ما هي أجهزة إنذار الحريق

روان سالم
روان سالم

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

5 د

ما نعرفه جميعًا عن اجهزة انذار الحريق أنها صُنعت لتُرَكَّب في الأبنية أو المنشآت أو أي مكان ضخم مُعرّض لنشوب حريق سواء من الحرارة التي تُفتعل فيه نتيجة الآلات، أو ربما من خلل أدى إلى احتراق، وبمجرد انتشار الدخان من الحريق، أو الحرارة أو غيرها بحسب نوع الجهاز، يجب أن تعمل هذه الأجهزة لتُنذر العمال أو الناس، لإخلاء المكان، والعمل غالبًا على رش المياه موزّعةً على المكان الحاوي للحريق. لنتعرف بعمق أكثر إلى هذه الأجهزة.


أجهزة إنذار الحريق

صُممت أجهزة إنذار الحرائق (Fire Alarm Systems) لإنذارنا عند وجود حالة طوارئ واندلاع حريق في المكان، حيث تعمل صفارات الإنذار أو الأضواء، بحسب النظام، لاتخاذ الخطوات اللازمة لنحمي أنفسنا والحيوات من حولنا، ويعمل الجميع على إخلاء المكان. الأماكن الأكثر شيوعًا لتركيب اجهزة انذار الحرائق هي المكاتب والمصانع والأبنية العامة، نتجاهل جميعًا وجود جهاز الإنذار في المبنى، ونعتبره جزء من حياتنا الروتينية، ولا أحد يشعر بقيمة وجوده وأهميته فعلًا حتى ينشب حريق ويعمل الجهاز. تشتمل بعض اجهزة انذار الحريق أيضًا على نظام تحكّم عن بعد، يمكنه إنذار فريق الإطفاء عبر محطة مركزية، بحيث يتم إعلامهم بوجود حريق لتوفير الوقت والوصول بأسرع ما يمكن.


مكونات جهاز إنذار الحريق

إن المكوّن الرئيسي الذي يعمل عن طريقه الجهاز، أو يمكننا تسميته الجزء الدماغي من نظام العمل، هو لوحة التحكم، حيث يتم توصيل هذه اللوحة بالأجهزة الرئيسية، وتوفر اطّلاعًا على مؤشر حالة الجو في المكان. بالطبع لن تعمل اللوحة بشكل مفرد، بل هناك عناصر رئيسية في أجهزة إنذار وكشف الحرائق وهي:

  • الأجهزة الخاصة بإطلاق الإنذار (بدء الإنذار).
  • أجهزة الإخطار بنشوب حريق.
  • لوحة التحكم.
  • مصدر الطاقة الأساسي.
  • مصدر الطاقة الاحتياطي.

والآن شرح مختصر مفيد عن كل جزء.


الأجهزة الخاصة بإطلاق الإنذار

الدور الرئيسي لهذه الأجهزة يكمن في تفعيل نظام العمل عند نشوب حريق، وهناك نوعان من هذه الأجهزة:

  1. أجهزة بدء الإنذار اليدوية: وتشمل الأجهزة محطات سحب، وأمكنة لكسر الزجاج، أو حتى أزرارًا فقط، وهي يدوية حيث يلزم تنشيطها يدويًا بواسطة شخص عند نشوب الحريق، لذا من المهم أن تكون أمكنة وجودها واضحة وسهلة الوصول والاستخدام.
  2. أجهزة بدء الإنذار الأوتوماتيكية: وهي ما يعمل تلقائيًا عن تحسس الحريق، وهناك أنواع مختلفة من أجهزة إنذار الحريق مثل حساسات الحرارة وكواشف الدخان، حيث وبحسب نوع الجهاز، عند وجود حريق، يتحسس هذا الجهاز المكون اللازم تحسسه من الحريق (حرارة، أو لهب، أو أول أكسيد الكربون، أو..)، ويرسل بدوره إشارة إلى لوحة التحكم الرئيسية والتي تقوم بتفعيل الإنذار.

أجهزة الإخطار بوجود حريق

وهي الأجهزة التي تُعلِم شاغلي المبنى (سكان أو عمال أو غير ذلك) بوجود حريق كي يتم الإخلاء بأسرع ما يمكن، وتتضمن الأجهزة:

  • أجراس الإنذار التقليدية العادية (Bells).
  • المصابيح الوامضة (Strobes)، والتي توفر ومضات سريعة متزامنة، وهي ممتازة لخفيفي السمع.
  • الأبواق (Horns)، ومخصصة لإخطار مبنى بالكامل بنغمات ثلاثية.
  • جرس نوع (Chimes).

