تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

أدوات وعظام تعود إلى منذ 45 ألف عام.. العثور على أدلة تكشف عن أقدم وجود لإنسان “هومو سابينس” في شرق آسيا

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

4 د

  • العثور على أدوات وعظام تعود إلى "الإنسان العاقل" Homo sapiens قبل حوالي 45 ألف عام، مما يجعلها أقدم أدلة على وجود الإنسان الحديث في شرق آسيا.
  • الموقع كان مأهولًا لآلاف السنين، وتحليل الآثار يكشف عن تقنيات تكنولوجية متقدمة ومهارات صيد، مما يدعم فكرة التمازج الثقافي والتكيف الابتكاري لـ  Homo sapiens.
  • يمثل هذا الاكتشاف جزءًا هامًا من تاريخ الإنسان، ويفتح نافذة على قصة الهجرة والتأثير الثقافي المبكر، موسِّعًا لفهمنا لأصول "هومو سابينس" Homo sapiens وقدرته الرائعة على التكيف.

تقود أجزاء من الصخور والعظام القديمة التي تم العثور عليها موقع "شييو" Shiyu الأثري في شمال شرق آسيا، إلى تغيير فهمنا لتاريخ هجرة الإنسان. حيث كشف تحليل جديد أنها قد تم إنشاؤها بواسطة الإنسان العاقل "Homo sapiens" منذ حوالي 45 ألف عام.

وتعد هذه هي أقدم أدلة على وجود الإنسان الحديث "هومو سابينس" واستقراره في شرق آسيا في تلك الفترة، مما يفتح بابًا جديدًا لتفسير الآثار الثقافية التي تم العثور عليها سابقًا في الموقع.

ويوضح فرانشيسكو ديريكو، عالم الآثار من جامعة بوردو: "يعكس الموقع عملية التمازج الثقافي - التواصل بين المجتمعات والشعوب المنقولة - حيث تمتزج السمات الموروثة بالابتكارات الجديدة، مما يعقد الفهم التقليدي للتوسع العالمي للإنسان العاقل".

اشتهرت شيو منذ عقود بأنها مكان ذو أهمية أثرية. كانت مأهولة لفترة طويلة - يبلغ عمق التسلسل الرسوبي 30 مترًا (98 قدمًا)، وقد ترسبت الطبقات فيها على مدى عشرات الآلاف من السنين. اكتشف علماء الآثار مجموعة غنية من الأدوات والفنون التي تم صنعها واستخدامها من قبل الأشخاص الذين عاشوا هناك.

إن تحديد هوية هؤلاء الأشخاص، والمدة التي عاشوا فيها، كان مشروعًا مستمرًا، حيث أسفرت الحفريات الأولى، في عام 1963، عن آلاف الأشياء: 15 ألف قطعة أثرية حجرية، وآلاف القطع من العظام والأسنان... وحفرية واحدة لأسلاف الإنسان، وهي قطعة من عظم الجمجمة تم تحديدها على أنها تنتمي إلى الإنسان العاقل "Homo sapiens".

وعلى الرغم من فقدان معظم المجموعة لاحقًا، بما في ذلك قطعة الجمجمة، أجرى العلماء عملية تنقيب أخرى في عام 2013. بقيادة عالم الأحافير شي-شيا يانغ من الأكاديمية الصينية للعلوم، ويعمل فريق دولي متعدد التخصصات الآن على توصيف الموقع بالتفصيل.

اختاروا عددًا كبيرًا من القطع المتاحة وقاموا بتحليلها بعناية. درسوا عظام الحيوانات الموجودة في الموقع. وأجروا تحليلات جديدة للتاريخ باستخدام تقنيات الكربون المشع لتحديد تاريخ العينات المأخوذة من أقسام مختلفة من تسلسل الرواسب بدقة.

وقد كشف التأريخ أن الطبقة الأقدم في التسلسل ترسبت منذ حوالي 45 ألف عامًا مضت. وأظهر تحليل القطع مجموعة من المهارات التكنولوجية، مثل تقنية ليفالوا " Levallois" لقطع الحجر، والتي تم تطويرها في أوروبا قبل حوالي 250 ألف عام.

وكان هناك أيضًا حجر السج الذي لا يمكن الحصول عليه إلا من مسافة كبيرة، على الأقل 800 إلى ألف كيلومتر، مما يشير إلى التجارة أو السفر أو كليهما. ومن بين العناصر الأخرى المثيرة تشمل قرص من الجرافيت بفتحة في وسطه، والغرض منه لا يزال غير واضح (على الرغم من أن الباحثين يتكهنون أنه قد يكون زرًا كبيرًا من نوع ما).

كانت عظام الحيوانات في الموقع أيضًا مثيرة للاهتمام. كانت معظمها من الخيل، وغالبًا ما كانت بالغة. أظهرت العديد منها علامات القطع الدالة على الذبح، مما يشير إلى أن سكان موقع Shiyu كانوا صيادين ماهرين افترسوا الخيول.

إن الاكتشاف يرسم صورة معقدة وملهمة. يقول يانغ: "إن دمج السمات الثقافية المتنوعة يدل على تكيف معقد ومبتكر من قبل أسلافنا أثناء توسعهم".

ذو صلة

ويقول الباحثون إن هذا الاكتشاف، إلى جانب جزء الجمجمة الذي لا يزال مفقودًا، يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ البشرية. ربما يمكن للعمل المستقبلي أن يكشف المزيد من الأدلة حول الأشخاص الغامضين الذين سكنوا Shiyu ذات يوم، تاركين وراءهم آثار ذكائهم وقدرتهم على التكيف، ليتم اكتشافها من قبل أحفادهم، بعد عشرات الآلاف من السنين.

يقول عالم الآثار مايكل بيتراغليا، من جامعة غريفيث في أستراليا: "إن فهم تعقيد ماضينا القديم يمكن أن يقدم رؤى لا تقدر بثمن حول المسارات المتنوعة التي اتخذها أسلافنا وثراء التكيف البشري، حيث يكشف هذا الاكتشاف في Shiyu عن قصة رائعة للهجرة البشرية المبكرة والانصهار الثقافي، موسعًا معرفتنا بأصولنا القديمة والقدرة الرائعة لـ Homo sapiens على التكيف."

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة