استخدم هذه العبارات بدلًا من التظاهر بالموافقة على رأي ما .. دليلك الدبلوماسي للاختلاف!

وقتنا وطاقتنا محدودان، لذا عندما نواجه خلافًا مع شخص ما، يتوجب علينا أن نحدد إذا كان الأمر يستحق النقاش العميق أم أنه من الأفضل أن نوافق ظاهريًا ونمضي في حياتنا. في بعض الأحيان، قد نوافق شخصًا ما على مضض لتجنب الصدام، حتى لو كان الأمر يزعجنا بالفعل. في كلا الموقفين، هناك خيارات بديلة متاحة.

هناك أفراد يستمتعون بالمناقشات الحماسية ولا يجدون صعوبة في التعبير عن اختلافاتهم مع الآخرين. وفقًا لجولي سيلفا، دكتوراه في علم النفس السريري، هناك فئة أخرى من الأشخاص، يطلق عليهم "إرضاء الناس"، يميلون إلى تجنب أي شكل من أشكال الصراع أو المواجهة، ويُظهرون سلوكًا سلبيًا كدلالة على تجنبهم للخلاف وما يصاحبه من مشاعر غير مريحة كالقلق أو الذنب.

في بعض الحالات، يتجاوز الأمر مجرد تجنب الصراع، حيث يخشى بعض الأشخاص من تأثير الخلاف على علاقاتهم بالآخرين أو كيفية نظرة الآخرين إليهم، كما تشير كورتني مورغان، مستشارة سريرية محترفة. وبحسب كارل نصار، الحاصل على دكتوراه، يفضل البعض إنهاء المناقشات بسرعة لتجنب قضاء وقت في الخلاف، مما يعكس رغبتهم في "المضي قدمًا للتوافق".

لكن هذا النهج ليس بالحل الأمثل؛ فمع تجنب الجدال في الحال، نفقد فرصة التعبير عن أنفسنا ومساعدة الآخرين على النمو، كما يقول نصار. ويؤكد مورغان على أهمية العيش وفقًا لقيمك الشخصية، مشيرًا إلى أن التظاهر بالاتفاق مع شخص حول أمر يهمك قد يسبب مشاكل على المدى الطويل.

في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن الخلاف دون إثارة الصراع، خاصةً عندما يكون الهدف هو تجنب الخلافات ولكن في الوقت نفسه لا نريد أن نترك الطرف الآخر يعتقد بأننا نتفق معه. لهذا السبب، يقدم علماء النفس بعض الاقتراحات للتعامل مع هذه المواقف.

"أتفهم وجهة نظرك، لكني أراها بطريقة أخرى"
تشير إلى أهمية الاعتراف بحق الطرف الآخر في إبداء رأيه، مما يساعد في تخفيف التوتر ويقدم نبرة ودية بدلاً من العدائية. هذه العبارة هي طريقة فعالة للتعبير عن الخلاف دون التسبب في خلاف، وهي مناسبة بشكل خاص للتفاعل مع الزملاء.

"أنا أسمعك، رغم أن لدي رأيًا مختلفًا"
فهي مقترحة لاستخدامها في المحادثات مع أفراد العائلة أو شريك الحياة. هذا النهج يتميز بكونه دافئ ويعبر عن وجهة نظر مختلفة بطريقة غير مواجهة.

"لا أستطيع أن أتفق مع هذا."
تُستخدم بشكل أفضل في بيئات غير رسمية، كما ينصح مورغان. تُستخدم هذه العبارة عادة في المناسبات الاجتماعية مع أشخاص لا نرتبط بهم بعلاقة قريبة. تقول مورغان إن هذه العبارة دقيقة بما يكفي لتجنب جدال غير ضروري ومباشرة بما يكفي لتوضيح أننا لا نتفق حول الموضوع المطروح.

"حجتك صحيحة، لكنني لا أوافق عليها"
عند التفاعل مع الأصدقاء أو الزملاء أو أفراد الأسرة الذين يميلون إلى السيطرة على المحادثة أو لا يمنحونك الفرصة للتعبير عن رأيك. يوصي سيلفا بهذا الرد لأنه يعبر بوضوح وإيجاز عن عدم الاتفاق مع الحفاظ على احترام الطرف الآخر.

"أحاول أن أرى الأمر بطريقتك، لكن في النهاية أفكر بشكل مختلف في هذا الموقف"
للدلالة على محاولتك الحقيقية لفهم وجهة نظر الطرف الآخر، ولكنك في نهاية المطاف لا تزال غير موافق عليها.

"أنا حقًا أقدّر وأحترم رأيك، لكني أرى الأمر بشكل مختلف"
فتعد مثالية للتخفيف من حدة الخلاف، حيث تُظهر احترامك وتقديرك لرأي الطرف الآخر، وفي الوقت نفسه تعبر عن وجهة نظرك المختلفة. يوصي سيلفا باستخدام هذه العبارة مع شريك الحياة أو حتى المشرف في العمل.

"هذا منظور فريد حقًا. لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة من قبل"
في الحالات التي تواجه فيها وجهة نظر جديدة وغير مألوفة لك ولا تريد الالتزام بالموافقة عليها أو رفضها في الحال. يشير مورجان إلى أن هذا الرد يعكس انفتاحك على الأفكار الجديدة ولكن بحذر.

يكمن المفتاح للخلاف بأسلوب مهذب مع الآخرين في استخدام العبارات السابقة أو غيرها من العبارات المماثلة، مع الحفاظ على ذهنية متفتحة وتجنب الانزلاق إلى نبرة اتهامية أو دفاعية في الحوار. إذا كنت لا ترغب في إطالة النقاش حول موضوع ما، من الضروري أن توضح ذلك بأدب للطرف الآخر، وأن تبذل جهدك للانتقال إلى موضوع آخر أو إنهاء المحادثة بطريقة محترمة.