطوة السهلة اليسيرة وإنما ليست بالأمر الصعب المستحيل أيضًا، كل ما تطلّبه إرادة قويّة والتزام جيّد وخطوات صحيّة مناسبة من أجل تنظيف الدم من النيكوتين وإزالته بشكلٍ كامل.