“إننا نعيش في محاكاة”.. عالِم يؤكد ذلك ومعه الأدلة!

في نظرية رائدة يمكن أن تغير فهمنا للواقع، يدعي ملفين فوبسون، العالم في جامعة بورتسموث، أنه وجد أدلة تدعم فكرة أن كوننا يمكن أن يكون محاكاة رقمية ضخمة. تتمحور نظريته حول ما يسميه "القانون الثاني للديناميكا المعلوماتية"، والذي يتحدى المفاهيم التقليدية للإنتروبيا في الفيزياء.

ملفين فوبسون الذي استكشفت أبحاثه في جامعة بورتسموث منذ فترة طويلة ، يقترح لجوانب غير التقليدية للفيزياء، وأن سلوك إنتروبيا المعلومات - كيف يتغير الاضطراب في أنظمة المعلومات بمرور الوقت - يمكن أن يشير إلى أن عالمنا يعمل مثل المحاكاة الرقمية. تعتمد هذه النظرية على القانون الثاني المعروف للديناميكا الحرارية، والذي ينص على أن الإنتروبيا، أو الاضطراب، في نظام معزول يميل إلى الزيادة أو البقاء ثابتًا ولكن لا يمكن أن يتناقص. ومع ذلك، تظهر ملاحظات فوبسون أن إنتروبيا المعلومات تتناقص أحيانًا، مع الحفاظ على الحد الأدنى من القيمة عند التوازن، وهو ما يتناقض مع هذا القانون الأساسي للفيزياء.

في منشوراته الأخيرة، بما في ذلك ورقة بحثية بارزة في مجلة AIP Advances، يجادل فوبسون بأن الطفرات في الأنظمة البيولوجية، مثل فيروس SARS-CoV-2 سريع التطور، لا تحدث بشكل عشوائي كما كان يعتقد سابقًا. وبدلاً من ذلك، قد يتبعون نمطًا يقلل من إنتروبيا المعلومات، مما يشير إلى شكل من أشكال تحسين البيانات الأساسية وضغطها النموذجي في الأنظمة الحسابية. تمتد هذه الملاحظة إلى مجالات مختلفة، بدءًا من الفيزياء الذرية، حيث قد تشير ترتيبات الإلكترون إلى الكفاءة المعلوماتية، إلى الظواهر الكونية حيث يمكن اعتبار توسع الكون شكلاً من أشكال إدارة الإنتروبيا.

يستمد عمل فوبسون الإلهام من الخيال العلمي الشعبي، مثل "المصفوفة"، حيث يتم إحياء مفهوم العيش في واقع محاكاة بشكل واضح. حتى أنه أطلق على كتابه عنوان "Reality Reloaded"، في إشارة إلى سلسلة ماتريكس، للتأكيد على أوجه التشابه المحتملة بين ملاحظاته العلمية والعناصر الموضوعية لهذه القصص.

وعلى الرغم من هذه المقترحات المثيرة للاهتمام، يظل المجتمع العلمي حذرًا. يلزم إجراء اختبارات وتحقق كبيرين قبل أن تتحول فرضية فوبسون من فكرة تأملية إلى نظرية علمية مقبولة على نطاق واسع. ويدعو النقاد والمؤيدون على حد سواء إلى إجراء المزيد من الأبحاث الدقيقة لاستكشاف هذا الاحتمال الرائع بشكل أكبر.

إن نظرية الكون المحاكي ليست جديدة، فهي تعود إلى الاستفسارات الفلسفية من أفلاطون إلى المناقشات الحديثة في كل من العلوم والثقافة الشعبية. ومع ذلك، يقدم "القانون الثاني للديناميكية المعلوماتية" لملفين فوبسون منظورًا علميًا جديدًا حول هذا السؤال القديم. ويبقى أن نرى ما إذا كانت نظريته ستحظى بقبول في المجتمع العلمي أو ستؤدي إلى فهم جديد لكوننا، لكنها بالتأكيد ستعيد تنشيط النقاش حول طبيعة الواقع ومكانتنا فيه. ومع استمرار التحقيق في هذا الاحتمال، فإنه يَعِد بتحدي تصوراتنا، وربما، نسيج ما نعتبره حقيقيًا.