تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

أيهما جاء أولًا: الثقوب السوداء أم المجرات؟

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

2 د

كشف تحليل جديد لبيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن دور حاسم للثقوب السوداء في فجر التاريخ، حيث شاركت في ولادة نجوم جديدة وتشكيل مجرات مفعمة بالطاقة.

البيانات تُعيد صياغة النظريات حول تكوين الثقوب السوداء وتحدي الفهم الكلاسيكي السائد حول تسلسل حدوثها بعد ظهور النجوم والمجرات الأولى.

تحليل البيانات يشير إلى دور الثقوب السوداء في تسريع عملية ولادة النجوم ، مما يعيد صياغة فهمنا لتطور الكون المبكر.

كشف تحليل جديد لبيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن دور حاسم للثقوب السوداء في فجر التاريخ، حيث لم تقتصر وظيفتها على وجودها المبكر فحسب، بل شاركت أيضًا في ولادة نجوم جديدة وتشكيل مجرات مفعمة بالطاقة.

تُعيد هذه النتائج الجديدة صياغة النظريات السائدة حول تكوين الثقوب السوداء ودورها في بنية الكون، متحدية الفهم الكلاسيكي الذي يرى أن تشكل الثقوب السوداء جاء بعد ظهور النجوم والمجرات الأولى. بدلًا من ذلك، تُظهر البيانات أن الثقوب السوداء ربما لعبت دورًا فعالًا في تسريع عملية ولادة نجوم جديدة، خاصة خلال الخمسين مليون سنة الأولى من عمر الكون، الذي يمتد لـ 13.8 مليار سنة.

وقد صرّح جوزيف سيلك، الأستاذ في قسم الفيزياء وعلم الفلك بجامعة جونز هوبكنز ومعهد الفيزياء الفلكية بجامعة السوربون، بأن الاكتشافات الجديدة تُعيد النظر في فهمنا للكون المبكر. قائلًا: " لقد وُجدت الثقوب السوداء العملاقة في مراكز المجرات القريبة من مجرتنا درب التبانة، لكن الجديد هو اكتشاف وجودها في بدايات الكون أيضًا، حيث كانت تُعد بمثابة اللبنات الأساسية أو بذور للمجرات الأولى. وتُظهر البيانات أن هذه الثقوب السوداء عملت كمُضخمات عملاقة لعملية تكوين النجوم، مما يعد تحولًا جذريًا عما كان معتقدًا في السابق".

تم نشر الدراسة مؤخرًا في مجلة "Astrophysical Journal Letters"، حيث أوضحت أن المجرات البعيدة التي رُصدت عبر تلسكوب ويب ظهرت أكثر سطوعًا مما كان متوقعًا، كاشفة عن وجود عدد كبير من النجوم الشابة والثقوب السوداء الهائلة. هذه النتائج تتحدى الفكرة التقليدية التي تقول إن الثقوب السوداء تشكلت نتيجة انهيار النجوم فائقة الكتلة، وأن المجرات ظهرت بعد النجوم الأولى وأضاءت الكون المظلم في بداياته.

بينما يشير التحليل الذي أجراه فريق البحث إلى أن الثقوب السوداء والمجرات تعايشت وتفاعلت مع بعضها البعض خلال أول 100 مليون سنة من تاريخ الكون، مما يعيد صياغة فهمنا لتطور الكون. ويعتقد الفريق أن الثقوب السوداء كان لها دور فعال في تحويل سحب الغاز المضغوطة إلى نجوم، مسرعة بذلك معدل تكوين النجوم بشكل كبير.

ذو صلة

ومن الجدير بالذكر أن الثقوب السوداء تُعد مناطق في الفضاء تكون فيها قوة الجاذبية شديدة للغاية، بحيث لا يمكن حتى للضوء الهروب منها. وفقًا لسيلك، تولد هذه الجاذبية المكثفة مجالات مغناطيسية قوية، تُحدث عواصف عنيفة، وتطلق البلازما المضطربة، مما يجعلها بمثابة مسرعات ضخمة للجسيمات. هذه العمليات قد تفسر العدد الكبير من الثقوب السوداء والمجرات الساطعة التي اكتشفها تلسكوب ويب، والتي فاقت توقعات العلماء.

ويتوقع الفريق أن المراقبات المستقبلية باستخدام تلسكوب ويب ستوفر بيانات أدق حول النجوم والثقوب السوداء فائقة الكتلة في الكون المبكر، مما سيساهم في تأكيد هذه النتائج وتعميق فهمنا لتطور الكون.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة