تريند 🔥

🌙 رمضان 2024
متى يتكلم مريض الجلطة الدماغية بعد شفائه؟

متى يتكلم مريض الجلطة الدماغية بعد شفائه؟

مرام سليمان
مرام سليمان

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

3 د

عادة ما توقف الجلطة الدماغية قدرة الإنسان على النطق، وتبدأ الشكوك والمخاوف حول إمكانية استعادة هذه القدرة مرة أخرى. فما المدة المتوقعة ليتمكن المريض من الكلام بعد الإصابة؟

يصاب الشخص بما يعرف الجلطة الدماغية عند تشكل جلطاتٍ دموية في الأوعية الدموية داخل الدماغ أو تلك المؤدية إليه، مما يسبب موت الخلايا المتضررة في الدماغ بعد مدةٍ وجيزةٍ، بسبب توقف إمدادها بالأكسجين والمغذيات؛ ويمكن أن تودي هذه الحالة الصحية بحياة المريض، أو تسبب له إعاقة دائمة نتيجة فقدان بعض وظائف المخ، وذلك تبعًا للخلايا الميتة فيه. يُعتبر فقدان المريض القدرة على الكلام أحد آثار إصابة نصف المخ الأيسر بالسكتة الدماغية.


مدة علاج مريض الجلطة

في الحقيقة لا يمكن تحديد مدةٍ زمنية للشفاء، واستعادة القدرة الطبيعية على التحدث، والتواصل مع الآخرين؛ فيمكن أن يستغرق البعض سنواتٍ، وذلك يعتمد على إرادة المريض وأهدافه التي يريد استعادة نطقه من أجلها، وأفضل طريقةٍ لمساعدة المريض على تحقيق مراده هي اتباعه لعلاج أمراض النطق واللغة والتزامه به؛ ويعتمد هذا العلاج على النقاط التالية:

  • التعاون مع معالج لغة ونطق ماهر.
  • الاستعانة بالصور أو مدونةٍ صغيرة تحتوي الكثير من الجمل كثيرة الاستخدام، ليتمكن المريض من التواصل مع الآخرين خلال فترة العلاج، وإزالة إحساسه بالغربة، وعدم قدرته على التفاعل مع مجتمعه.
  • الاستعانة ببرامج الكمبيوتر للتدرب مجددًا على بناء الجمل.
  • إعطاء المريض فرصةً للتواصل الاجتماعي وعدم عزله، كأن يختلط اجتماعيًا مع الآخرين أو أن يرسل بريدًا الكترونيًا وغيرها من الأمور البسيطة التي تؤمن تواصلًا مع المحيط.
  • الانضمام إلى مجموعات دعم تضم متعافين من السكتة الدماغية.
  • تمارين لتقوية عضلات اللسان والفم.
  • إعادة تعلّم نطق الحروف ومخارجها.
  • العلاج الجماعي ومجموعات الدّعم.

إن هذا العلاج مرحلة مؤقتة تساعد على استعادة مريض الجلطة الدماغية للقدرات الأساسية للنطق والتواصل، أما المهمة التالية فهي مهمة طويلة الأمد تقع على عاتق المريض نفسه، ومدى استمراره في التدريب والانخراط بالمجتمع ليتمكن من تطوير قدراته بنفسه.


كيف تحدث الجلطة الدماغية

تحدث الجلطة الدماغية عند توقّف تدفُّق الدم إلى المخ، وبالتالي توقّف إمداده بالأكسجين والمواد المغذية الضرورية لعمله، وعلى إثر ذلك، تبدأ خلايا الدماغ بالتلف، ويؤدي ذلك إلى عدم قدرة المخ على أداء وظائفه المتمثلة في القدرة على الكلام والحركة والتفكير، والتذكّر، والسيطرة على المثانة، أي فقدان التحكم بوظائف الجسم الحيوية.

فنتيجة انقطاع أو نقصان التروية الدموية عن منطقةٍ معينةٍ في الدماغ، مسببةً ضررًا كبيرًا للخلايا نتيجة انقطاع الأوكسجين عنها، ويطلق حينها على منطقة الخلايا التالفة اسم “الأنسجة المحشية”. حيث يفقد المريض حينها قدرته على الحركة، والكلام، والتفكير، والسيطرة على عواطفه، وغيرها من العوارض المرافقة نتيجة موت خلايا الدماغ، مما يفقد المخ جزءًا من وظائفه.

يكون مريض الجلطة الدماغية غير قادر على الكلام بشكل مفهوم، وذلك عند تأذي المنطقة من المخ والمسؤولة عن هذه العمليات، حيث تكون مخارج الحروف خاطئة وثقيلة، وأحيانًا غير قادر على الكلام على الإطلاق، ولكن تميل هذه المشاكل إلى التحسّن مع مرور الوقت والخضوع للعلاج أيضًا.

ولا يمكن التنبّؤ بالفترة اللازمة للمريض من أجل التعافي من السكتة الدماغية ويعاود قدرته على الكلام بشكلٍ طبيعي، غالبًا يحتاج أسابيع وشهور لتحسين قدرته على الاتصال. أحيانًا يعاني بعض المرضى من مشاكل تواصل دائمة تقتضي منهم ومن ذويهم تعلّم طُرُق جديدة للتواصل فيما بينهم، مثل استخدام منصات الكتابة وبطاقات الصور والإيماءات وغيرها من الطرق المساعِدة.

تعتمد فترة التعافي من السكتة على حجم ومكان الإصابة، فالسكتة الدماغية الصغيرة تسبب مشاكلًا في الذراع والساق. أما الكبيرة منها فقد تسبب الشلل، أو فقدان القدرة على الكلام، أو الموت. أي باختصار، يبدأ التعافي من السكتة عند عودة خلايا الدماغ إلى عملها الطبيعي.

وعادة ما تنقسم مرحلة العلاج من السكتة إلى عدة مراحل وهي: “فترة المكوث في المشفى”، حيث يبقى المريض فيها تحت الرعاية الطبية. أما المرحلة الثانية تتمثل في “مغادرة المشفى”، ويتوجب على المريض حينها زيارة المراكز الطبية، والالتزام بإرشادات الطبيب، والأدوية المانعة للتخثر، بالإضافة إلى تناول مضادات التصاق الصفيحات مثل الأسبرين لتلافي إعادة تكون خثرات جديدة.

هل أعجبك المقال؟