لوحة التحكم

وهي الجزء الرئيسي كما قلنا من نظام كشف الحريق، ومهمتها مراقبة وإدارة الأجهزة الأخرى. عندما تتحسس أجهزة بدء إطلاق الإنذار الحريق، ترسل إشارة إلى لوحة التحكم لتقوم بإخطارها، وبآلية وبرمجيات معينة، تقوم لوحة التحكم بتنشيط أجهزة الإخطار المتمثلة بالأجراس والمصابيح. طبعًا جميع الحالات اللازم معرفتها تكون معروضة أمامك على شاشة لوحة التحكم، ما يسمح لك بقراءة المشكلة وحتى التحكم فيها يدويًا.

تشمل لوحات التحكم نوعين رئيسيين؛ القابلة للعنونة والتقليدية. حيث تعتبر تلك القابلة للعنونة هي الأحدث، ويمكن عن طريقها توصيل جميع الأجهزة في نظام الإنذار في حلقة واحدة، ولذا سميت بالمعنونة؛ إذ يكون لكل جهاز عنوان تعريف مميز، وستتمكن اللوحة من معرفته عند إطلاق الإنذار ومعرفة مكان وجوده في المبنى، أما في التقليدية، يكون لكل جهاز حلقة واحد موصلة إلى لوحة التحكم.


مصدر الطاقة الأساسي

مصدر الطاقة الأساسي هو الجهد اللازم لتشغيل الأجهزة، ويتم تزويدها به من منطقة العمل أو الشركة مثلًا، وتُقدر الطاقة اللازمة أو الجهد اللازم لعمل اجهزة انذار الحريق بنحو 120 أو 240 فولط، تيار متناوب.


مصدر الطاقة الاحتياطي

جزء مهم جدًا من النظام، فأجهزة الإخطار بوجود حريق يجب أن تستمر في العمل حتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي، لذا نحتاج مصدر تغذية احتياطي، ويتمثل ذلك ببطاريات بجهد 6 أو 12 فولط.


أجهزة أخرى من الضروري وجودها ضمن نظام إنذار الحرائق

  • أنظمة الرّش: مع إخلاء المكان، لا بد من التحكم بالنيران المشتعلة ولو آنيًا، ولذا يجب أن تعمل أنظمة رش المياه من السقف غالبًا، أو عبر الجرات، وذلك لإخماد النيران.
  • إضاءات مكان الخروج: من المهم أيضًا وجود أضواء إنارة لطريق الخروج. في حال نشوب حريق، يصيب الناس الذّعر ومن الممكن أن يفقد الإنسان القدرة على تحديد مكان الخروج، ولذا يجب تثبيت أضواء تعمل في هذه الحالة لتعليم الناس كيفية الخروج.
  • أنظمة مراقبة الإنذار: وجود نظام يراقب عمل أنظمة إنذار الحريق في أماكن عملها، ينبه السلطات إلى وجوب التحرك في حال نشوب حريق.
  • أنظمة الاتصالات الصوتية: وتعمل على إعطاء أوامر شفهية لشاغلي المبنى أو الشركة أو أي جهة عاملة، وذلك لإخبارهم بما يجب عليهم فعله عند وقوع حريق. طبعًا هذا النظام مفيد لتهدئة العمال أو ساكني المباني الشاهقة الارتفاع، أو المستشفيات، فعندما يتنبه الإنسان إلى وجود مساعد يوجهه، يرتاح نفسيًا بالدرجة الأولى.
  • أجهزة التحكم عن بُعد ولوحات العرض: تسمح هذه الأجهزة للأفراد المسؤولين بفحص مكان العمل وتنشيط أو إلغاء تنشيط التنبيهات بسهولة، وهي مفيدة في المباني متعددة الطوابق، حيث يمكنهم التحكم بالطابق الأخير وهم في الأول.
هل أعجبك المقال؟

الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د

ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.

لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.

حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.


يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.

في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.

حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.

قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.

واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.

يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.

ذو صلة

في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.

حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات