أكبر جبل جليدي في العالم ينفك أخيرًا من القارة القطبية الجنوبية! لكن إلى أين؟
2 د
انفصل أكبر جبل جليدي في العالم A23a عن القارة القطبية الجنوبية في عام 1986 وظل عالقًا في قاع بحر لعقود قبل أن يبدأ مؤخرًا بالتحرك بحرية نحو الشمال.
بعد أن ظل ثابتًا في مكانه لما يقارب الأربعين عامًا، تمكن A23a من التحرر بفضل ذوبان الجليد في جزئه السفلي الذي خفف وزنه ورفعه عن قاع البحر.
هناك احتمالية أن يصطدم الجبل الجليدي A23a بملاجئ البطريق الهامة قبل أن يتفتت ويذوب في ما يُعرف بـ "مقبرة الجبال الجليدية".
الجبل الجليدي الهائل A23a، الذي كان في السابق يقبع ثابتًا قرب سواحل القارة القطبية الجنوبية، بدأ رحلة مثيرة. منذ انفصاله عن الرف الجليدي فيلتشنر في عام 1986 واستقراره في قاع بحر ويديل، يتحرك هذا الجبل الجليدي العملاق، الذي يغطي مساحة تقدر بحوالي 1550 ميلًا مربعًا، الآن بحرية نحو الشمال. ويشكل تحركه صوب المياه الأدفأ حدثًا بارزًا في تاريخه الطويل.
رحلة A23a
قصة A23a ليست مجرد قصة تحركه الأخير، بل هي تاريخ صمود وضخامة. على مر السنين، شهدنا ظهور وتفتت جبال جليدية أكبر حجمًا، لكن A23a استطاع دائمًا استعادة لقبه كأكبر جبل جليدي في العالم. ويبرز كريستوفر شومان، عالم الجليد في جامعة ماريلاند ومركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، الطابع الفريد لهذا الجبل الجليدي، الذي ظل صامدًا بينما انهارت جبال جليدية أخرى تحت تأثير العناصر الطبيعية.
انفكاك جبل الجليد A23a
في عام 2020، بدأ جبل الجليد A23a رحلته نحو الحرية، حيث تحرر تدريجيًا من الروابط التي كانت تربطه بقاع البحر. هذه العملية، التي لم تكن ملحوظة في البداية، شهدت تحولًا ملموسًا بحلول يناير 2023. أظهرت الصور الفضائية من المسح البريطاني للقطب الجنوبي تحرك الجبل الجليدي لمسافات طويلة على طول سواحل أنتاركتيكا. إذ يُعتقد أن ذوبان الجليد في الجزء السفلي من الجبل الجليدي قد ساهم في تخفيف وزنه ورفعه من قاع البحر. وفقًا لتقرير BBC.
الحجم الضخم لـ A23a وأهميته
يصل ارتفاع جبل الجليد A23a إلى حوالي 1300 قدم وبنسبة 90% من كتلته تحت الماء، ويمثل ذلك عاملًا مهمًا في بقائه وتحركه الأخير. هذا الحجم الهائل ساعده على الحفاظ على معظم كتلته الجليدية، خاصةً أثناء بقائه قريبًا من القارة القطبية الجنوبية. كما تشكل الكمية الكبيرة من المياه المحتجزة داخل الجبل الجليدي والتي يتم إطلاقها في المحيط موضوعًا بحثيًا مهمًا، خاصةً عند النظر إلى الجبل الجليدي A68، الذي كان يماثل A23a في الحجم.
الآثار المترتبة
مع توجه جبل الجليد A23a صوب منطقة تُعرف بـ "مقبرة الجبال الجليدية"، من المحتمل أن يتداخل مساره مع بيئات طبيعية حيوية، بما في ذلك مواطن البطاريق. تُظهر هذه الرحلة والانهيار التدريجي للجبل الجليدي الفهم العميق لدورة حياة هذه الكتل الجليدية الضخمة وتأثيرها على النظم البيئية الأرضية. وعلى الرغم من أن هذه الحركة ليست مرتبطة مباشرة بتغير المناخ، فإنها تبرز الجانب الديناميكي للمناطق الجليدية في كوكب الأرض.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.