تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ازدهار غير متوقع ونهاية مفاجئة.. رواسب المغرب تكشف سر انقراض الديناصورات!

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

4 د

تُظهر الاكتشافات الحفرية الجديدة في شمال أفريقيا أن الديناصورات كانت لا تزال متنوعة ومزدهرة في الأشهر الأخيرة قبل انقراضها الفجائي، الذي يُعتقد أنه نتج عن اصطدام كويكب ضخم بالأرض.

الدراسات المكثفة للرواسب البحرية في المغرب تكشف عن وجود ديناصورات متنوعة، بما في ذلك الديناصورات المفترسة، مما يشير إلى تنوع بيئي كبير في أفريقيا خلال العصر الطباشيري.

التنوع الكبير في أنواع الديناصورات الأفريقية يُحدث تحولاً في الفهم السابق لتاريخ الديناصورات، مما يُظهر أن الانقراض الجماعي ربما كان نتيجة لأحداث نادرة وليس تراجعاً تدريجياً في التنوع.

قبل 66 مليون سنة، شهدت الأرض اختفاء آخر ديناصوراتها، وما زال العلماء يسعون لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه الحادثة الجلل. حيث تُظهر الاكتشافات الحفرية الجديدة للأبيلوصورات "abelisaurs"، التي تعد من أقارب الديناصورات التيرانوصورات البعيدة والمكتشفة في شمال أفريقيا، أن الديناصورات الأفريقية كانت ما زالت متنوعة حتى لحظاتها الأخيرة، مما يشير إلى أن انقراضها كان فجائيًا نتيجة لاصطدام كويكب ضخم بالأرض.

لقد كان موضوع الانقراض الجماعي محط نقاش على مدى القرنين الماضيين، حيث آمن جورج كوفييه، الأب الروحي لعلم الحفريات، بأن الكوارث هي المحرك الأساسي للانقراض، في حين رأى تشارلز داروين أن التغيرات التدريجية في البيئة والمنافسة بين الأنواع هي ما أدى ببطء إلى زوال الأنساب.

ومع تطور فهمنا للسجل الأحفوري، برزت حقيقة أن العصر الطباشيري، الذي امتد من 145 مليون سنة إلى 66 مليون سنة، قد اختتم بموجة غير مسبوقة من الانقراض، حيث اختفت أعداد هائلة من الأنواع في مختلف أنحاء العالم في فترة زمنية قصيرة جداً.

ويدعم اكتشاف حفرة اصطدام الكويكب تشيكسولوب، التي يبلغ قطرها 180 كيلومتراً في المكسيك، فرضية الانقراض المفاجئ للديناصورات والأنواع الأخرى نتيجة لهذا التأثير، على الرغم من أن بعض العلماء جادلوا بأن الانخفاض التدريجي والبطيء في تنوع الديناصورات كان له دور في انقراضها.

إن تجميع قصة الديناصورات يعتبر تحدياً كبيراً، فليست فقط حفريات الديناصورات نادرة للغاية، بل إن السجل الحفري نفسه غير مكتمل. ومعظم ما نعرفه عن الأيام الأخيرة للديناصورات يأتي من دراسات مكثفة لعدد قليل من المواقع في الولايات المتحدة وكندا ومنغوليا، ولا يزال هناك الكثير غير معروف عن الديناصورات التي عاشت في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية مثل أمريكا الجنوبية والهند ومدغشقر وأستراليا والقارة القطبية الجنوبية ونيوزيلندا. ويرجع ذلك جزئياً إلى صعوبات جغرافية وتاريخية، حيث كان هناك تواجد أكبر لعلماء الحفريات والمتاحف في نصف الكرة الشمالي، مما يثير التساؤل حول ما إذا كانت الصورة الحالية متحيزة.

وعلى الرغم من التحديات، فإن الاكتشافات الأخيرة في المغرب التي تمت من خلال دراسة الكثير من الحفريات البحرية، تقدم لمحات جديدة حول الديناصورات في نهاية العصر الطباشيري في أفريقيا، حيث تُظهر رواسب الفوسفات الغنية ببقايا الأسماك والزواحف البحرية وجود ديناصورات بين هذه الأحافير.

