شروط صحة صلاة الجمعة
تعتبر الصلاة ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، ومن الواجبات المفروضة على كل مسلم، لما تحمله من فوائد روحية وجسدية لا تعد، أهمها توثيق صلة الإنسان بربّه، وتهذيب أخلاقه. وقد أكد الرسول الكريم (محمد) على أهمية الصلاة مع الجماعة، ووعد بمكافآت روحية، مثل قبول الصلاة وغفران الذنوب.
ويؤدي المسلمون خمس صلوات في اليوم، لكن تعتبر صلاة الجمعة الصلاة الأكثر أهمية في الأسبوع لديهم. وتتمتع بمكانة خاصة عندهم، فحضورها يساوي سنة كاملة من صلاة الشخص وصيامه لوحده. ويرجح أن اختيارها كيوم للعبادة والتجمّع جاء من وظيفته قبل الإسلام كيوم للسوق، ومناسبة طبيعية لتجمّع القبائل المحلية في مكان واحد رئيسي.
صلاة الجمعة
يعتبر يوم الجمعة في بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة، مثل مصر، وإيران، وباكستان والسعودية وغيرها، جزءًا من نهاية الأسبوع أو العطلة، بالإضافة إلى يوم السبت في بعض الدول. وبذلك يكون يوم الأحد هو بداية الأسبوع.
يقضي معظم المسلمون وقتهم في هذا اليوم مع العائلة، وفي الصلاة والراحة، وقد تختلف الممارسات والعادات قليلًا حسب البلد أو المدينة، فقد يتابع بعض أصحاب المهن التجارية عملهم بعد الصلاة، لكن معظم الناس في البلدان المسلمة يتوقفون عن العمل ويستريحون.
ويذكر القرآن الكريم أهمية صلاة الجمعة في سورة "الجمعة": "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذَرُوا البيعَ ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون* فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تُفلحون* وإذا رَأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائمًا قُل ما عندَ الله خيرٌ من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين".
صلاة الجمعة فرض على كل رجل مسلم بالغ حر عاقل، يحضرها في منطقة إقامته. ولا عذر لتفويتها. تؤدى في وقت صلاة الظهر، وتعتبر باطلة بدون الخطبة. لكنها ليست مفروضة أثناء السفر لأن الرسول الكريم لم يقدمها على أي من أسفاره بل أدى صلاة "الظهر" ودمجها مع العصر. لكن على المسافر الذي يشهد صلاة الجمعة في بلدة أو قرية أن يؤديها مع المسلمين هناك. أيضًا إن أداها عبد، أو امرأة أو طفل أو مريض فهي مقبولة وتحل مكان صلاة الظهر.
ويحرص معظم رجال المسلمين الذين لا يقدرون على تأدية الصلاة خلال أيام الأسبوع في المساجد على حضور صلاة الجمعة، بينما يترك الخيار للنساء في ذلك، لكن في بعض البلدان مثل الهند، وباكستان، وطاجكستان لا يسمح لهن بتأدية صلاة الجمعة في المساجد، في حين تحضرنها ضمن جماعات كبيرة في إيران وكينيا. ويصلي الرجال والنساء في المساجد جميعها بشكل منفصل، أو تأتي النساء خلف الرجال في نفس الغرفة، أو خلف ستار.
شروط صحة الصلاة
- الإسلام: لا تصح الصلاة إذا كنت غير مؤمن (كافر).
- العقل: لا تصح الصلاة إذا أداها شخص مجنون، لأنها ليست فرضًا على المجنون.
- البلوغ: الصلاة غير مفروضة على الطفل حتى يبلغ، لكن عمومًا يجب على الطفل أن يوجه إلى تأدية الصلاة عندما يبلغ السابعة من العمر.
- الطهارة: تتضمن نوعَين؛ الطهارة من النجاسة (عدم الطهارة) على الجسد، والملبس ومكان الصلاة، والطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر.
- دخول الوقت: لكل صلاة موعدها المحدد، عليها أن تؤدى فيه لتبقى صحيحة. هذا يعني بطلان الصلاة قبل وقتها، أو بعده إلا إذا بعذر شرعي.
- ستر العورة: والعورة عند الرجال في الصلاة هي المنطقة من السرة حتى ركبتيه. أما عند المرأة فهي كامل جسمها ما عدا وجهها ويداها. ولا يجب أن يكون الغطاء شفافًا.
- الاتجاه للقبلة: عندما يكون المصلي قادرًا على ذلك.
- النية: وهي شرط لا يمكن إغفاله ومن صلى بدون نيه فصلاته غير مقبولة. يقول الرسول الكريم: "إنما الأعمال بالنيات" فالنية في القلب ولا يصح التعبير عنها باللفظ.
شروط صحة صلاة الجمعة
بالإضافة إلى الشروط السابقة، فإن لصلاة الجمعة شروطًا إضافية خاصة بها لتكون مقبولة ومستجابة عند الخالق تعالى، وهي:
- وجوب تأدية صلاة الجمعة جماعة: تتفق معظم المذاهب على ذلك لكن تختلف حول العدد، فمذهب لا يقبل بأقل من أربعة أشخاص مع الإمام، وآخر يشترط اثني عشر مصليًا، وغيرها لا يقبل بأقل من أربعين.
- التوقيت: تؤدى صلاة الجمعة في نفس توقيت صلاة الظهر، بعد تحرك الشمس مباشرة منتصف النهار حتى عندما يصبح ظل الشيء مساويًا لطوله. وكان رسول الله يؤديها في هذا التوقيت واعتاد حتى أن يؤديها قبله. ويرى بعض الباحثين أنه من الجائز أداؤها قبل وقت الظهيرة بنصف ساعة عند الضرورة.
- الخطبة: إن إلقاء الخطبة ركن أساسي من صلاة الجمعة التي تعتبر باطلة بدونها. فالرسول الكريم لم يغفلها أبدًا ولا مرة. وتتكون من قسمين ويجب إتمامها قبل الصلاة. وعلى الإمام أن يبدأ بتسبيح الله وحمده، بشهادة التوحيد والسلام وتلاوة آية قرآنية واحدة على الأقل.
شروط خطبة الجمعة
- أن تتضمن الخطبة، الدعاء إلى الله من أجل منح المسلمين السعادة في الحياة الدنيا وفي الآخرة. والدعاء للحاكم ليخاف الله ويتقيه ويسعى لما فيه خير بلد ومجتمعه. وقد اعتاد الرسول الكريم التضرع إلى الله عندما كان يلقي خطبة الجمعة.
- أن يقوم شخص واحد بإلقاء جزأي الخطبة ويقود الصلاة، بحيث يرفع صوته، ويقف عند إلقاء الخطبة.
- الوقوف على منبر أو مكان مرتفع حتى يراه الناس ويسمعوه بشكل أفضل.
- أن يكون قسما الخطبة قصيرين، والثاني أقصر من الأول. فقد رُوي عن النبيّ أنّ إطالة الرجل صلاته والتقصير في خطبته هو دليل على فهمه الجيد، لذلك اجعل صلاتك طويلة وخطبتك قصيرة.
- جلوس الإمام على المنبر حتى انتهاء الآذان.