ليس من الواضح كيف انتهت عظام الديناصورات في الرواسب البحرية؛ إذ يُحتمل أن تكون بعض الديناصورات قد سبحت بحثًا عن الطعام إلى الجزر كما تفعل بعض الحيوانات اليوم، وقد غرق بعضها. وربما جرفت الفيضانات أو العواصف ديناصورات أخرى إلى البحر، ومن الممكن أن يكون بعضها قد مات على الشاطئ قبل أن تحمله المياه خلال المد العالي. وعلى الرغم من ضآلة احتمال حدوث سلسلة من الأحداث التي قد تنقل الديناصورات إلى المحيط، فقد حدث ذلك بالفعل.

ومن خلال دراسة الطبقات البحرية والعمل المتواصل على مدى سنوات عديدة، تمكن العلماء من تجميع صورة تدريجية لآخر الديناصورات في أفريقيا، حيث تُظهر الأدلة وجود الصربوديات التيتانوصورية، وهي ديناصورات آكلة للنباتات ذات أعناق طويلة بحجم الفيلة، بالإضافة إلى ديناصورات منقار البط التي كانت تشغل مكانة الحيوانات العاشبة. ولكن ما يثير الاهتمام بشكل خاص هو الديناصورات المفترسة التي كانت تعيش في تلك الفترة، والتي تُظهر تنوعًا كبيرًا يدل على وجود تنوع مماثل بين الحيوانات العاشبة.

ومؤخرًا، تم العثور على حفريات لديناصورين جديدين في المغرب، أحدهما معروف من خلال عظم الساق، ويقدر طوله بحوالي 5 أمتار، مما يعكس تنوعًا أكبر بين الديناصورات المفترسة. وتُظهر الاكتشافات الأخرى وجود أنواع أصغر حجمًا، مما يشير إلى شبكة غذائية معقدة ونظام بيئي غني كان موجودًا في تلك الفترة.

وعلى الرغم من أن السجلات الحفرية من السهول الكبرى في أمريكا الشمالية قد تُظهر انخفاضًا في تنوع الديناصورات، فإن الاكتشافات الجديدة من أفريقيا تُظهر أن هذا الانخفاض قد يكون ظاهرة محلية بدلاً من كونها عالمية. وتُشير الأدلة إلى أن الديناصورات في الأجزاء المنخفضة من خطوط العرض كانت لا تزال مزدهرة ومتنوعة، مما يوحي بأن الانقراض الجماعي كان نتيجة لأحداث مفاجئة ودراماتيكية بدلاً من تراجع تدريجي في التنوع البيولوجي.

ذو صلة

وتُظهر النتائج التي توصل إليها العلماء أن الديناصورات في أفريقيا، وخاصة الأنواع المفترسة منها، كانت تزدهر وتتنوع بشكل كبير قبل انقراضها المفاجئ. على مدى أكثر من 100 مليون سنة، شهدت هذه المخلوقات العظيمة تطورًا وتنوعًا هائلًا، حيث أنتجت مجموعة واسعة من الأنواع، بما في ذلك الحيوانات المفترسة والعاشبة، وحتى الأنواع التي تعيش في الماء وتلك التي تطير. ثم، في لحظة كارثية واحدة، نجم عن اصطدام كويكب بالأرض محو شبه تام لهذه الكائنات، باستثناء بضعة أنواع من الطيور. هذا الحدث النادر وغير المحتمل يُظهر كيف يمكن للأحداث الكارثية أن تدفع التطور في اتجاهات جديدة بشكل جذري.

ومن الجدير بالذكر أن العلم نفسه يتقدم أحيانًا بفضل الاكتشافات غير المتوقعة، مثل العثور على ديناصورات مدفونة منذ ملايين السنين في قاع البحر، مما يسمح لنا بإعادة تشكيل فهمنا للتاريخ الطبيعي والأحداث الكبرى التي شكلت عالمنا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة